ملف النكبة 6

الذكرى الرابعة والستون للنكبة

 الرئيس في خطاب موجه لشعبنا بالوطن والشتات، إننا على هذه الأرض باقون كالسنديان باقون كأشجار زيتوننا باقون، القدس بوابة ومفتاح السلام، إننا على ثقة تامة أن التاريخ لن يعود أبداً إلى الوراء... صفحة 2 الى 6.

 استعراض تاريخي لظروف نكبة الشعب الفلسطيني... صفحة 7.

 دور الحركة الصهيونية في نبكة الشعب الفلسطيني... صفحة 7.

 حرب سنة 1948 بمفهوم النكبة... صفحة 8 الى 10.

 المقاومة الفلسطينية... صفحة 11 الى 12.

 ولادة حركة فتح... صفحة 13 الى 16.

 تأثيرات حركة فتح الإيجابية لمعالجة آثار نكبة الشعب الفلسطيني... صفحة 17.

 حقوق اللاجئين والمهجرين داخلياً... صفحة 18.

 تسلسل التاريخ الفلسطيني منذ العصور الأولى حتى عام 1949... صفحة 19 الى 32

خطاب السيد الرئيس في ذكرى النكبة

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات...

أُخاطبكم اليوم بمناسبة ذكرى كانت البداية لمأساتنا المتواصلة منذ أربعة وستين عاماً، واليوم يتوحد شعبنا بكل أطيافه لإحياء ذكرى النكبة التي شردت شعبنا ولا زال يعاني من آثارها كل مواطن ومواطنة فلسطينية، سواء تحت الاحتلال أو في مخيمات اللجوء والشتات.

إن نكبة شعبنا عام 1948 لا مثيل لها في التاريخ الحديث للشعوب والأمم، فتحت مقولة 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض' اقتُلِعنا من مدننا وقرانا، وشُطِب اسم فلسطين عن الخارطة، وأضحى اسم الفلسطيني مرادفاً لكلمة لاجئ، وتم التعامل مع قرارات الأمم المتحدة بانتقائية، فما كان في صالحنا نسبياً تم تجاهُلُه، وما كان في صالح إسرائيل تم تثبيته، فقرار التقسيم تم نسيانه من قبل الأمم المتحدة، وشروط قبول إسرائيل عضواً في الجمعية العامة، والتي نصت على الالتزام بالتقسيم، وعلى عودة اللاجئين، لم يلتفت إليها أحد.

لقد أدى الدعم غير المحدود لإسرائيل من قبل قوى دولية عظمى إلى قناعة قادتها بأن إسرائيل فوق القانون، وبأن مصير الفلسطينيين: كبار السن سيموتون والصغار سينسون، بل وصل الأمر إلى حد التصريح بأنه لا وجود لشعب فلسطيني.

يتذكر جيلُنا، جيلُ النكبة، السنوات الأولى التي أعقبت عام 1948، ومعاناة من بقوا على أرض وطنهم أو أصبحوا لاجئين في وطنهم، أو لاجئين خارج وطنهم، فكلهم في المعاناة سواء؛ الأخ يبحث عن أخيه، والأم عن اِبنها، ويكافحون من أجل البقاء ولقمة العيش، ولكنهم لم ينسوا فلسطين ولا حقهم في فلسطين، فالوطن في قلوبهم ووجدانهم، وكان لا بد للمعاناة أن تفجر ثورة انطلق بها شباب مستعدون للتضحية بالغالي والرخيص من أجل الوطن، فكانت فتح والانطلاقة عام 1965، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية بدايةً لصفحة جديدة في تاريخ شعبنا وتاريخ المنطقة، بدأنا نضالاً لا زال متواصلاً، وإن بأشكال مختلفة لتحقيق ثوابتنا الوطنية في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة على حدود الرابع من حزيران العام 1967، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وحق لاجئينا في العودة إلى وطنهم حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194، وبموجب المبادرة العربية للسلام.

إننا نناضل في سبيل تحقيق هذه الأهداف على جبهات متعددة وبوسائل مختلفة، واضعين نصب أعيننا وفي وجداننا بأن الفضل الأول في تزايد الاعتراف الدولي بحقوقنا، والتضامن معنا، يعود إلى عدالة قضيتنا، وتضحيات شهدائنا الأبرار، ومعاناة وصمود أسرانا.

انطلقت هذه الثورة بقيادة شهيدنا وقائدنا الرئيس الخالد الأخ أبو عمار الذي نسترجع باستمرار مآثره بكل إكبار وافتخار، حيث عاش واستشهد مسكوناً بحلم الهوية والحرية والاستقلال، فكان محارباً لا تلين له قناة، كما كان أيضاً مفاوضاً صلباً ومدافعاً عنيداً عن الحق الفلسطيني، فلروحه ولأرواح كل شهدائنا الطاهرة وعدنا وعهدنا بمواصلة المسيرة.

اليوم لا توجد أمامنا قضية ملحة ولا هم أكبر من موضوع أسرانا الذين خاضوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، بدأه بعضهم منذ شهرين ونصف، وأعلن الآلاف منهم الإضراب عن الطعام منذ يوم السابع عشر من نيسان، مطالبين بحقوق مشروعة لهم حسب القانون الدولي الذي تنتهكه السلطات الإسرائيلية بممارستها العزل الانفرادي، ومنع الزيارات، والاعتقال الإداري، وسلسلة طويلة من التصرفات المشينة وغير الإنسانية. إن هذه السياسة المخالفة للقانون الدولي الإنساني مورست وتمارس طيلة سنوات الاحتلال بحق عشرات الآلاف ممن دخلوا السجون وبعضهم بقي اثني عشر عاماً في العزل الانفرادي.

آن الأوان لأن تدرك الحكومة الإسرائيلية بأن هؤلاء الأخوات والإخوة هم مناضلون من أجل الحرية، ومعركة أسرانا اليوم هي معركتنا جميعاً، وكنا ولا زلنا نضع قضية أسرانا في سلم أولوياتنا، وهدفنا الأساس هو الإفراج عنهم جميعا، وإنهاء معاناتهم ومعاناة أهلهم.

أما على المستوى الدولي فقد بدأنا مع أشقائنا العرب وأصدقائنا في حركة عدم الانحياز بالإعداد لنقل موضوع الأسرى إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن طرح هذا الموضوع على اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، وفي حال عدم استجابة الحكومة الإسرائيلية للمطالب العادلة لأسرانا، فإننا سنبحث في الآليات التي تمكننا من تقديم هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأحذر من تعرض حياة أي أسير للخطر.

فتحيةً إلى أسرانا البواسل، والعهد هو العهد بأن تبقى قضيتهم على رأس جدول اهتمامنا، حتى ينعموا بالحرية بين أهلهم وشعبهم، لنبني معاً إن شاء الله دولتنا المستقلة الحرة التي من أجلها سقط الشهداء وعانى الأسرى.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة...

