اقلام وآراء
الاخوان المسلمون
|
مختارات من أقلام وآراء الاخوان المسلمون
|
في هذا الملف :
· مقال خيارات السعودية في اليمن بقلم- محمد علاونة- السبيل
· مقال : الحوافز الأمريكية لطهران - بقلم حازم عياد- السبيل
· مقال سويسرا العرب -بقلم - جمال الشواهين- السبيل
· أسئلة العاصمة الجديدة بقلم - فهمي هويدي- فلسطين الان
· مقال هل تحرك الجامعة العربية «أردافها الممتلئة» - بقلم علي سعادة- السبيل
مقال خيارات السعودية في اليمن
بقلم- محمد علاونة- السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
يذكر الكاتب جملة من الاسباب التي جعلت الملف اليمني يحظى باهمية من قبل السعودية والتي من أبرزها تخوف السعودية من اتفاق بين الحوثين وايران حول توسيع ميناء "الحديدة" لما له من أهمية الملاحة بين اليمن وايران.
|
خيارات السعودية في اليمن
محمد علاونة- السبيل
لم يكن مفاجئا الإعلان عن تشكيل أكبر تكتل للقوى السياسية في اليمن منذ اندلاع الثورة تحت اسم «التكتل الوطني للإنقاذ»، ويضم سبعة من أبرز الأحزاب السياسية و12 تحالفا قبليا و11 حركة شبابية وثورية و16 منظمة ونقابة وخمسة كيانات من قوى الحراك الجنوبي السلمي، بهدف التصدي لمليشيا الحوثيين التي تسيطر على العاصمة، وسعيا لاستعادة سلطة الدولة اليمنية وإعادة بناء قوات الأمن.
التكتل الجديد الذي يحظى بدعم إقليمي وأممي جاء بعد أن استنفذ أصحاب العلاقة الفرص كافة وآخرها نقل الحوار من العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين إلى الرياض تلبية لطلب الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، لإعادة استقرار بلد يتجه نحو حرب أهلية.
رغم ذلك أبقت السعودية المعنية بموضوع اليمن أكثر من غيرها عدة خيارات في التعامل مع الملف اليمني من بينها الضغط على الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تمت تنحيته بموجب المبادرة الخليجية والذي لا يزال موجودا في اليمن رئيسا للمؤتمر الشعبي العام وناشطا سياسيا، له تحالفاته داخل المؤسسة الأمنية للدولة وخارجها. ويهدف الضغط إلى فك تحالف صالح بالحوثيين والذي سمح لهم بالسيطرة على العاصمة والتمدد في مساحات يمنية واسعة.
الخيار الثاني مواصلة الضغط على الحوثيين الذين لم يعودوا يملكون أيا من القواعد الشعبية خارج دائرة أتباعهم بسبب اعتمادهم بالدرجة الأولى على قوة السلاح في فرض سيطرتهم وآرائهم المنفردة. ويبدو أن الرياض تواصل الحشد الإقليمي والدولي انطلاقا من دول الجوار و»التعاون الخليجي» ومجلس الأمن لإعادة اليمن إلى ما كان عليه قبل الانقلاب تجنبا لحرب أهلية ما زالت تقف على الأبواب والتي قد تصبح نتيجة وشيكة الوقوع في حال استمر الانقلاب الحوثي على الدولة ومؤسساتها.
في نفس الوقت يمكن أن يكون تشكيل التكتل الوطني الجديد المحطة الأخيرة، وبخاصة أنه يجمع القوى السياسية كافة ضد ممارسات الحوثيين الذين بدؤوا بتفكيك الدولة في حالة انزلاق غير مسبوقة نحو الفوضى، ولا يستبعد أن يتلقى التكتل الدعم العسكري بعد السياسي لإحداث توازن ميداني على الأرض يفضي في النهاية إلى عزل ما تبقى من جماعة ضربت بعرض الحائط المواثيق والقوانين الدولية، واستولت على السلطة بالقوة في تحالف خفي قبل أن يصبح مكشوفا مع المعزول صالح الذي يسعى لتوريث نجله بأي طريقة، وبدعم من أطراف خارجية تسعى لبسط نفوذها.
