التفاصيل الأولية حول السنوات التي كانت في ملاجىء حماس
صحيفة معاريف – عاميت كوهن
ترجمة مركز الإعلام
هكذا كانت الأسرار الكبيرة في الخمس سنوات ونصف الأخيرة، كيف احتجز شاليط؟ وبأية ظروف؟ وكيف كانت معاملة خاطفيه له؟ وماذا كان يعرف خلال فترة أسره بغزة؟ حيث كانت هناك شائعات تقول بأنه كان محتجزا في الجامعة الإسلامية، وشائعات أخرى قالت أنه محتجز في الطابق السفلي في مستشفى الشفاء، إلا أن إسرائيل لم تكن تعرف أين يوجد على وجه اليقين، ولكن يوم أمس وبعد عودته بدأت تتضح الصورة الجزئية، وكما هو معروف لغاية الآن أن شاليط يوم أمس قدم تفاصيل قليلة لقادته في الجيش الإسرائيلي.
ومع ذلك، لا ينوي الجيش التحقيق معه في الفترة القريبة. ويوم أمس، خلال الفحص الطبي قال لوالديه بأنه كان معزولا، وشاهد عدة أشخاص، وفي المقابلة التي أجرتها معه الصحفية المصرية في التلفزيون المصري قال بأنه علم قبل أسبوع بأنه سيتم إطلاق سراحه، و شعر بالشيء ذاته قبل حوالي شهر. وهنا السؤال من هم الأشخاص الخاطفين الذين كانوا قريبون منه؟ إن هوية هؤلاء الأشخاص لا زالت غير معروفة. لكن مصادر أمنية فلسطينية قالت "لمعاريف" بأن "مروان عيسى" وهو من قادة الجناح العسكري لحماس، واليد اليمنى "لأحمد الجعبري" كان من حين لآخر يزور شاليط في مكان أسره،" وعيسى "الذي يتحدث العبرية بطلاقة كان عضوا في طاقم المفاوضات لحماس، وكان يرافق الجعبري خلال فترة التفاوض بشأن شاليط. بالإضافة لذلك قامت حماس بتدريب عناصرها ومؤيديها على كيفية إخفاء الجنود المخطوفين، على أن يتم إخفاء أي مخطوف في بيت لا يثير الشك، وينظر إليه بأنه لا تربطه علاقة بالجناح العسكري لحركة حماس، وهؤلاء هم الذين يعالجون الأمر، وهنا السؤال الكبير المتعلق بالخاطفين هل قاموا بتعذيبه؟ وهل جاع؟ على هذه الأسئلة الجزئية أجاب والد شاليط يوم أمس قائلا: بأن ابنه في السنوات الأولى من أسره تعامل معه الخاطفون بصورة قاسية. وبعد ذلك، وتحديدا في السنوات الأخيرة بدأت المعاملة تتحسن نسبيا، ومن هذا المنطلق يمكن الفهم من خلال الصورة التي لاحظناها على شاشة التلفزيون في المقابلة التي أجريت مع شاليط على التلفزيون المصري بأنه لم يكن يلبس نظارات، لبس النظارات فقط عندما انتقل للجانب الإسرائيلي، وهذه الملاحظة تقدم فهما للجهات الأمنية بأن شاليط طيلة فترة أسره كان يعيش بدون نظارات، حيث أن جدة شاليط عندما شاهدت الصور الأولية هذا الصباح غضبت لأنهم لم يلبسوه نظارات شمسية خوفا من تعرضه للضوء، وعلى الرغم من العزلة المادية إلا أن خاطفيه سمحوا له بالإطلاع على ما يجري في العالم حيث قال شاليط أمس بأنه كان يتابع الأخبار من خلال التلفزيون والراديو، فمن خلال ذلك عرف بالنشاطات التي تقوم بها إسرائيل من أجل إطلاق سراحه، وقال والده أيضا بأن شاليط كان يشاهد محطات التلفزة العربية، ولكن ليس بحرية وبشكل متواصل، وهنا يمكن القول بأنه كان يتابع الأحداث الأخيرة في العالم. ومثالا على ذلك، أنه علم بسقوط النظام المصري، وكذلك تعرف على شخصية رئيس هيئة الأركان الذي استقبله.
أما بالنسبة إلى المكان الذي احتجز فيه فإنه من الصعب القول بأنه نفسه يعرف المكان، هل كان في زنزانة أو تحت الأنقاض في نفق في كفار داروم أو في الطابق السفلي في مستشفى الشفاء، فجميع هذه التكهنات كانت غير صحيحة، وعلى ما يبدو أنها قد وزعت ونشرت هذه الاشاعات على يد مصادر من فتح، وذلك من أجل تشجيع إسرائيل لشن هجمات ضد هذه المواقع والتي تعتبر اليوم معاقل لحماس، وهناك من يعتقد بأن شاليط كان يحتجز في جنوب قطاع غزة في رفح أو في خان يونس، لأنه يوم أمس أحضر شاليط على يد "رائد عطار" وهو قائد لحماس في منطقة رفح، وأحد المخططين الأساسيين في عملية الخطف في" كيرم شالوم" ومشاركة رائد في عملية تحرير شاليط تعمق القناعة بأنه كان المسؤول عن تأمين الحراسة
للجندي المخطوف من أول يوم من أسره وحتى يوم تحريره أمس، كذلك في الماضي قال الفلسطينيون بأنه يوم عملية "الرصاص المصبوب" قد تم تهريب شاليط إلى خارج قطاع غزة حتى لا يمس بسوء، ولذلك قاموا باحتجازه في منطقة رفح قرب الحدود مع مصر، حيث أن هذه المنطقة ينتشر فيها أنفاق التهريب، وشاليط تم تشخيصه بأنه يعاني من نقص التعرض لأشعة الشمس وهذا يشير بأنه احتجز تحت الأرض، حيث أن الجناح العسكري لحماس في السنوات الأخيرة شرع في حفر العديد من الأنفاق في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث حفرت أنفاق من تحت بيوت قادة كبار، وتحت المساجد، وحول المباني الرسمية، حيث كان من السهل لخاطفيه الوصول اليه من تحت الأرض بدون أن يتم اكتشافهم، كذلك العلاج الذي تلقاه شاليط في الخدمات الطبية العسكرية للجيش الإسرائيلي يؤكد بأنه لم يعرض سابقاعلى مؤسسة طبية لحماس، وإحدى المواضيع الحساسة، تتعلق بكيفية تعامل الجيش الإسرائيلي مع شاليط، وإن كان يعرف مصير أصدقائه الذين كانوا معه أثناء عملية الخطف داخل الدبابة، وهل عرف بأن الاثنين قد قتلا أم لا، مع أنه كان من المفترض أن يعرف. ورغم كل ذلك، قام والداه بإفهامه كيف باستطاعته تقديم معلومات حساسة للجيش، ورئيس هيئة الأركان لا يريد أن يعرف شاليط تفاصيل حول هذا الحدث حتى لا يتفاجىء أو يصدم.


رد مع اقتباس