نعلم وتعلمون المصاعب والمشاق التي نواجهها من قبل طامع في أرضنا، منكر لحقوقنا، متغطرس بقوته، يحظى بكل أشكال الدعم والرعاية، لا يحترم القانون الدولي ويتنكر للاتفاقات الثنائية، ولكننا نحن أبناء الشعب الذي لا يعرف اليأس، ولا تلين له قناة، الشعب الذي هزم الهزيمة، الشعب الذي تعترف اليوم بحقوقه الوطنية وبدولته، الأغلبية الساحقة من دول العالم الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إن الواجب يقتضي بهذه المناسبة التي تمس مصيرنا الوطني الجماعي، ومصيرَ كل مواطن فلسطيني بشكل شخصي أيضاً، أن نتصارح ونتكاشف حول وضعنا والرؤية نحو المستقبل.

فعلى الصعيد الداخلي لا بد من طي صفحة الانقسام السوداء بكل آلامها وإلى الأبد، وإعادة اللُحمة لوحدة الوطن والشعب، وذلك تأسيساً على ما اتفق عليه في القاهرة والدوحة بشأن تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة، قَبلتُ أن أكون رئيساً لها لفترة انتقالية، تبدأ أولاً بتمكين لجنة الانتخابات المركزية من العمل وتسجيل أسماء الناخبين وتجديد سجلهم في قطاع غزة، على أن تشرف الحكومة على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتعيد البناء في قطاع غزة.

وللأسف، فإن ما اتفق عليه في الدوحة عارضته وأعاقت تنفيذه قيادات من حركة 'حماس' في قطاع غزة تحت ذرائع وحجج واهية، مغلبة المصالح الفئوية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا، مستخدمة كلمة المقاومة، وكأنها نقطة الخلاف فلسطينياً، وهنا أود التذكير بأن مقاومة الاحتلال مفهوم شامل وواسع، أداوته ووسائله مختلفة، تحددها في كل مرحلة المصلحة الوطنية العليا، فنحن كنا المبادرين إلى المقاومة المسلحة طيلة سنوات طويلة، وبفضلها أنجزنا الاعتراف بحقوقنا، وبأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بعد أن كانت المنظمة لسنوات طويلة تعتبر من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرها منظمة إرهابية.

وبموجب هذا الاعتراف تم التوصل إلى اتفاق أوسلو، والمعروف باسم إعلان المبادئ عام 1993، والذي أرسى وأقام لأول مرة في تاريخ شعبنا سلطة وطنية على الأرض، حققت إنجازات يجب ألا يُستهان بها رغم كل الممارسات الإسرائيلية المعروفة، إذ عاد إلى أرض فلسطين أكثر من أربعمائة ألف مواطن فلسطيني، وتوقفت سياسة الإبعاد والتهجير الجماعي التي كانت تمارسها إسرائيل، بطرد مواطنينا إلى دول الجوار، وبالرغم من حالات معينة أعلنا ونعلن رفضنا لها معارضتنا، كما استطعنا بناء مؤسسات وطنية عديدة من جامعات ومستشفيات ووسائل إعلام، بل ومدن جديدة، وهذا كله لا يغير حقيقة أن إسرائيل تواصل حصارها الظالم لقطاع غزة، وتواصل الاستيطان في القدس والضفة الغربية، وهو ما يقتضي منا مواصلة مقاومتنا، أما الأساليب فهي متعددة، كالمقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال والاستيطان والجدار، التي يشارك فيها متضامنون أجانب ودعاة سلام إسرائيليون يتعرضون معنا للاعتداء من قبل قوات جيش الاحتلال، إضافة إلى مقاطعة منتجات المستوطنات داخل الوطن وفي الخارج، ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية المقامة في المستوطنات، فهذه مقاومة يشارك فيها الآلاف من الأكاديميين والمثقفين والمواطنين العاديين الأوروبيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى الفلسطينيين.

ومن أشكال المقاومة أيضاً، تمسكنا بالشرعية الدولية ومصداقية خطابنا الذي كسبنا عبره تأييد العالم، والذي أدى إلى اتهامي شخصياً من قبل مسؤولين إسرائيليين بشن حرب إرهابية دبلوماسية قانونية، وبأنني أريد عزل إسرائيل ونزع الشرعية عنها.

أما جبهة المقاومة الأهم، فهي ثبات وصمود وتمترس الإنسان الفلسطيني على أرضه، بتوفير الأمن والعيش الكريم له.

إن التعديل الذي نجريه على الحكومة الحالية يهدف إلى تمكينها من تأدية مهامها بكفاءة، وهذا لا يتعارض مع ما اتُفِق عليه، ولا يُعيق المصالحة، فهذه الحكومة ستستمر إلى حين تشكيل الحكومة التي اتفق عليها في القاهرة والدوحة، فعلينا إنجاز ما هو ممكن اليوم للوصول إلى ما هو مطلوب غداً، فهذه الحكومة ليست عقبة في وجه المصالحة، كما أن إجراء الانتخابات التي جرت مؤخراً لمجالس الطلبة في جامعاتنا ولعدد كبير من النقابات، ليست نقيضاً للمصالحة، وإنما هي جزء من نهجنا الديمقراطي الذي يجب أن نحافظ عليه، وقد آن الأوان لإجراء الانتخابات البلدية أيضاً، وهذه ستجري قريبا جدا، والتي نأمل أن تجري في شطري الوطن.

إن ما يعيق إنجاز المصالحة ليس الحرص على المقاومة، وإنما اعتبارات أخرى، آمل تجاوزها بأسرع وقت ممكن، وسأواصل بذل كل الجهود من أجل هذا الهدف السامي، فإنجاز المصالحة أمنية لكل الشعب وفي الطليعة منهم أمنية أسرانا.. فهل من مستجيب؟؟.

أيتها الأخوات والإخوة... يا أبناء شعبنا العظيم...

إن إدراكنا لمسؤولياتنا وواجباتنا وحرصنا على الأمانة التي حملتمونا إياها، في قيادة شعبنا ومعالجة قضاياه المتشعبة والمتعددة، يحتم علينا أن نحدد أولوياتنا، وأن نحسن إدارة هذا الصراع بدون مزايدات أو شعارات جوفاء، مع تمسك، لا يلين، بثوابتنا، وبعزيمة لا تنكسر مهما كانت الصعاب.

كيف نحمي القدس من مخاطر التهويد؟ فالاستيطان داخل المدينة وحولها يسير بوتائر لم تحدث منذ عقود، وهدم البيوت وتشريد أصحابها ممارسة يومية، والمسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين هو هدف ثابت لأطماع الاحتلال والمتطرفين، ومنع المؤمنين مسلمين ومسيحيين من دخول المدينة للصلاة، وفرض الضرائب الباهظة على المواطنين لإجبارهم على الهجرة، كل هذا سياسة لا تسمية لها سوى التطهير العرقي.