ولأن ملف اليمن سلسلة من ملفات عديدة في المنطقة، فإن السعودية معنية بحلحلة الوضع هناك لكي لا يشكل اليمن عبئا على المنطقة ومعبرا للهيمنة الخارجية، إضافة إلى أعباء فرضتها ملفات العراق وسوريا ولبنان. وقد أثار توقيع طهران اتفاقا مع الحوثيين قبل أيام لتوسيع ميناء الحديدة وتطويره قلق السعودية وأطراف أخرى، نظرا لما يشكله ذلك من تهديد للملاحة عبر باب المندب، كما أن الإعلان عن زيادة عدد الرحلات الجوية بين إيران واليمن ضاعف حجم المخاوف من علاقة الحوثيين بإيران.
لطالما استبعدت دول الخليج الخيار العسكري في اليمن بدليل المبادرة التي أطلقتها وأفضت إلى عزل صالح وضمان عدم محاسبته بعد ضغط شعبي وثورة كانت مهمة في موجة الربيع العربي، في نفس الوقت يبدو أن إبقاء الحال على ما هو عليه حاليا لم يعد مقبولا من قبل السعودية وأطراف أخرى ترى أن الخيار العسكري ربما أصبح أمرا اضطراريا لا مفر منه على قاعدة «آخر العلاج الكي».
يرجح أن تعتمد استراتيجية السعودية للتعامل مع الملف اليمني عدة خيارات بالتوازي، حيث لا تتعارض مع بعضها البعض، صحيح أنها توشك على فقدان الثقة تماما بعلي عبدالله صالح لكنها ستواصل الضغط عليه لإبعاده عن الحوثيين، كما ستواصل الضغط إقليميا ودوليا لدعم الرئيس المنتخب ولعزل الحوثيين سياسيا، وفي ذات الوقت يرجّج أن تدعم التكتل الوطني واسع التمثيل للأطياف الوطنية بكافة أشكال الدعم كي يتمكن من مواجهة سيطرة الحوثيين وتمددهم.. فهل تنجح هذه الاستراتيجية متعددة المسارات والخيارات في مواجهة التحدي؟
مقال : الحوافز الأمريكية لطهران - بقلم حازم عياد- السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
يقول الكاتب ان الادارة الامريكية سارعت الى تقديم جملة من الحوافز الامريكية لطهرآن خاصة بعد ما تراه أمريكا من امتداد النظام الايراني في العراق وسوريا اضافة الى الى اليمن بحسب ما يتوقع الكاتب، ويضيف الكاتب ان هذه الحوافز تسعى الادارة الامريكية لتثبيتها من اجل الوصول الى حل للمف النووي الايراني قبل حدوث اي تدهور صحي للمرشد الاعلى للثورة الايرآنية "علي خامنتئي" واستلام المتشدد "محمد يزيدي"
|
الحوافز الأمريكية لطهران
حازم عياد- السبيل
تسارع المشهد في أعقاب الرسالة التي وجهها أعضاء في الكونغرس الامريكي الى مرشد الثورة خامنئي يعلمونه فيها انهم لن يقروا الاتفاق الذي سيعرض على مجلسهم، الرسالة اعقبت زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة وإلقاء خطاب في الكونغرس، رغم محاولات ادارة اوباما إعاقته ومنعه لمخالفته البروتكولات، والاهم انعكاساته السلبية على المفاوضات النووية.
الارتباك الامريكي في الملف النووي الايراني ازداد بعد الاعلان عن تدهور صحة المرشد الاعلى للثورة الايرانية «علي خامنئي» لترفع من وتيرة القلق لدى الادارة الامريكية بإمكانية استيلاء المتشددين على السلطة، خاصة بعد انتخاب «محمد يزدي» المتشدد رئيسا لمجلس الخبراء المعني بانتخاب المرشد الجديد الامر الذي سيضع مفاوضات الملف النووي على المحك.
