يوم النكبة
عبدالله الهدلق
2011/05/30
الوطن الكويتيه
كان السكان «الفلسطينيون!» قبل الموجة الأولى من الهجرة اليهودية الى اسرائيل قليلي العدد، كما ان مئات الآلاف من اليهود تم طردهم ايضا من الدول العربية ولا سابقة في العالم قاطبة لحق العودة، كما ان حكاية يوم النكبة اي قصة اللاجئين «الفلسطينيين!» اكبر قصة مضخمة عرفها تاريخ العصر الحديث، ولا نجد في العالم بأسره جماعة من اللاجئين تحظى بهذا القدر الهائل من التغطية الاعلامية العالمية، فلا يمر اسبوع الا وتعقد فيه ندوة او مؤتمر حول اوضاع «الفلسطينيين!» البائسة، وانهم الضحية الكبرى! وعلى الرغم مما حل بالعالم من النوائب والمصائب والظلم والطرد وحروب الابادة والتهجير والمجازر والحروب الأخرى مثل مذبحة الارمن على ايدي الاتراك العثمانيين، ومحرقة «الهولوكست» التي اباد فيها النازيون ستة ملايين فرد من الشعب اليهودي، الا ان حكاية النكبة هي ما يستحوذ على جل اهتمام العالم بصفتهما اخطر ظلم وقع على الكون منذ الحرب العالمية الثانية!
لقد وصل اليهود الى ارض اسرائيل – التي كانت جزءاً من الامبراطورية العثمانية - بموجات كثيرة قبل ما عرف بموجة الهجرة الأولى، في حقبة لم يكن فيها هوية «فلسطينية!»، ولم تكن ثمة حدود حقيقية بين عرب سورية ومصر والاردن، بل حركة دائمة للاشخاص من عرب مصر الى غزة ويافا وغيرهما من المدن، وكانت المدينة آنذاك عبارة عن مقاطعات «سناجق» خاضعة لادارة دمشق او بيروت كجزء من الامبراطورية العثمانية، ومع صدور قرار التقسيم عن الأمم المتحدة اعلنت الدول العربية الحرب على اسرائيل حيث اضطر اعلان الحرب مئات الآلاف من العرب الى الهجرة الى البلدان المجاورة، وتحولت التجربة التي مر بها العرب الى «النكبة!» التي تم تضخيم قصتها باستمرار على مر السنين، واصبح «الفلسطينيون!» وكأنهم المُرحَّلون الوحيدون على وجه الأرض وعلى خارطة النزاعات الدولية!.
لقد عاش اكثر من خمسين مليون شخص تجربة مماثلة من التبادل السكاني نتيجة نزاعات قومية او انشاء دول قومية جديدة، لذا فلا فرق بين عرب «فلسطين!» وباقي اللاجئين، ففي العقد التالي للحرب العالمية الثانية وفي اوروبا وحدها مر ما يزيد عن عشرين مليون شخص بتجربة التبادل السكاني، وحدث مثل ذلك لاحقا في المواجهة بين قبرص التركية وقبرص اليونانية وبين ارمينيا واذربيجان وبين الدول التي نشأت نتيجة حل يوغسلافيا وبؤر اخرى للمواجهة في العالم، ولكن «الفلسطينيين!» وحدهم دون غيرهم من المجموعات يحتفظون بلقب اللاجئين منذ اكثر من ستة عقود، وتم تضخيم الحكاية بدعم من (الأونروا) وهي هيئة خاصة برعاية اللاجئين «الفلسطينيين!» دون غيرهم من لاجئي العالم، ولم يحصل مرحلون بعد ان اعلنوا الحرب وخسروها على «حق العودة!» وبما يؤدي الى القضاء سياسيا على دولة قومية! لانه لا وجود لمثل ذلك الأمر.