أمام هذا الخطر لا تكفي الأقوال، بل نريد أفعالاً، تدعم صمود أهلنا المقدسيين الأبطال المرابطين دفاعاً عن الأقصى وكنيسة القيامة، بتنفيذ أشقائنا لتعهداتهم المالية التي أقرت على مستوى القمة، والاستثمار في مشاريع تحقق تنمية اقتصادية مستدامة، وزيارة’ أكبرَ عددٍ ممكن من الأشقاء للمدينة تضامناً مع أهلها وليس تطبيعاً مع العدو، كما يزعم البعض.

فإذا كانت الحكومة الإسرائيلية تمنع المتضامنين الأجانب من المجيء إلى الأرض الفلسطينية وإلى القدس، وتطردهم بالقوة أو تحتجزهم في المطارات، فهل يتوافق معها أصحاب الأصوات الذين يحرمون المجيء إلى القدس وزيارتها والصلاة في المسجد الأقصى؟.

إنني أناشد القادة والمواطنين العرب والمسلمين والمسيحيين، وكل أصحاب الضمائر الحية، وكل الحريصين على بقاء بوابة السلام مفتوحة، بأن يحموا القدس من التهويد، وأن يثبّتوا صمود أهلها بالزيت أو بغير الزيت، بالزيت كما طالب الرسول عليه الصلاة والسلام، أما نحن، فإننا رغم الأزمة المالية، وتعبيراً عن التضامن ودعم صمود القدس والمقدسيين، فإننا قررنا التبرع لهم بيوم عمل من قبل كل العاملين والموظفين في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، وحتى في القطاع الخاص، وثقتي تامة بأن الأخوات والإخوة كافة يوافقون بطيب خاطر على تأدية هذا الواجب الوطني.

إن القدس هي بوابة ومفتاح السلام، والعبث بالمدينة المقدسة من قبل الاحتلال هو إذكاء لنيران التوتر والحروب في المنطقة والعالم، فنحن متمسكون بكل ذرة تراب، وبكل حجر في القدس، ولن يكون هناك أي اتفاق سلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس عاصمة دولتنا الفلسطينية.

إننا نقدر المواقف الإيجابية التي عبرت عنها دول الاتحاد الأوروبي بشأن الممارسات الإسرائيلية في القدس، كما نقدر رفض دول العالم للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهذا التفهم الدولي هو جزء من قناعة المجتمع الدولي بأن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية انسداد أفق عملية السلام، برفضها الوقف الشامل للنشاطات الاستيطانية والتفاوض على أساس حدود 1967، لأن المفاوضات لا جدوى منها في ظل استمرار الاستيطان، ومن العبث التفاوض على الحدود في حين يعمل الاحتلال على رسم وفرض الحدود التي تلبي أهدافه التوسعية، وعبر طرح فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة التي رفضناها ونؤكد مجدداً على رفضها.

إننا من حيث المبدأ مع المفاوضات المستندة إلى مرجعيات وأهداف واضحة، وكل ما نجريه من اتصالات ومن رسائل متبادلة الغاية الأساسية منها هي الوصول إلى نقطة سنعرف عندها ويعرف العالم أيضاً، إن كانت إسرائيل تقبل بإنهاء احتلالها وإقامة دولتنا، علماً بأن البديل الذي يتسع الحديث عنه هذه الأيام هو دولة ثنائية القومية، وهذا ما نرفضه أيضا.

الأخوات والإخوة الأعزاء...

لا يوجد في العالم بأسره من ينكر وجود شعبنا، ولا حقه في دولته المستقلة على أرضه، وهذا إنجاز تاريخي عظيم بحد ذاته، مكننا من الحصول على العضوية الكاملة في عدة مؤسسات دولية، بينها منظمة دولية هامة مثل 'اليونسكو'، وكان بالإمكان الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة لولا الضغوط التي مورست على عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ولكن مساعينا ستتواصل للحصول على حقنا المشروع، سواء كدولة كاملة العضوية أو كدولة غير عضو في الأمم المتحدة.

ويهمني هنا، أن أقولها بصراحة، إننا لا نريد صداما مع الولايات المتحدة، إذ رغم علاقاتها المميزة والخاصة والمنحازة لإسرائيل، فقد قامت بتقديم دعم هام ومقدر للشعب الفلسطيني وللسلطة الوطنية الفلسطينية، وندرك جيداً أهمية ومحورية الدور الأميركي في أية عملية سلام جادة، وما نسعى إليه ونعمل من أجله هو أن يكون الدور الأمريكي أكثر توازناً لتكون الوساطة نزيهة، وحتى لا تبقى الولايات المتحدة متهمة بالانحياز وباعتماد المعايير المزدوجة في تطبيق القرارات الدولية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة .. يا أبناء شعبنا...

إن فلسطين جزء من الوطن العربي، ونحن باعتزاز ننتمي إلى هذه الأمة العربية العظيمة التي انطلق منها الإيمان والتوحيد، فهي أرض الأنبياء والرسل، وهي مهد الحضارات، وهي صلة الوصل ما بين الشرق والغرب، إنها أمة حية تشهد اليوم ربيعاً متجددا.

نتابع بأمل كبير أن تحقق الشعوب العربية ما تتوخاه من ديمقراطية وعدالة، وأن يجلب هذا الربيع العربي معه المزيد من التضامن والتكافل والتكامل دون إراقة الدماء وتدمير البلاد.

إننا شديدو الحرص أمام ما جرى ويجري في عدد من الدول العربية على التمسك بشعار رفعناه منذ ما قبل الانطلاقة عام 1965، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

إننا لن نكرر أخطاءً حدثت عن قصد أو غير قصد في الماضي، فنحن مع الشعوب العربية فيما تقرره، ولا نتنكر لمن ساعدنا ووقف إلى جانبنا، واتبعنا هذا النهج تجاه الأحداث في مصر، وتونس، وليبيا، واليمن، وهو نهجنا تجاه ما يجري اليوم في سوريا.

لم نتردد سابقاً، ولن نتردد اليوم، في إبداء النصيحة الأخوية بضرورة إنقاذ البلاد والحفاظ على أرواح المواطنين وتشجيع الحوار، دون الاصطفاف إلى جانب أي طرف، ونقول لأبناء شعبنا الفلسطيني في الدول العربية الشقيقة، احذروا من الانزلاق إلى الصراعات الداخلية، واعزلوا وأبعدوا من يريد توريطكم، ولتكن المخيمات واحات أمن ومصدر عون ومساعدة حيثما استطعتم ذلك.

لقد أثبتت السياسة الحكيمة التي اتبعناها صوابيتها، فلم تتأثر علاقاتنا مع الدول العربية التي شهدت ربيعاً، وأثبتت الشعوب العربية أن قضية فلسطين، قولاً وفعلاً، هي القضية المركزية للأمة العربية مهما تغيرت الأنظمة.