سارع «برينان» مدير وكالة الاستخبارات الامريكية (CIA) على وقع هذه التطورات الى القول إن «الولايات المتحدة، وروسيا، ودول التحالف، والدول الإقليمية، لا يريدون أن ينهار النظام السوري بقيادة «بشار الأسد»، وعلل تصريحاته بالقول «إنه لا يرغب رؤية دمشق تقع تحت سيطرة العناصر المتطرفة بسوريا» متجاهلا الحقيقة بأن سوريا تدار من «طهران»، فالجيش السوري تحول الى قوات دفاع وطني تمولها «طهران» كما تمول الاقتصاد، وان هناك عددا كبيرا من المليشيات التي تتبع لها وعلى رأسها قوات «ابو الفضل».
لم تتوقف كرة الثلج، فالأنباء تتحدث عن امكانية عقد لقاء بين وزير الخارجية الامريكي «جون كيري» و»الاسد»، في الظاهر المعلن فإن الخشية من سيطرة المتطرفين على دمشق تقف خلف هذه التصريحات والمواقف المعلنة، غير ان تطورات المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الايراني هي المعيار الحقيقي لهذا التحول، فأمريكا لا تزال تعمل حثيثا على تقديم المزيد من الإغراءات لـ»طهران» لإقناعها بتوقيع الاتفاق وعدم التراجع عنه.
مزيد من التنازلات والحوافز تقدمها امريكا لإيران، فبعد «معركة تكريت» انتقلت للحديث عن حوافز جديدة في سوريا وقد تمتد الى اليمن في القريب العاجل وأماكن اخرى غير متوقعة، فإدارة «اوباما» تبحث عن إنجاز يأخذ طابعا استراتيجيا، يستفيد منه المرشح الديمقراطي الجديد للرئاسة الامريكية، لن يوقف التوجه الامريكي الجديد الصراع في المنطقة ولن ينهي الصراع في سوريا او العراق، او حالة الاستنزاف التي ستعانيها «طهران» خلال الاعوام المقبلة، فـسوريا والعراق تعيشان دمارا كبيرا لن تستطيع طهران معالجته، ولكنه يعطي مساحة واسعة للإدارة الامريكية والحزب الديمقراطي للمناورة على المدى القصير على الاقل.
في ايران المشهد ليس مختلفا فتصريحات مستشار الرئيس الإيراني لشؤون الأقليات «علي يونسي» أن «بغداد اصبحت عاصمة الامبراطورية الايرانية» كان مفاجئا ولكن السياق يفسره، فسطوع نجم القادة العسكريين وعلى رأسهم «قاسم سليماني» يدفع «روحاني» وإدارته الى استرضائهم، اذ بات ممكنا لـ»قاسمي» الذي يتنقل بين دمشق وبغداد كالفاتحين ان يتولى مسؤولية ادارة الامبراطورية من بغداد، وان يترك طهران للإصلاحين فنحن امام تقاسم غريب ومشوه للسلطة في محاولة لاسترضاء المتشددين، بل طمأنتهم بأن اي تغيرات على النظام السياسي الايراني لا تعني التخلي عن الاحلام الامبراطورية والانكفاء بعيدا عن الصراعات التي استنزفت الشعب الايراني واقتصاده، بل يمكن ادارتها من خلال عملية التقاسم هذه.
لا زال العرب غير فاعلين في المشهد يتأرجحون على وقع التنافس السياسي بين القوى السياسية الامريكية، بل باتوا متأثرين بالصراع السياسي داخل ايران، العرب يفتقدون الى الاستراتيجية والتضامن، وتتنازعهم الرغبات بين البقاء الى جوار واشنطن او الابتعاد عن خياراتها، ويظهر ذلك واضحا في تحرك ماكينه اعلامية واسعة تتماهى مع هذه الخيارات ظنا منها انه الحل السحري في حين انه بداية لصراعات اوسع، نظرة سطحية واضحة في قراءة المشهد ستقود الى مزيد من الفوضى والتأرجح الذي بات اصحابها من المدافعين عنها يضيقون بها ذرعا، فهي تحرجهم كثيرا بتأرجحها، وتفقدهم توازنهم بين الحين والآخر.