يجب التنبية على ان القرار رقم «194» الصادر عن الامم المتحدة والذي يستند اليه «الفلسطينيون!» مشروط بقرار سابق ينص على الاعتراف بدولة يهودية وايجاد ظروف ملائمة، وموافقة من يطلبون العودة على العيش بسلام مع جيرانهم، ولكن « الفلسطينيين!» يرفضون الاعتراف بدولة يهودية والتعايش السلمي، اما المؤتمر القومي العربي الثالث الذي عقد في يافا عام «1920» فقد اكد ان «فلسطين!» هي جنوب سورية، وانه ليس ثمة هوية «فلسطينية!» منفردة، كما قال احمد الشقيري – الرئيسي الاول لمنظمة التحرير « الفلسطينية!» - ان «فلسطين!» ليست الا جزءاً من سورية، كذلك اوضح الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في عام 1974 ان «فلسطين!» جزء من سورية الكبرى ولا ذكر لـ «فلسطين!» في الكتاب المقدس.
ومن بين الحجج «الفلسطينية!» قولهم انه لحل النزاع لابد من الاعتراف بالنكبة «الفلسطينية!» لاسيما بمسؤولية اسرائيل عن مشكلة اللاجئين، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فتغذية حكاية النكبة هي التي تحول دون تسوية النزاع، لان «الفلسطينيين!» منشغلون بتعظيم المشكلة وتضخيمها واثارة مطلب غير مسبوق في الساحة الدولية «حق العودة!»، ونسوا ان امين الحسيني انضم الى دول المحور ونادى بكراهية اليهود وابادتهم وامضى فترة الحرب العالمية الثانية في برلين واعلن في لقاء جمعه مع «أدولف هتلر» ان «المفتي وهتلر لهما عدو مشترك واحد هو اليهود»، واعقب الحسيني اعلانه ذلك بتشكيل كتائب الانصار – وهي الوحدات «الفلسطينية!» التي قاتلت في خدمة هتلر، وكلما بقي «الفلسطينيون!» يغذون حكاية «النكبة!»، وكرسوا معاناتهم، ومع ذلك فهم يستحقون دولة الى جانب دولة اسرائيل، وليس من خلال «النكبة!» التي لا تعدو كونها حكاية سياسية وتاريخية.
اتفق الرئيس الامريكي اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على وجوب عدم مشاركة «حركة حماس!» الإرهابية الموالية لبلاد فارس «إيران» في محادثات السلام بين إسرائيل و«الفلسطينيين!» لأنها حركة إرهابية ولأن الهدف النهائي لعملية السلام هو تحقيق الأمن المشترك لإسرائيل ولـ«الفلسطينيين!»، أليست «حركة حماس!» الإرهابية هي التي هاجمت أوباما والولايات المتحدة الامريكية لانها قتلت أسامة بن لادن؟! ولن يتحقق السلام الحقيقي الدائم والمستقر في وجود «حركة حماس!» التي تسيطر على قطاع غزة وتطلق صواريخها وقذائفها على المدنيين الأبرياء في مدن الجنوب الإسرائيلي.
شكل عدم قبول الجانب «الفلسطيني!» بما جاء في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» أمام الكونغرس الأمريكي، إعلان نعي لعملية السلام المتعثرة وضياع فرصة السلام، وربما إجهاض مشروع الدولة «الفلسطينية!» التي يسعى «الفلسطينيون!» لكسب الاعتراف بها، وقد ساهم عدم وضوح الموقف «الفلسطيني!» وتعنته أيضاً في موت عملية التسوية، وتوقف المفاوضات بين إسرائيل و«الفلسطينيين!» وإغلاق بابها نهائياً وكعادة «الفلسطينيين!» في كل مرة وكما هو ديدنهم دائماً في إلقاء اللوم على الآخرين لتبرير فشلهم وتعنتهم فقد قال قائلهم: «في ظل حكومة إسرائيلية
يمينية متطرفة، وإدارة امريكية تتبنى رؤية تلك الحكومة إزاء مفاوضات السلام ومخرجاتها فلا سبيل أمامنا سوى العودة إلى «المقاومة!» والتوجه إلى الساحة العربية من أجل تجنيدها لصالح المقاومة»!!!
بعد أن قررت مصر فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة بشكل دائم، فقد منحت للارهاب ملاذاً آمناً وتصرفت بصورة تتناقض مع معاهدة السلام، وأعطت لناشطي الإرهاب قدرات إرهابية هائلة ستنعكس سلباً على أمن واستقرار مصر نفسها عندما تتدفق الأسلحة المهربة من قطاع غزة إلى شبة جزيرة سيناء.


رد مع اقتباس