هذا هو الموقف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، ونحن نقدر للأشقاء العرب كل ما قدموه ويقدمونه من دعم لنا، لا نتدخل في شؤونهم الداخلية ولكننا نحرص على التشاور والتنسيق معهم.

أيتها الأخوات والإخوة...

تولي مؤسسات منظمة التحرير اهتماما بالغا، بقضايا إخواننا اللاجئين والمهجرين والمغتربين الفلسطينيين في مختلف الساحات، ونبذل أقصى الجهود للمساعدة وتخفيف آلام الغربة عن الوطن، ففي لبنان حيث يعيش نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني، يمنعون من العمل في عشرات المهن، تحت ذريعة رفض التوطين، وسبق أن دفعوا أثماناً غالية أثناء تواجد القيادة الفلسطينية في لبنان، وبعد الخروج عام 1982، وما تعرضوا له من مجازر في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا، قمنا بإطلاق عدد من المشاريع لمساعدتهم، فأنشأنا صندوق الطالب الفلسطيني، وقد بلغ عدد المستفيدين من طلبة السنتين الأولى والثانية نحو ألف وخمسمائة طالب وطالبة، ومشروعا آخر، هو مشروع صندوق التكافل الأسري، كما أطلقنا خلال الفترة الماضية مشروعا جديدا يوفر فرص العمل بتقديم قروض ميسرة.

وعلى الصعيد الصحي، يدير الهلال الأحمر الفلسطيني عدداً من المستشفيات والعيادات لأبناء شعبنا في لبنان، كما يدير الهلال الأحمر أيضاً عدداً من المستشفيات والعيادات لأبناء شعبنا اللاجئين في سوريا، وفي القاهرة هناك مستشفى فلسطيني يقدم الخدمات لأبناء شعبنا.

وأما بشأن إخواننا اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وما تعرضوا له في السنوات الماضية، فإننا نتابع باهتمام قضايا من توزعوا منهم على عدد من دول العالم، من خلال سفاراتنا، أو عبر اتصالات مباشرة مع هذه الدول، وقد بحثنا مع الأخوة القادة العراقيين مباشرة أوضاع إخواننا الذين لا زالوا يعيشون في العراق.

وفي مصر الشقيقة، حيث يوجد عدد من إخواننا لاجئي عام 1948، يعيشون في وضع خاص جداً، ولا تشملهم حتى خدمات ورعاية وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، ويمارسون أعمالاً بسيطة، والتحصيل العلمي لأبنائهم محدود جداً، لذلك قررنا أن يشمل صندوق مساعدة الطلبة في لبنان طلبتنا من أبناء اللاجئين في مصر، كما أننا بصدد البدء في تنفيذ برنامج إقراض للمشاريع الصغيرة لهم.

إن منظمة التحرير الفلسطينية مع تمسكها بحق عودة اللاجئين كحق مقدس، فإنها تقوم أيضاً برعاية ومتابعة ومساعدة إخواننا اللاجئين في أماكن تواجدهم كافة، كما تولي مؤسسات المنظمة اهتمامها ورعايتها لإخواننا وأخواتنا المغتربين والمهاجرين الفلسطينيين، وبعضهم من أبناء الجيل الثالث أو الرابع أو الخامس في الأمريكيتين، وللجاليات الفلسطينية الحديثة العهد في أوروبا ودول غربية أخرى، والجاليات الفلسطينية في الدول العربية الشقيقة وخاصة في دول الخليج.

إننا نعمل كل ما بوسعنا لتنظيم هذه الجاليات وتوحيدها حول الهدف الوطني، فدورها الأساسي هو التعريف بقضيتنا وكسب الأصدقاء والمتضامنين في بلاد اغترابهم، وقيامهم بزيارة الوطن والاستثمار فيه، فهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني، ولهم ممثلون في مجالسنا الوطنية، وسيشاركون في الانتخابات القادمة لاختيار ممثليهم في المجلس الوطني الفلسطيني.

فتحيةً لكم أيها الإخوة اللاجئون والمغتربون من أرض وطنكم ووطن آبائكم وأجدادكم.

أيتها الأخوات والإخوة... أيها الفلسطينيون في كل مكان...

علينا في الذكرى الرابعة والستين للنكبة أن نستخلص دروساً وعِبراً من النكبة التي لحقت بشعبنا، وأول هذه الدروس أهمية الوحدة، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة والفئوية، وثاني هذه الدروس أن تكون أفعالنا أكثر من أقوالنا، وثالث هذه الدروس أن نحسن الدفاع عن قضيتنا وحقوقنا، ورابع الدروس أن القوة بحاجة إلى مثابرة وعمل متواصل.

إننا على ثقة تامة بأن التاريخ لن يعود أبداً إلى الوراء، والاحتلال الإسرائيلي مهما بالغ في عدوانه وجبروته فهو إلى زوال، ومصلحة شعوب المنطقة، بما فيها شعب إسرائيل هي تحقيق السلام، ولا سلام دون الاعتراف بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أما الاستيطان فلن يجلب السلام للإسرائيليين، وبدون السلام ستبقى إسرائيل جزيرة معزولة وسط محيط مُعادٍ لها.

إنني أتوجه في هذا اليوم بالتحية لأبناء شعبنا الصامد في قطاع غزه الحبيب، وأتطلع إلى غد قريب جدا ينهي الانقسام ويعيد الوحدة، ويتصافح ويتعانق الأخ مع أخيه.

في ذكرى النكبة يؤكد شعبنا تمسكه بحقوقه الوطنية مختزناً في ذاكرته أسماء مدنه وقراه مهما تغيرت، وفي ذكرى النكبة، نرسل للعالم أجمع رسالة مؤداها أننا بعد أربعة وستين عاماً، ورغم كل ما ارتكب بحقنا من جرائم، ومن مشاريع تهجير وتوطين، فإننا على هذه الأرض باقون، كالسنديان باقون، كأشجار زيتوننا باقون...

تحية إلى الذين صنعوا تاريخا جديدا لشعبنا، إلى من قادونا من النكبة إلى الثورة إلى الدولة، إلى أرواح شهدائنا الأبرار، وفي الطليعة مفجر وقائد ثورتنا الأخ القائد التاريخي أبو عمار، وكل رفاقه وإخوانه قادة وكوادر، وإلى أسرانا البواسل في معركتهم ضد السجن والسجان.

عشتم وعاشت فلسطين.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استعراض تاريخي لظروف نكبة الشعب الفلسطيني...

كان التخطيط والرغبه في الاستيلاء على الاراضي الفلسطينيه من قَبل اليهود قبل ذلك بزمن ليس بالقصير،فانعقاد المؤتمر الاول للحركه الصهيونيه عام 1897 بمدينة بازل يهدف لأنشاء وطن قومي لليهود مؤشر لذلك،الا انه بتلك الفتره لم يكن لديهم المقدره على تحقيق ذلك،ولكن ذلك كان برنامجهم السياسي،الاجتماعي،الثقافي والاقتصادي وكانوا يعملون بجد ونشاط لتحقيق ذلك الهدف.