مقال سويسرا العرب -بقلم - جمال الشواهين- السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
يتسائل الكاتب حول الدعم المالي اللذي أقر بعد المؤتمر الاقتصادي في القاهرة بأن هذا المال هل سيذهب لدعم النظام المصري والحفاظ عليه أم من أجل النهوض بمصر وشعبها؟
|
سويسرا العرب
جمال الشواهين- السبيل
مؤتمر دولي لدعم مصر وقد حقق أكثر من اربعين مليار دولار كاتفاقيات استثمار، وفي الواقع فإن مصر تستحق اكثر من ذلك بكثير جراء ما فيها من مقومات عديدة، غير ان السؤال المطروح ان المقصود من المؤتمر دعم مصر حقا أم اسناد نظامها الحالي برئاسة السيسي، وليس خافيا الفرق، وشتان بين بلد وشعب بقدم الكون وطبقة حكم.
واليمن يستقر على تشكيل جبهة لمواجهة الحوثيين وقوات لصالح على أهبة الاستعداد للهجوم على عدن ويصدق هادي منصور، ويصر أنه الرئيس الشرعي. وفي ليبيا لم يعد معروفا أيهم العاصمة للبلاد باعتبار طبرق وسرت اضافة لطرابلس وبنغازي عواصم، ثم ان درنة ومصراطة وصبراطة عواصم علنية لداعش وفيها اكثر من عشرة آلاف مقاتل من الاجانب، مع ذلك هناك من يصدق وجود برلمان فيها وحكومة ووزير خارجية يمكن التباحث معه، واكثر من ذلك حوار حولها، ترى ما هي جنسية المتحاورين الحقيقية.
وبعد اربع سنوات من القتل والدمار الشامل الذي نال من سورية والسوريين انتظارا لامريكا لكي تنهي النظام الذي اعلنته غير شرعي طل امس مدير مخابراتها المركزية على العالم واعلن ان بلاده لا تريد انهيار النظام السوري واكثر من ذلك انها تتعاون مع ايران، فهل كان ينبغي ان يتم تدمير سورية واستباحة السوريين طوال الوقت لندرك ان واشنطن مع الاسد وليس ضده.
والعراق المسكين يذبح من اقصاه لادناه، ومنذ امس والفرح يعم اوساطا فيه استعدادا لتحرير تكريت، وطالما الموصل محتلة ايضا ولا احد يتحدث عن البصرة فهل يعني الامر ان بغداد حرة باعتبار النجف ولاية مستقلة.
مصائب قوم عند قوم فوائد، ويستفيد مما يجري اطراف عدة، وهؤلاء يتقاسمون النفط وبيع السلاح ومناطق النفوذ، كما انهم يتمتعون بانهاك الشعوب وتركهم بلا مقومات، واكثر المستفيدين هم اليهود الاسرائيليون الذين يكرسون كيانهم بقوة امام محيط ضعيف ومنهك، وفي البحث هناك عرب يحققون فوائد ايضا، ترى لم لا يعمل احد هنا من اجل ان نكون سويسرا العرب باعتبار لبنان تخلت عن الموقع منذ اول رصاصة اطلقت في سماء بيروت ودبي لا تطمح له.
أسئلة العاصمة الجديدة بقلم - فهمي هويدي- فلسطين الان
تعريف بالكاتب فهمى هويدى: كاتب صحفى متخصص فى شؤون وقضايا العالم العربى تأثر بفكر سيد قطب، يكتب عمودًا يوميًا ومقالاً اسبوعياً ينشر بالتزامن فى مصر وصحف سبع دول عربية اخرى. صدر له 17 كتابا عن مصر وقضايا العالم الاسلامى. تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1961 ويعمل بالصحافة منذ عام 1958.
