المصدر: ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي
تاريخ النشر: 29-07-2015
قسم الإعلام الإسرائيلي
نص كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام اجتماعه بالرئيس القبرصي:
"أيها السيد الرئيس، صديقي الطيب نيكوس، شكراً لك. إنه ليشرفني مقابلة زيارتك السابقة لإسرائيل بالمثل والقيام بزيارة مع حاشيتي لجزيرتكم الرائعة حيث يقوم الشعب العظيم وحكومتك الودية للغاية باستقبالنا. ونشعر بأننا بمعية أصدقاء وثمة ما يبرر ذلك. وأرجو إحاطتك علماً بأن أسباب كون هذه الزيارة هي الأولى لي خارج البلاد منذ إعادة انتخابي، وكذلك الأمر بالنسبة لزيارتك [السابقة لإسرائيل علماً بأنها كانت الزيارة الأولى للرئيس القبرصي منذ انتخابه]، لا تعود إلى الاقتصاد في وقود الطائرات فحسب بل إلى التقارب الحقيقي [بين البلديْن] الذي يتجاوز كثيراً- كما سبق وأشرتَ إلى ذلك- تقاربهما الجغرافي.
إن إسرائيل وقبرص هما دولتان ديمقراطيتان تقعان على الحدود الشرقية للبحر المتوسط. إننا نفتخر كثيراً بتراثنا وبتاريخنا. أما قبرص فهي ذات تاريخ ثري أيضاً. وقد سنحت لي خلال زيارتي السابقة فرصة الاطّلاع على الكنوز المدهشة المعروضة في متحفكم مما أتاح لي النظر إلى ماضيكم وكيفية تشابكه مع الماضي اليهودي. وبالطبع تملك إسرائيل تقليداً لا يقلّ ثراءً وتعود جذوره إلى عهد التوراة وما قبلها وبعدها. وعليه نتغنّى كثيراً بماضينا. ورغم ذلك فإننا نمثل دولتيْن معاصرتيْن تتطلعان إلى المستقبل بما يحويه من احتمالات مؤثرة ونعتقد بأن التعاون سيمكّننا من ضمان مستقبل أفضل لكلا شعبيْنا ولكلتا دولتيْنا.
هناك طاقة متجددة وحقيقية في العلاقات بيننا، وأقصد ذلك بالمعنييْن الحرفي والرمزي على حد سواء. إذ توجد [موارد] للطاقة [قاصداً حقول الغاز البحري الهائلة المكتشفة في البحر المتوسط]، ما يعني أن الله قد أتحفنا بـ(المَنّ) [مادة حلوة المذاق رزِق بها بنو إسرائيل من الرب لتغذيتهم في تيه سيناء وفق ما جاء في التوراة] لكنه لم ينزل من السماء بل يوجد تحت البحر، ونريد استخراجه. ونرى أن التعاون الثنائي سيجعلنا نستطيع استخراجه بسهولة أكبر وتسويقه بصورة أفضل بما يفيد كلا المجتمعيْن. ونتداول حول هذا الموضوع بشكل مكثف حيث توجد الكثير من الإمكانات وننوي مراجعة كل منها واتخاذ القرار، لكن الأمر سيقوم على التعاون [بين البلديْن].
إن الطاقة هي المجال الأول [للتعاون الإسرائيلي القبرصي]. أما المجال الثاني- إذا توسّعنا في الحديث- فهو الاقتصاد. دعوني أقول إن الرئيس [القبرصي] وأنا نقدم نموذجاً للسياح الإسرائيليين والقبارصة، علماً بأننا نريد تعزيز السياحة والاستثمارات والمعاملات الاقتصادية الثنائية، حيث أعتقد بأن هذا الأمر سيصبّ أيضاً في مصلحة كلا شعبيْنا.
ويشكل الأمن المجال الثالث [للعلاقات الإسرائيلية القبرصية]. إننا نواجه عالماً اختلّ فيه الاستقرار ما يعني توفر فرص جديدة إلى جانب وجود مخاطر جديدة. وتأتي المخاطر بالذات من جانب التشدد الإسلامي الممثل بالمتطرفين الشيعة بقيادة إيران أو المتطرفين السنّة بقيادة (داعش) [تنظيم الدولة الإسلامية]. ويمثل كلاهما خطراً هائلاً يجد تعبيره بأنواع متعددة من الأسلحة والهجمات. غير أن أكبر مشكلة تُزعج قبرص وأوروبا هي بالطبع الإرهاب المنطلق من هذه المناطق. وقد نسجت إيران وحزب الله شبكة إرهابية تحتضن أكثر من 30 دولة موزَّعة على 5 قارات- ومنها أوروبا- حيث تطال هذه الشبكة كل الدول الأوروبية تقريباً.
أما (داعش) فإنه يهدد بالطبع المجتمعات الأوروبية والغربية والإفريقية، لا بل العالم أجمع. إننا ملتزمون بمساندة أصدقائنا في المجتمعات التي تكافح آفة الإرهاب، لكننا ملتزمون أيضاً بتشديد وسائل حمايتنا بطرق أخرى، حيث تجري اتصالات مستمرة بيننا حول هذه القضية ونستعدّ للقيام بالمزيد، وهو أمر مرحَّب به.
كما أننا نريد التوصل إلى السلام [مع الفلسطينيين]، إلا أن السلام مرهون بالأمن، ذلك لأن عجزك في منطقتنا عن حماية السلام سيؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار السلام بسرعة فائقة. لكن السلام مرهون أيضاً باستعداد الأطراف المعنية للتحاور والسعي لوضع الخلافات القديمة جانباً أو- على الأقل- حلها بصورة لن تمنعنا من التمسكّ بالمستقبل.
[مخاطباً الرئيس القبرصي] أرجو تهنئتك على الجهود التي تقوم بها. إنك تواجه مشكلة عويصة [قاصداً حالة تقسيم جزيرة قبرص المتواصلة منذ 40 عاماً] فيما نواجه نحن أيضاً مشكلة عويصة، ويتمنى كلانا حصول الأفضل ونرجو أن نراك وقد حققت النجاح في مساعيك لتحقيق السلام مع جيرانك، ناهيك عن [رغبتنا في إنجاح] مساعينا لتحقيق السلام مع جيراننا الفلسطينيين. وأرحب بفرصة عرض موقف إسرائيل على الاتحاد الأوروبي، حيث أعتبر هذه المبادرة التي طرحتها، يا نيكوس، أمراً مباركاً. وكنت قد قلتَ لي مراراً وتكراراً خلال محادثاتنا: ’لماذا لا تُمنح لك فرصة طرح هذه الحقائق والمواقف البسيطة في أوروبا؟‘، مما جعلني أقول: ’إنها فكرة ليست بسيئة‘ (وكنت أعتبرها بالفعل فكرة جيدة جداً). ونسعى للمضي قدماً بهذا الأمر أيضاً ونواصل مناقشته خلال الزيارة القريبة التي سيقوم بها [دونالد] توسك [الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي] لإسرائيل بعد عدة أسابيع.
إننا نسعى لإيجاد عالم يستطيع الناس فيه العيش بكرامة وسلام وازدهار وحرية، ناهيك عن حقهم بادئ ذي بدء في الحياة نفسها. ويكوّن هذا الموقف الصلة الوثيقة والصداقة الحقيقية. إننا جزء من نفس الحضارة ونريد حمايتها.
شكراً جزيلاً لك، يا نيكوس [الرئيس القبرصي]".


رد مع اقتباس