مما لاشك فيه ان للحركه الصهيونيه-والتي تحدث عنها وعن دورها الكثير من الكتاب ومن مختلف الجنسيات-دوراً بارزاً على مجريات القضيه الفسطينيه، وخصوصاً ان الحركه تحظى بقوة تخطيط وتنظيم مما اعطاها القدرة على المِضي قدماًنحو تحقيق اهدافها.

دور الحركة الصهيونية في نبكة الشعب الفلسطيني...

عملت ضمن استراتيجياتها على تقويه نفوذها واضعاف الجانب العربي ككل،حيث قامت بتكريس التجزئه، وتمزيق العالم العربي على اسس طائفية، والاستفراد بكل قطر على حدة كما تحقق في كامب ديفيد، بالاضافة الى تكريس التخلف والتبعية بحيث يُفرض على الدول العربية الاصطفاف الى جانبها ومحاربة الثورة الفلسطينية.

كذلك لجأت الى أساليب اخرى متعددة، فقد اعتبرت فلسطين الكبرى أرضاً بلا شعب " ولذلك فان حركة الاستيطان ستكون مسالمة وتسهم في بناء وتقدم فلسطين والبلاد المجاورة".

فاحداث الطرد والمجازر التي ارتكبت ضد العرب الفلسطينيين سنة 1948، كشفت الوجه المظلم للصهيونية لما الحقته من الاذى والظلم الشديد للشعب الفلسطيني، باعتراف "بني موريس " والذي اعتبر نفسه مواطناً صهيونيا متذرعا بأنه من حقهم (اليهود) كحق كل شعب أن يكون لهم دولة، بغض النظر عن الوسيلة.

نجحت الصهيونية في تحقيق فكرتها الاسطورية بتنفيذ مشروع قيام الدولة (اسرائيل)، والى حد ما حسب تخطيطها. فكان هناك هجرة الملايين من اليهود الى فلسطين قادمين من شتى بقاع العالم وتحديداً روسيا ودول اوروبا، كذلك نجحت في بناء جيش قوي ليصبح بالفترة ما بين 1947 الى 1949 قادرا على أن يهزم القوة العربية النظامية وشبه النظامية، بالاضافة للقدرة على بناء دولة مستقرة ذات اقتصاد قوي بامكانه تمويل الهجرة ومصروفات الحرب والدفاع، بمعنى قدرة مالية لتحقيق برنامجهم، كذلك اقامة علاقات دولية تضمن لها الحماية السياسية والعسكرية من حيث التمويل والامداد.

عوامل وظروف عديدة ساهمت في مساعدة اليهود على تحقيق أهدافهم، وقد يكون أهمها قرار التقسيم ووعد بلفور الذي ينص على اقامة وطن قومي لليهود، الذي دعم هدفهم، ثم الهجرة اليهودية والمساعدات البريطانية المقدمة لهم، بالاضافة الضعف العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص من نواحي عديدة وبالتالي قلّت العوائق أمام الحركة الصهيونية مما جعل حرب سنة 1948 ميلاد بالنسبة لليهود ونكبة بكل ما تحمله من معنى للشعب الفلسطيني.

حرب سنة 1948 بمفهوم النكبة...

اولا: معالم الحرب وظروفها...

كان الجانب الفلسطيني مدعوما من الدول العربية حسب الامكانيات، كان اليهود متفوقين عسكريا وتنظيميا وتحديدا (( جيش الدفاع الاسرائيلي)) "الهجناة" حسب التسمية اليهودية وذلك لرغبتهم في تحديد الدفاع لاظهار المسالمة واخفاء الطابع الهجومي والعداء من قبلهم، بينما كانت الاعمال الهجومية بتلك الفترة من قبل اليهود وحسب البرنامج الصهيوني واضحة، فكانوا متحدين بسعيهم لتحقيق هدفهم الاساسي باقامة الدولة المستقلة، أما الجانب الفلسطيني فكانوا ضعفاء يفتقرون للوعي السياسي ومنقسمين عن أنفسهم غير منظمين.

لم تكن حرب 1948 (النكبة) أعمال عنف وسقوط شهداء فحسب، بل انها حملت الاهانة والذل للشعب الفلسطيني، فكانت الهجمات اليهودية تحمل في طياتها برنامج مسبق، فكانت تهدف الى ترحيل الشعب الفلسطيني وما عرف بمفهوم "ترانسفير" والقيام بطردهم من مدنهم وقراهم والاستيلاء عليها ( بغض النظر عن الوسيلة ).

القتل الجماعي كان احد الاساليب المتبعة، كما حدث في دير ياسين وكفر قاسم وغيرها من القرى الفلسطينية، مما أجبر الفلسطينيين على الهروب في موجات هجرة فردية وجماعية على السواء، فكان كانون الاول 1947 شاهداً على هذه الهجرة الجماعية والتي مثلت في البداية أبناء الطبقة الوسطى المتعلمة ذات الوضع الاقتصادي الجيد، وتحديداً من المدن الساحلية، يافا، حيفا، عكا، الرملة، وطبريا. كان لمن عاش هذه التجربة أثر واضح في العمل من اجل حل القضية الفلسطينية. وامتدت هذه الهجرة الى غالبية طبقات الشعب الفلسطيني ومعظم المدن والقرى لاحقاً.

كان من اهم اسباب الهجرة الجماعية خيبة أمل الشعب من المقاومة أنذاك، سواء عربية أو وطنية، وتمثلت خيبة الامل هذه تحديداً بعد انهزام المقاومة في القسطل، واستشهاد عبد القادر الحسيني المجاهد العسكري

باختصار، يمكن القول أن خروج الفلسطينيين وهجرتهم كانت نتيجة للعنف والاذى الذي تعرضوا له، المتمثل بالقاء القنابل عليهم وتدمير ممتلكاتهم، كما شهد السكاكيني على ذلك " استخدام المدافع الثقيلة والرشاشات والتي كان لمنطقة "القطمون" المقصوفة ليلاً ونهاراً مثالاً على ذلك، مما دب الرعب في النفوس الفلسطينية.

تحصيلاً لهذه المعارك والمذابح التي ارتكبها اليهود ظهرت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، أولئك الذين تركوا كل ما يمتلكون، هاربين من الموت ليصبحوا من غير مأوى، هاربين سواء للدول العربية المجاورة مثل لبنان، سوريا، الاردن، والعراق، أو الاراضي التي عرفت باراضي سنة 1967، الضفة الغربية وقطاع غزة.

مشكلة اللاجئين هذه أصبحت من أكثر القضايا صعوبة في العالم، والتي حاولت القيادة الصهيونية اخلاء مسؤوليتها عنها وذلك بترويج الاسطورة القائلة أن خروج الشعب الفلسطيني كان تلبية لنداء زعماء الدول العربية أو القيادة الفلسطينية المتمثلة أنذاك بالحاج أمين الحسيني.