يتسائل الكاتب حول ما سينفق على العاصمة الجديدة المخطط لها بعد المؤتمر الاقتصادي الاخير في مصر، ويقترح الكاتب بأن يتم ترميم المدارس والمرافق الصحية المتواجدة في مصر اضافة الى بعض القطاعات الاخرى بدل من البدء بعاصمة جديدة بمواصفات عاليمة.
|
أسئلة العاصمة الجديدة
فهمي هويدي- فلسطين الان
النتائج التي حققها مؤتمر شرم الشيخ تستحق الحفاوة لا ريب، إلا أنني لم أستطع أن أبلع مسألة العاصمة الجديدة التي قيل إنها ستقام على بعد ٤٥ كيلومترا من القاهرة وستتكلف ٤٥ مليار دولار. وإذا كنت قد تساءلت أمس عن حظوظ الفقراء من مشروعات المؤتمر وصفقاته، فلدي اليوم أسئلة أخرى بخصوص مشروع العاصمة الجديدة منها ما يلي: ما هي المشكلة التي ستحلها؟ وما هي جدوى المشروع؟ وإذا ثبتت الجدوى فما هو ترتيب العاصمة الجديدة بين أولويات جدول أعمال النهوض بالواقع في مصر؟ ثم ما هو الموقع الأنسب لإقامة تلك العاصمة؟ أخيرا ما هي الجهة أو الجهات التي عليها أن تدرس المشروع وتجيب عن أسئلته؟
أدري أن فكرة العاصمة الإدارية مطروحة في أروقة السلطة منذ نحو أربعين عاما، حين وضع الرئيس الأسبق أنور السادات في عام ١٩٧٦ حجر الأساس لمشروع تلك العاصمة التي أعطاها اسمه، لكن الفكرة أجهضت حينذاك وأصبحت مدينة السادات تجمعا سكانيا عاديا على هامش التاريخ.
ومرت الفكرة بأطوار عدة كان بينها أن حكومة الدكتور أحمد نظيف أرسلت في عام ٢٠٠٧ خطابا إلى مجلس الشورى بخصوص إقامة العاصمة الجديدة، لكن المشروع لم ير النور وتوقف عند ذلك الحد. ومن الواضح أن المشروع تأجل ولم يمت، لأنه طرح مرة أخرى في عام ٢٠١٠ في إطار مخطط كان عنوانه «مصر ٢٠٥٠»، ولكنه بدوره ظل مشروعا على الورق، إلى أن تبنته وأخذته على محمل الجد حكومة المهندس إبراهيم محلب الحالية، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أشار إليه في حديث له أشار فيه إلى تمدد القاهرة إلى منطقة العين السخنة.
وحين أعلنت التفاصيل في مؤتمر شرم الشيخ تبين أن موقع العاصمة الجديدة على بعد ٤٥ كيلومترا من القاهرة، في الطريق إلى العين السخنة. أي أنها ستكون بمثابة ضاحية متطرفة للعاصمة الأصلية.
التفاصيل حملت أكثر من مفاجأة أخرى. إذ طبقا لما أعلنه وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولي ستقام العاصمة الجديدة على مساحة ١٦٠ ألف فدان. وهي بذلك تعادل مساحة سنغافورة وثلاثة أضعاف مساحة واشنطن و١٢ ضعفا لمساحة مانهاتن. وستضم العاصمة المنشآت التالية: مليونا ومائة ألف وحدة سكنية تستوعب خمسة ملايين شخص ــ ٢١ منطقة سكنية تحتوي على ١٠٠ حي ــ ٢٠٠٠ مدرسة ــ ٦٦٣ مرفقا للرعاية الصحية تضم ١٨ مستشفى إقليميا ــ ٤٠ ألف غرفة فندقية ــ أكبر حديقة على مستوى العالم ــ مدينة ملاهٍ على مساحة تعادل أربعة أضعاف ديزني لاند ــ ٩٠ كيلومترا مربعا مزارع للطاقة الشمسية ــ مطار أكبر من «هيثرو» في لندن ـ جامعات على أحدث طراز وأرقي مستوى ــ شبكة طرق جديدة تصل إلى ستة آلاف ميل ــ قطار كهربائي وآخر فائق السرعة إلى جانب وسائل النقل الحديثة ــ ذلك كله إضافة إلى حي حكومي على مساحة ألف فدان ــ وحي دبلوماسي للبعثات والسفارات الأجنبية.. الخ. مما أعلن أيضا أن العاصمة الجديدة سيتم إنشاؤها خلال فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات. وسيكون الشريك الأساسي في تنفيذ مشروعها إحدى شركات الإعمار الإماراتية.أما الطريق المؤدي إليها فسوف يحمل اسم ولي عهد أبوظبي.