الانكار هذا أصبح مكشوفاً للجميع، ومحاولات التضليل المتبعة من قبل الصهيونية باتت معروفة. ففي مقال نشره الكاتب أرسكين تشايلدز في "ستاليتور بتاريخ 12 أيار 1961"، أكد أنه فحص السجلات الامريكية والبريطانية والتي تنسخ الاذاعات العربية ولم يجد بتلك الفترة أو بعدها دعوة كهذه.

بالاضافة الى ذلك، فقد أكد الكاتب الاسرائيلي "بني موريس" في كتابة" طرد الفلسطينيين وولادة مشكلة اللاجئين "أن عملية التهجير اجبارية، واستخدم العنف ضد الفلسطينيين ضمن عملية مخطط لها من قبل اللجنة اليهودية، والتي عملت على فكرة الترحيل "الترانسفير" حيث عملت على:

1- منع العرب من العودة الى بيوتهم.

2- مساعدة العرب على الاستيعاب والاستقرار في أماكن اخرى من أجل عدم عودتهم،

لتطبيق هذه الاقتراحات عمل اليهود على:

أ‌- تدمير أكبر عدد من القرى والمدن العربية أثناء العمليات العسكرية.

ب- عرقلة محاولات العرب لاستغلال أراضيهم.

ج- توطين اليهود في القرى والمدن العربية حتى لا ينشأ فراغ.

د- سن تشريع يتضمن قوانين تفرض قيوداً على العائدين.

ه- شن حملة اعلامية تمنع العرب من العودة.

بذلك أصبحت مشكلة اللاجئين بمثابة ورقة مساومة بيد الطرف الاسرائيلي تساوم بها الدول العربية، بحيث تعتراف الاخيرة بالدولة الاسرائيلية وتقيم علاقات سلام معها، بالمقابل يمكن لاسرائيل النظر في اعادة اللاجئين الموجودين في الدول العربية الذين شكلوا عبأ ليس بالبسيط عليها.

الا أن معظم المحاولات التي تمت لحل هذه المشكلة باءت بالفشل، فمروا بتلك التي بدأت في مؤتمر لوزان عن طريق لجنة المصالحة، أو جمس مكدونالد أو السفير الامريكي ومارك أتديدج حتى يومنا هذا، على الرغم من وجود قرارات من مجلس الامن بخصوص تلك المشكلة، وذلك بسبب الرفض الاسرائيلي لعودتهم الى سكناهم التي أصبحت تحت السيطرة الاسرائيلية.

ثانياً: نتائج الحرب (النكبة) وأهم تأثيراتها...

النكبة، تمثلت بالكثير من المعاني، فمثلت الهزيمة والاهانة العربية وأوجدت بعداً جديداً تمثل بالتأخر والضعف العربي أمام الغرب، والذي تمثل اسرائيل جزءاً منه، بسبب الهزيمة امام الصهيونية، ذلك الضعف العربي المتمثل بالانقسام الاجتماعي والسياسي للفرد العربي وعلى مستوى السياسية الحكومية، كذلك ما بعد النكبة ما بين قومية واقليمية، وأصبحت النكبة ذات بعدين"

الاول، عربي وتمثل في الهزيمة أمام اسرائيل، البعد الثاني، فلسطيني وتمثل في المأساة التي عاشها الشعب نفسه، حيث التهجير والشتات الذي حدث بعد المعارك والمواجهات بين الطرف العربي من جهة واليهود من جهة أخرى.

وتستخلص هذه النتائج للمعارك والاحداث في الاتي:

1- نشوب حرب سنة 1948 وقيام الدولة الاسرائيلية حدودها أوسع من حدود قرار التقسيم.

2- تحول الشعب الفلسطيني بأكثريته الى لاجئين انتشروا في الاقطار العربية ومناطق الضفة وغزة.

3- حرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره في مناطق خارج حدود "اسرائيل" بالتحديد الضفة الغربية.

4- اتساع القضية الفلسطينية حيث تحولت الى أزمة علاقات دولية بين "اسرائيل" والدول العربية التي تأثرت بالهزيمة، بالاضافة الى المشكلة المترتبة على نزوح المهاجرين اليها والعبء المترتب سواء اقتصادياً، اجتماعياً أو سياسياً.

تأثير النكبةعلى المقاومة الفلسطينية ليس بالبسيط، فالمعارك والمواجهات التي استعرضها الكثير من الكتاب والمؤرخين والمتعلقة باتباع "الهجناة" الاسرائيلية للسياسة الهجومية واحتلال القرى والمدن. وقامت اسرائيل بمصادرة الاراضي الفلسطينية ضمن برنامج صهيوني مسبق، كالحديث عن الخطط الاسرائيلية مثل "الخطة/ ديكل" "داني" بالاضافة الى المذابح الجماعية مثلما حدث في دير ياسين وكفر قاسم ومذبحة الدوايمة التي كان عدد ضحاياها ما بين 500-1000 شهيد بعد توقيفهم واطلاق النار عليهم، وقد أكد مراقبو الامم المتحدة ذلك.

ومن الجدير بالذكر أن المعارك التي استخدم بها أقوى أنواع الاسلحة، من المدافع والرشاشات، بهدف تدمير المدن والقرى العربية المهجورة واخفاء المعالم العربية فيها ومن ثم الاستيلاء عليها وبذلك وبذلك أثر أخر على الجانب الفلسطيني للعمل والحيلولة لعدم انجاح هذا هذا الهدف. "هذه الوقائع شهدها العديد من اللذين عاشوا تلك التجربة وشاهدوا اقتلاع الجذور الفلسطينية تحديداً في سنة 1948 والتحول الى العيش في مخيمات ذات وضع يحمل اليأس والذل والاهانة، تحت أسوء الظروف أمثال أبو علي شاهين، ممدوح نوفل، ليلى خالد وغيرهم.

هذه التجربة لها الاثر الاكبر من أثار النكبة على المقاومة، فهي تمثل التجربة الذاتية لتجعل كل ما ذكر سابقاً في نفوس هؤلاء اللذين حاولوا وما زالو يعملون لتغير النتائج والاثر الذي خلفته النكبة وزرعه في الاجيال اللاحقة.

تحدث الكثير من اللذين عاشوا تلك التجربة، غير المنسية، تحديداً التجربة الذاتية لكل منهم، والتي انعكست في الظروف ورؤية المقاومة بين شخص وأخر، لتصبح رؤية بين مجموعة واخرى، ثم تنظيم أو تيار وأخر، تلك التجربة كما تحدث عنها الشهيد صلاح خلف (أبو اياد) حول تجربة اللاجئين المتمثلة بالبؤس والاهانة والذل فقال: "كانت السنوات التي عشناها في غزة أكثر سني حداثتي كأبة، انها سنوات ريبة ويأس وباس، ففي حين كان أكثر اللاجئين محشورين كيفما اتفق الحال، يسكنون في خيام وأكواخ صفيحية ثمة مشكلة اخرى طرحت عند تدفق اللاجئين، وهي قدرة المناطق المستقلة على تلبية الحاجات. "وقال أيضاً:"فانظر الى ضألة المدارس المتوفرة ولم تكن ثمة مؤسسة نستطيع استقبالنا".

بهذه الفترة انصرفت الصهيونية لاستقبال المزيد من الهجرة اليهودية، واقامت ما يلزم ذلك وتحديداً هنا مسألة الاستيطان، ونصبح امام مسألة صراع أخرى، ونجحت بسياسة القوة مرة اخرى من احتلال اراضي ومساحات كبيرة من الاراضي الفلسطينية واستمرت السياسة الاستيطانية في جميع الاراضي المحتلة.

هدفت هذه السياسه الى تكوين حدود المستقبل للدوله اليهوديه ويؤكد ذلك"رعنان فايتس"رئيس قسم الاستيطان في الوكاله اليهوديه ان هذه الحقيقه بينت ان مخططي الاستيطان الصهاينه عملوا خلال الستين عاماْ المنصرمه على هذا الاساس.

خلال الفتره ما بين 1948-1978صادرت السلطات الاسرائيليه نحو 40%من الاراضي التي يملكها المواطنون العرب وذلك من اجل تنفيذ المشروع الصهيوني،فكان هناك مجموعه من الاجهزه والهيئات المسؤوله عن النشاط الاستيطاني وتمثلت في الاتي:

1- هيئات تعين السياسه العامه وتشرف على المستوطنات.

2- هيئات ومنظمات مهمتها تخطيط وتنظيم المستوطنات خلال المرحله العمليه.

3- لجان المنظمات الاستيطانيه.

فكانت عملية الاستيطان على نحو عالٍ من التنظيم المالي والاداري من قبل اليهودوتحديداْ الحركه الصهيونيه.

المقاومة الفلسطينية...

اولا: استعراض الوضع الفلسطيني قبل النكبة...

في الفتره ما قبل عام 1948كان الوضع الفلسطيني يتسم بالضعف،تحديداْ الوعي السياسي،فلم يكن هناك القوى القادره على حماية الفلسطينين او حتى من يقوم بتنظيم حياتهم الاجتماعيه، والاقتصادية، الثقافية والسياسية بالشكل المطلوب، مما جعل المقاومة ضعيفة أمام المستجدات الحاصلة. وهذا الوضع الذاتي للفلسطينيين تميز في الولاء للعشيرة القبلية والسيطرة لمعسكر العائلات الكبيرة مثل الحسيني، النشاشيبي وغيرها. لم تكن هناك الوحدة فيما بينهم ولا بين المناطق الفلسطينية أو حتى من يعمل على الاستعداد الداخلي والتقوية الذاتية، بالاضافة الى ضعف الدول العربية التي لها جانب أخر من الهزيمة العربية.

ذلك الضعف والتراجع ساعد الحركة الصهيونية على تحقيق اهدافها، فما ان جاء العام 1948 حتى كان الصهاينة قادرين ومتحدين لتحقيقها، بينما الجانب الفلسطيني كان مرتبطاً باجهزة الانتداب البريطاني ولم يكن لهم مؤسسة أو نظام او حكم ذاتي يعمل على تنظيم صفوفهم من أجل تطبيق غاياتهم ان وجدت.

خلال الفترة من اول كانون الاول 1947 الى 14 ايلول 1948 كان النشاط العربي غير منسق للحفاظ على عروبة فلسطين، بالاضافة إلى عدم الدفع بقوة عربية يعتمد عليها لحسم الموقف في مرحلة الصراع، مما ترتب عليه اعطاء حصانة للقوات اليهودية. ويرجع السبب في ذلك الى غياب الارادة السياسية العربية الموحدة، وعدم وجود قرار سياسي واضح لبدء الصراع المسلح وشن الحرب، بل تباين المصالح العربية وتضاربها في معظم الاحيان.

وكان هناك غياب للمناقشة الجادة في امور المقاومة وسوء فهم لما يجري، كتحديد العلاقة بين الصهيونية والامبريالية، كذلك العلاقة بين الصهيونية واليهودية، وطبيعة مفهوم حرب التحرير الشعبية، وتحديد علاقة الفلسطيني بالعربي، والسياسي بالعسكري......ألخ.

اضعفت هذه العوامل، بالاضافة الى سوء الثقافة الفكرية والسياسية والديمقراطية، النشاط الفلسطيني والعربي. لذلك لم يشهد العقدان الماضيان انتاجاً فكرياً نوعيا على الرغم من بروز الدور السياسي الفلسطيني والقومي بتلك الفترة.

ثانياً: اثر النكبة على المقاومة...

ان اثر النكبة واضحا جليا في بروز ونشوء حركات المقاومة، فحركة القوميين العرب احدى افرازات النكبة والتي قادها ابناء النكبة انفسهم، من عاش مأساتها، فهذه الحركة كانت تعمل في المرحلة الاولى ما بين 1952-1958 باسماء غير اسم القوميين العرب، واستعراض هذه النقطة للاشارة الى العروة الوثقى التي انشأها طلاب فلسطينيين في الجامعة الامريكية في بيروت، طلاب النكبة أن اجيز التعبير، كذلك كتائب الفداء، ليطرح اسم حركة القوميين العرب سنة 1958. كانت تعمل هذه الحركة على محورين:

1- تعزيز الوحدة العربية وعدم التفريق بين الاقطار العربية، المشكلة الفلسطينية هي مشكلة عربية واحدة

2- التجاوب مع متطلبات المرحلة الجديدة في العمل الفلسطيني.

هذا الاثر للنكبة مثله أبناء هذه الحركة، ممن عاصر النكبة سواء بالشكل المباشر، رأى وشاهد التجربة مما يعني اثر واضح للنكبة على تنشئته وتحديداً التنشئة السياسية، او بالشكل غير مباشر بمعنى تأثر بمن تأثر من احداث النكبة، بالاضافة الى تأثير كل على الاجيال اللاحقة، كتأثير الكاتب الفلسطيني قسطنطين زريق على الاجيال اللاحقة ضمن ما كتبه حول النكبة ومعناها.

حركة القوميين العرب تشكلت من ابناء الطبقة العليا التي كان بمقدور ابناءها الالتحاق بالجامعة الامريكية في بيروت حيث اعتادت البرجوازية الفلسطينية على ارسال ابناءها لها، امثال جورج حبش طالب الطب في الجامعة المذكورة، وقد يكون بذلك اثر على تجربته الذاتية قد تختلف عن غيره من طبقات الشعب.

هدف الحركة كان تحرير فلسطين وذلك جاء واضحاً بقول جورج حبش: "من الاحزاب السياسية كان هناك العشرات في العالم العربي ...... والذي حركها فقد كان تحرير فلسطين".