لاحظت في عرض المشروع الذي قدمه وزير الإسكان المصري أمام المؤتمر أنه حرص على أن يشير إلى المدينة الجديدة باعتبارها «عاصمة عالمية». وأن كل شيء فيها من جنس الأفضل والأحدث في العالم، وأن منشآتها تجاوزت نظيرتها في الدول المتقدمة من حيث الشكل والتصميم، الأمر الذي كان واضحا فيه النَّفَس الخليجي المعني بالثراء والتفوق العمراني الذي باتت دبي رمزا له.
الملحوظة الأساسية على المشروع أنه يعبر عن الطموح البعيد بأكثر مما يعبر عن الواقع المعيش. صحيح أن أي تفكير مستقبلي لا بد أن يهتدي بالطموح. ولكن ليس إلى الحد الذي يدعونا إلى إقامة مدينة بها ٤٠ ألف غرفة فندقية في بلد يقيم فيه عدة ملايين في العشوائيات والمقابر. أو ننشئ مدرسة على أحدث طراز في حين أن في الصعيد مدارس آيلة للسقوط وفصول يتكدس فيها التلاميذ حتى يجلس بعضهم على الأرض. ثم إن المليارات التي ستنفق على التنافس في الوجاهة ومحاولة التفوق على معمار المنشآت الخليجية يفضل لها أن توجه إلى الارتقاء بالخدمات المنهارة في مختلف المحافظات وتوصيل الصرف الصحي والمياه النقية إلى المناطق المحرومة منها، وعلاج كارثة الصرف التي باتت تهدد الدلتا، بعدما تسببت في رفع مستوى المياه الجوفية وأدت إلى ملوحة الأراضي، الأمر الذي شكل تهديدا مباشرا للثروة الزراعية. وهذه مجرد نماذج فقط لأن القائمة طويلة وأوجاع مصر أكثر من أي تحصى.
الشاهد أن الموضوع كله يحتاج إلى مناقشة موسعة للاتفاق على مضمونه وأولويته ووظيفته الحقيقية، وليت المناقشة لا تتطرق فقط إلى البحث عن حل لمشكلة تضخم عدد السكان في القاهرة الكبرى الذي ذكرت التقارير أنه وصل إلى ١٨ مليونا، وإنما من المهم للغاية أن تثار أيضا مشكلة تركيز السلطة في القاهرة، مع تحول المحافظات الأخرى إلى كيانات طاردة لسكانها والشباب على رأسهم.
من المفارقات أن صحف الأحد تحدثت عن أن اسم المدينة الجديدة سيطرح للحوار المجتمعي، في حين أن المشروع كله لم يطرح لأي حوار من ذلك القبيل. ولهذا فإنه جاء محيرا وله ثغراته العديدة. صحيح أن عقد إنشاء المدينة تم توقيعه ــ وتلك مفاجأة أخرى ــ لكنني أتمنى ألا يحول التوقيع دون المراجعة والترشيد، خصوصا أن أمامنا فسحة من الوقت لذلك. وما لم يحدث ذلك فإن المشروع قد يصبح خصما من رصيد المؤتمر الكبير وليس إضافة إليه.
مقال هل تحرك الجامعة العربية «أردافها الممتلئة» - بقلم علي سعادة- السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
يطالب الكاتب جامعة الدول العربية بالتحرك الفوري والعاجل لانقاذ المسلمين السنة جراء ما يحدث لهم من مجازر بحقهم في كل من العراق وسوريا، أسوة بالتحرك اللذي يقوده مجلس الامن الدولي.
|
هل تحرك الجامعة العربية «أردافها الممتلئة»
علي سعادة- السبيل
بداية.. فإن الخوض في مصطلحات مثل «السنة» و»الشيعة» وتصنيف وتوصيف الناس بالعمالة والخيانة والتطرف أمر ينطوي على مخاطرة أخلاقية، وضعف في الفهم، وقصور في الإدراك، وسذاجة في قراءة ما وراء السطور والوقائع.
لكن تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة هي بداية الحكمة كما تقول الحكمة الصينية.
ما يحدث في العراق وسوريا واليمن، يقع جزء كبير منه ضمن «المنطقة المحرمة» والرمادية التي يتجنب كثيرون الخوض فيها؛ لأنك في النهاية ستكون أمام خيار وحيد وهو تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقة والصحيحة دون رتوش ومساحيق.
معركة تكريت والموصل الموجهة بالأصل ضد «تنظيم الدولة/ داعش» تحولت في بعض أجزائها وتفاصيلها إلى ما يشبه الانتقام من أهالي المنطقة الذين يصدف أنهم جميعا من «السنة/ العرب»، وهم في غالبيتهم ضحايا الحروب التي فرضت عليهم دون رغبة منهم، وقعوا تحت حكم حكومات إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي ثم استولى تنظيم»القاعدة» على مناطقهم ومن بعده الجيش العراق ثم جاء «تنظيم الدولة»، إذا نحن نتحدث عن منطقة منكوبة بالأصل بلا أمن ولا خدمات ولا تنمية.
كما أن الجسم الرئيس للمقاتلين الذين يشنون المعارك على تكريت والموصل هم من الحشد الشعبي والمليشيات المسلحة التي يصدف أن جميع المنتسبين إليها من «الشيعة»، بالطبع جزء كبير منهم ليس عربا، يقال إن بعضهم أحضروا من أفغانستان وإيران وغيرها.
كما أن جزءا من هؤلاء المقاتلين ليسوا عسكريين نظامين أو جنودا مدربين على التعامل مع المدنيين، وبعضهم تطوع للقتال بدوافع تبدو طائفية وعاطفية أو مادية، وبعضهم كان جزءا من سنوات العنف الطائفي التي شهدها العراق بعد تفجير المراقد في سمراء.
لذلك فإن الحديث الذي بدأ يتسرب هنا وهناك حول تجاوزات وجرائم حرب يرتكبها بعض هؤلاء في تكريت وفي غيرها من المدن «السنية» يستدعى طرح القضية على مجلس الأمن لأخذ التدابير الأزمة لحماية المدنيين ولمحاسبة الأطراف التي ترتكب جرائم طائفية سواء كانت من «الشيعة « أو «السنة» أو ترتكب جرائم أثنية عربا كانوا أم أكرادا.
كما أن إيران مطالبة أكثر من غيرها بضبط إيقاع المقاتلين الذين يقعون تحت نفوذها وسيطرتها وعدم الصمت على أفعالهما ضد الأبرياء والمدنيين الذين لا يرفعون السلاح، وهذا من شأنه بعث رسالة تبعد شبهة الطائفية عما يجري في العراق حاليا.
والأهم أن تستيقظ الجامعة العربية من سباتها العميق وأن تحرك أردافها الممتلئة بالسمنة، وأن تقوم الحكومات العربية الفاعلة بدلا من تضيع وقتها بمناكفة «الإخوان المسلمين» بالتنسيق فيما بينها لتوفير الحماية للمدنيين في العراق وفي سوريا الذين يصدف أنهم من «العرب السنة» أيضا.