للانتقال الى ما نحن بصددة بهذا البحث، الحديث عن دور حركة "فتح" والنكبة فيمكن اجمال نقاط الضعف التي عانت منها حركة القوميين العرب بما يلي:

1- انعدام النقد الذاتي وهذا حكم على الفشل مسبق للصراع الذي يخوضه العرب ضد اليهود.

2- عدم قيام العرب ومن ضمنهم القوميين بفهم طبيعة الصراع والنظر الى الصهيونية وفهمها ومعرفة تمثيلها الخطر على الوجود العربي.

3- عدم وجود حشد عربي من الناحية العسكرية، والاقتصادية والسياسية.

لم يكن للحركة حتى نهاية تلك المرحلة برنامج خاص لتحرير فلسطين خارج الاطار العربي والعمل القومي عموماً، الا أن عدم افلاح القوى القومية للاستقطاب للجماهير الفلسطينية لتأييد خط النضال القومي كان بسبب ان استقلال اقطار المغرب العربي يتم عن طريق ثورات قطرية بالاضافة الى العجز عن خوض معركة تحرير فلسطين قومياً. حتى أن القوميين أنفسهم اصيبوا لاحقاً بخيبة أمل من الانظمة العربية بعد هزائمها امام "الاسرائيليين" تحديداً هزيمة سنة 1967.

أدى ذلك لنمو التيار الوطني القطري في هذه الاجواء الذي بدأ تقريباً في أوائل الخمسينات، لنجد تجربة جديدة في العمل السياسي كما تمثله الحركة التي عرفت باسم حركة "فتح".

ولادة حركة فتح...

من المهم جداً ان نتحدث عن الجذور التي رسخت في الارض قبل أن تثبت "فتح" وتنمو وتكبر، هذا يعيدنا الى مطلع الخمسينات، حيث كان طالب الهندسة ياسر عرفات يدرس في الجامعات المصرية. ففي العام 1952 رشح نفسه لرئاسة رابطة الطلاب الفلسطينيين في مصر ضمن قائمة الطلبة المستقلين، وكان من بينهم صلاح خلف وعبد الفتاح حمود واخرين، هؤلاء الثلاثة اصبحوا فما بعد من مؤسسي حركة "فتح".

كان عرفات، بالاضافة الى رئاسته الاتحاد، مسؤول التدريب العسكري لطلبة كلية الهندسة المتطوعين للاعمال الفدائية في السويس وظل يقود الحركة في مصر حتى تخرج عام 1956، فعمل كضابط احتياط في الجيش المصري وشارك في مقاومة العدوان الثلاثي بنفس العام.

كانت فتح في بداية الامر سرية وبدأ التعرف عليها سنة 1959 وذلك من خلال الجريدة الخاصة بالحركة التي عرفت باسم "فلسطيننا" والتي كان يصدرها مؤسسو الحركة.

هذا التجمع من الشباب كان يعمل بعد تأسيس الحركة في مختلف بقاع الوطن العربي كان المكان الذي تم بناء الاساس الحركي الذي التقى به مجموعة من المؤسسين وبشكل سري في احدى المنازل بدولة الكويت عام 1959، ليلتقوا مرة اخرى وبشكل اوسع من كافة مناطق الشتات، في هذا القاء تم وضع النظام الداخلي للحركة والاستراتيجية والتكتيك ووسائل العمل والتمويل، كذلك تجهيز الاجهزة التابعة لهذه الحركة.

وأهم ما جاءوا به هو التصدي لكل محاولة لاخضاع حركتهم، "الحركة الوطنية الفلسطينية" والتي سميت "حركة تحرير فلسطين" والتي عكست الاحرف الاولى من كلمة(ح.ت.ف) لتشكل "فتح"، لاي اشراف من قبل حكومة عربية ايا كانت. وبنفس العام اصدروا جريدة "فلسطيننا" للتعبير عن تطلعات حركتهم.

التأثر بالنكبة كان الدافع الاكيد لهذه الحركة ورغبتها للعمل على تحرير فلسطين، خصوصاً ان هذه الحركة تمثل تيارا قطريا بالاضافة الى ان مؤسسيها هم ابناء فلسطين، بمعنى رأوا بانفسهم وطنيين قبل ان يكونوا قوميين، فهم من معاصري النكبة ومن المتأثرين بها. بالاضافة لذلك فهناك اثر للظروف والاحداث التي تلت النكبة والتي ساهمت في بلورة الفكر "الفتحاوي" وخصوصاً أن التيارات التي كانت موجودة عجزت أنذاك من التقدم، سواء التيارات البعثية، الشيوعية وصولا للقومية من ايجاد أي تقدم تجاه القضية الفلسطينية، بل على العكس، فان الفهم الخاطىء الذي تمثل بالتبعية للانظمة العربية. وعدم فهم التفرقة بين الصهيونية واليهود الذي ساد اوساط القوميين ساعد اليهود "الحركة الصهيونية تحديدا" في تحقيق اهدافهم بطريقة غير مباشرة ذلك جاء عند هروب اليهود من الدول العربية الى فلسطين وتوطينهم فيها، وبالتالي ساهموا بما أرادته الصهيونية من جلب اليهود الى فلسطين.

كان التصور الجيد للمعركة بالنسبة لهذا الوليد "فتح" هو اولاً وحدة الشعب الفلسطيني، والابتعاد عن الساحة العربية وما يطرح بها من عقائد وتيارات، فقامت الحركة بطرح افكارها في جريدة فلسطيننا الخاصة بها، وأهم ما طرحته "أن الشعب الفلسطيني هو الممثل الرئيسي للقضية الفلسطينية لانه وحده الذي يمثل المأساة ويواجهها، لذا عليه أن يجمع طاقاته في تنظيم له......"

تتضمن هذه الافكار الرغبة عند الحركة في الاستقلال الفلسطيني في تمثيل القضية وعدم المراهنة على الدول العربية التي لم تحظ بثقة الحركة سواء من حيث قدرتها أو رغبتها في تحرير فلسطين والشعب الفلسطيني.

أهم ما جاء في "فلسطيننا" وأدبيات حركة فتح أنها تعتبر الكفاح المسلح ضد العدو الوسيلة الحتمية التي يجب اتباعها فكتبت تقول:"ان الكفاح المسلح الوسيلة الحتمية لاستعادة فلسطين وان الثورة الفلسطينية هي ثورة وطنية، فلسطينية المنطق، عربية العمق، قومية الاهداف والنتائج".

هذا الاعلان الاول العلني لتيار الكفاح المسلح الذي تبنته فتح وعملت به بالفعل لا بالقول، كما شهد لها التاريخ بذلك. بالاضافة إلى هذا فهي اعتبرت أن الصراع يتمثل بحشد قوى الشعب وهو صراع سياسي دون الاجتماعي في معركة التحرير الوطني على الاقل، واعتبرت فتح


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً