أقــــــلام وآراء مـخــتـــارة مــــن الـــصــحـــف والــمــواقــــع الإلــكــتــرونــيــة

في هــــــــــــــذا الملف:

 لا يوجد دخان من دون نار ... عن "ابو الفتح" و "ابو دخان"

بقلم: ناصر اللحام عن وكالة معا

 انطلاقة الثورة والاسئلة الغائبة

بقلم: عادل عبد الرحمن عن جريدة الحياة

 فتح ضرورة وطنية

بقلم: يحيى رباح عن جريدة الحياة

 كم اسرائيلاً في اسرائيل؟

بقلم: حسن البطل عن جريدة الايام

 2011.. عام الاستيطان والإرهاب

بقلم: عبد الناصر النجار عن جريدة الايام

 صدمة جيو استراتيجية للوعي

بقلم: حسين حجازي عن جريدة الايام

 القدس ما بعد «الضوء الأحمر» خدمة مدنية....... مخدرات.....لجان إصلاح وعشائر..؟؟

بقلم:راسم عبيدات عن جريدة القدس

 المصالحة الفلسطينية في حقل ألغام سياسية

بقلم: عامر راشد عن جريدة القدس



لا يوجد دخان من دون نار ... عن "ابو الفتح" و "ابو دخان"

بقلم: ناصر اللحام عن وكالة معا

درج في العالم الثالث ان اعادة تشكيل قيادة الاجهزة الامنية وتعيين قادة جدد او اقصاء قادة سابقين وتحويلهم للتقاعد يعتبر خبرا مهما وخطيرا يستلزم بحث اجهزة المخابرات العالمية واعتماد نظرية المؤامرة وبيانات من المعارضة وغيرها . فيما ان اصل الاشياء ان يكون خبر تعيين قائد جديد لجهاز امن خبرا عاديا اعتياديا يعني ان الامور تسير في الاتجاه الصيحي وفق دورة الحياة الطبيعية وبثّ الدماء الجديدة في الاجهزة على اساس التطور الطبيعي للهرم المراتبي في كل جهاز .

وقد حاول بعض قادة اجهزة الامن سابقا ان يجعلوا من الاجهزة الامنية الفلسطينية مزارع خاصة لهم وجعلوا من صورهم أعلى من صورة القادة السياسيين وحاولوا ان يصنعوا نموذج دكتاتوري يختبئ وراء البدلة العسكرية ويتحكموا برقاب الناس وارزاقهم وشرفهم وسمعتهم الوطنية واموال العامة ، وانهم هم الوحيدون القادرون على حماية امن المواطن والوطن لكن سرعان ما انقضّ عليهم الزعيم الراحل ياسر عفات فيما انقض على من تبقى منهم مجموعات عسكرية وكتائب من هنا وهناك فاختطفت عددا منهم وقتلت اخرين بصورة مأساوية لا تدل على تحضَر او رقي ، ولا تليق سوى بأنظمة الحكم في الغابات الافريقية او انظمة القمع في دول العالم الثالث .

وقد ان الاوان في فلسطين ، ان نعتبر تغيير مسؤول او قائد في جهاز امني او حتى تنظيم خبرا اعتياديا لا يوجد من ورائه مؤامرة او خطة للاطاحة بأحد او انتقاما من احد اخر . ولذلك تشهد الاجهزة الامنية في السنوات الخمس الاخيرة حركة تغييرات لا حصر لها ، بل انني اعتقد انه يجري الان احالة 44 لواء وعميد وعقيد على التقاعد وفق التسلسل الاداري ومتوسط العمر وسن الخدمة . ويبدو ان الشعب الفلسطيني " الذكي " يتفهم الامر بكل مسؤولية .

ويبقى لدينا مشكلة واحدة وهي امن اسرائيل ، الذي لا يزال يعيش بعقلية الحرب الباردة ولم يرتق الى مستوى الوضع الراهن ، وللتأكيد على ذلك نعرض على حضراتكم ما كتبته بعض وسائل الاعلام العبرية تحت عنوان " ابو مازن يهيئ الضفة الغربية لانتفاضة شعبية رقم 3 على غرار الربيع العربي " .

وجاء في قراءة وسائل الاعلام العبرية انه ( واستنادا الى ما وصفته مصادر عسكرية وامنية مطلعة ومختصة ان الرئيس ابو مازن بدأ يستعد للربيع العربي على الطريقة الفلسطينية في اطار تظاهرات شعبية بمشاركة السلطة وحماس ولذلك جرى تعيين الجنرال نضال ابو دخان في قيادة الامن الوطني وهو يمتاز بعلاقات جيدة ووثيقة مع حماس . وان الرئيس ابو مازن نفّذ يوم 27.12 أكبر خطة أمنية ذات مغزى تحسّبا لاندلاع الربيع العربي في الضفة الغربية وهو ما ستعتبره المخابرات الامريكية والاسرائيلية بانها انتفاضة رقم 3 ) .

وكتبت الصحافة العبرية ان الرئيس ابو مازن نفّذ هذه الخطة دون اي علم او تنسيق مع الولايات المتحدة او اسرائيل , واطاح بقائد قوات الامن الوطني الميجر ذياب العلي وهو رئيس اركان الجيش الفلسطيني وعيّن بدلا عنه الميجر نضال ابو دخان الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية . وانه لا علم للجنرال الامريكي مايك ميلر منسق الامن الفلسطيني الاسرائيلي والذي عيّنته هيلاري كلينتون , وكذلك قادة الامن الاسرائيلي ورئيس الاستخبارات والميجر ايتون دانجوت بهذا الامر وانهم فوجئوا من هذا التعيين .

ويرى قادة الامن الامريكي والاسرائيلي في واشنطن وتل ابيب ان قيام الرئيس عباس بهذه الخطوة ليس عفويا اونما يهدف الى التجهيز للانتفاضة الشعبية الثالثة في الضفة الغربية تزامنا مع الربيع العربي وهو

ما يفسره الامريكيون والاسرائيليون انه ببساطة انتفاضة ثالثة .وان هناك اتفاق استراتيجي بين ابو مازن وخالد مشعل الا يسمحا لعدم الثقة بينهما ان تؤثر على تفاهم المستقبل . وان الاتفاق بين الاثنين في الاسبوع الماضي ان تقف الامور عند هذا الحد من الاتفاق وان لا يتقدما اكثر نحو اي اتفاق اخر .

وحسب اللقاء فان عباس ومشعل لم يتفقا على عدم استخدام السلاح ضد اسرائيل . رغم ان ابو مازن رفض طلب مشعل استخدام السلاح خلال الانتفاضة وفي نهاية الامر اتفق الاثنان ان يتمسك كل واحد منهما بوجهة نظره اي انه وفي النهاية ستشتعل تظاهرات عارمة تحاول اختراق الجدار والحواجز العسكرية والدخول للخط الاخضر والمستوطنات في الضفة.وانه

ومن اجل ضمان نجاح الخطة سيجري ضم وحدات كوماندوز للامن الوطني الفلسطيني .والذين سيجري تخريجهم قريبا من الاردن وهي قوات مسلحة جيدا جرى تدريبهم بتمويل امريكي وعلى يد مدربين بريطانيين واردنيين وعددهم 800 من الكوماندوز ليصبح عدد الامن الوطني 8 الاف جندي .

وبكلمات اخرى قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان القوات العسكرية الفلسطينية التي اقامتها الولايات المتحدة سيقوم بنشاطات معاكسة لاهداف التمويل والتدريب وتوجه طاقاتها ضد اسرائيل في الضفة الغربية وضد الجدار والخط الاخضر .وان هذا هو السبب الحقيقي وراء تخلي عباس عن الجنرال دياب العلي والذي تربطه علاقات قريبة من الامريكان في السنوات ال4 الاخيرة منذ 2007 وتسليم الامن ليد نضال ابو دخان المعروف بانه رجل سرّي ظل استخباري .

وبحسب عقولهم القديمة كتبوا في موقع ديبكا : وتعلم واشنطن وتل ابيب ان القائد ذياب العلي كان دائما جاهزا لمحاربة الارهاب ومقاتلة حماس في الضفة الغربية بلا هوادة وهو امر غيرم توفر في شخصية نضال ابو دخان وابو دخان يحافظ على علاقة طيبة مع الضباط الامريكان والاسرائيليين ولكنه يحافظ ايضا على علاقات طيبة مع قادة حماس والجهاد الاسلامي . ولذلك لن تقوم اسرائيل ولا اجهزة الامن الاسرائيلية باعطاء نضال ابو دخان اية معلومات استخبارية من الان فصاعدا لانها تعتقد ان هذه المعلومات قد تنتقل الى قيادة حماس والجهاد . وكذلك المخابرات الامريكية لن تتعاطى استخباريا مع ابو دخان ويعني هذا توقف التعاون الامني الامريكي الفلسطيني عن طريق ابو دخان في الضفة الغربية.

الاسرائيليون قالوا ذلك .... ونحن نقول للعالم : ايها السادة ان تعيين قائد امني جديد في فلسطين ليس مؤامرة ولا انقلاب ونحن لسنا حكم دكتاتوري في الغابات والصحراء بل دولة حضارية وشعب حضاري ديموقراطي ،ونتمنى النجاح للواء نضال ابو دخان وشكرا للواء ابو الفتح ومبروك الوسام من الرئيس فموتوا بغيظكم .

انطلاقة الثورة والاسئلة الغائبة

بقلم: عادل عبد الرحمن عن جريدة الحياة

تتوج انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة كل عام انطلاقات الفصائل الوطنية المختلفة يسارها ووسطها ويمينها وحتى القوى الجديدة، التي التحقت بالقوى الفاعلة في الساحة. إنطلاقة الثورة السابعة والاربعون محطة مهمة في المكاشفة مع الذات الوطنية والآخر. لانه من المؤسف في مثل هذه المناسبات حرص الفصائل الوطنية الممتدة على مساحة الوطن وقطاعات الشعب وقواها الاجتماعية والسياسية على ابراز حجومها من خلال الحشد الجماهيري، الذي لا يعكس بالضرورة ثقلها الفعلي، وترصد لفاعليات انطلاقاتها موازنات كبيرة على حساب ما تقدمه للمواطنين والعملية السياسية الوطنية، فضلا عن حرص البعض على الانشداد للمنافسة مع الفصائل الاخرى، وكأن معركتها الاساسية مع الآخر الوطني وليس مع العدو الاسرائيلي. فضلا عن الحديث عن انجازاتها، التي كثير منها يكون مبالغا به ويحتاج الى التدقيق والمراجعة.

في انطلاقة حركة فتح والثورة الوطنية المعاصرة تملي المسؤولية إعادة نظر في آليات الاحتفاء بهذه المناسبة وكل مناسبة لاي فصيل من فصائل العمل الوطني. بحيث تكون مناسبة لمراجعة التجربة التنظيمية والسياسية والكفاحية والعلاقة مع المواطنين الفلسطينيين، وكيفية إدارة الصراع مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية. وطرح الاسئلة بشفافية عالية لوضع الاصبع على الجرح او الجروح الموجودة والاشارة الى النواقص والاخطاء، التي رافقت تجربة هذا الفصيل او ذاك وفي السياق النواقص في التجربة الوطنية العامة.

وهذا الطرح لا يعني جلد الذات او الانتقاص من الايجابيات إن وجدت. ولا يفترض عرض ما قامت به القيادة خلال العام المنصرم بشكل ميكانيكي. لانه ليس مهما عرض الاعمال التي قامت بها هذه القيادة، انما المهم الربط بين ما قامت به وما استطاعت ان تنجزه من خلال تحركها حول هذه المسألة او تلك، وايضا ما لم تستطع إنجازه، وابراز السبب او الاسباب الذاتية والموضوعية, ومكاشفة اعضاء التنظيم او الحزب او الحركة والجماهير الشعبية الفلسطينية كلها باسباب وعوامل عدم النجاح والفشل. وبالتالي محاولة البحث عن حلول علمية أكثر ابداعية للخروج من عوامل التكلس والتراجع في مسيرة الفصيل والثورة عموما.

إذا قيمة واهمية تسليط الضوء على النواقص ونقد الذات تكمن في استنطاق الحلول الواقعية والملموسة الكفيلة باشتقاق سياسات واليات عمل جديدة غير معهودة وغير روتينية. لان قضية سياسية بتعقيدات القضية الفلسطينية ومركباتها المحلية والعربية والاقليمية والدولية تحتاج الى منطق ابداعي خلاق، وعقل سياسي متجدد، غير تقليدي. عقل قادر على انتزاع الذات التنظيمية من الوهن والترهل والمراوحة. والابتعاد عن التخندق في مستنقع تجميل الازمة العضوية المتنامية والمعمقة لكل الامراض الخبيثة، التي تنهش الفصيل والعملية السياسية الوطنية.

في مناسبة انطلاقة الثورة وحركة فتح، قائدة المشروع الوطني لا يجوز التغني بما تم إنجازه، دون ان يلغي ذلك الاشارة لها. بل ان المصلحة والمسؤولية تفرض على القيادة الوطنية طرح الاسئلة الغائبة في هذه المناسبات، مثل لماذا فشلت الحركة الوطنية في تحقيق الاهداف الوطنية؟ واين تكمن الازمة في الذات الفتحاوية والوطنية؟ ولماذا لم تنجح القوى الوطنية في إشادة وحدة وطنية حقيقية حتى الآن؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ ولماذا نجح الانقلاب على الشرعية الوطنية من الأساس؟ وهنا يفترض إعادة طرح السؤال مجددا على الذات،لان هذا لا يتناقض مع المصالحة ودفعها للامام، لان قيمة هذا السؤال تصويب ما قدم من إجابات سابقة شابها بعض النواقص وحاد الاصبع عن الجرح الحقيقي. وكيف يتم تحصين الذات الفتحاوية والوطنية لمواجهة أخطار مشابهة في المستقبل؟ وما هي السبل الحقيقية لاعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ هل تفاهمات آذار القاهرية 2005 كافية لاستنهاض المنظمة ام هناك ضرورة لتطويرها ؟ وكيف تتكامل فتح مع الكل الوطني وخاصة فصائل المنظمة التاريخية للنهوض بالمنظمة بما يعيد الاعتبار للهوية والشخصية والاهداف الوطنية؟ وعلى أي اساس ستخوض فتح الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني؟ هل ستخوضها منفردة ام بشكل مشترك؟ وهل استفادت من تجربة الانتخابات السابقة عام 2006؟ ولماذا حتى اللحظة، ورغم مرور أكثر من عامين على المؤتمر السادس، ما زالت الحركة تراوح في ذات المكان؟ هل السبب موضوعي أم ذاتي؟ وما هي سبل الخروج الى فضاء النهوض التنظيمي والوطني؟ ولعل السؤال يطال كل فصيل وطني على حدة ايضا.

وعلى صعيد المعركة السياسية مع دولة الابرتهايد الاسرائيلية، لا بد من طرح الاسئلة بحزم وقوة لمكاشفة الذات، ومنها هل الدولة الاسرائيلية بمكوناتها السياسية المختلفة وليس فقط حكومة اقصى اليمين الصهيوني جاهزة للتسوية أم لا؟ وهل هناك آفاق للتسوية السياسية بعد ثمانية عشر عاما؟ هل لدى اقطاب الرباعية إحساس بالمسؤولية تجاه عملية السلام في المنطقة؟ وهل مطلوب من الشعب العربي الفلسطيني ان يرهن نفسه للادارات الاميركية وحساباتها الانتخابية وتحالفاتها الاستراتيجية مع دولة الاحتلال؟ هل هناك أدنى امكانية لان تستيقظ الولايات المتحدة وتعيد النظر بالحد الادنى الممكن في العلاقة مع إسرائيل؟ وهل لديها الاستعداد لان تعيد النظر في منطقها المعادي للمصالح الوطنية الفلسطينية؟ وهل الشعب الفلسطيني على ضعف امكانياته وانحسار حدود المناورة في ظل الوضع العربي المبهم، ان يبقى أسيراً للمراوحة في ذات العملية السياسية؟ ولماذا لا يفتح آفاق جديدة ويشتقق اساليب مغايرة للتكتيك المتبع؟ أليس العالم وخاصة اميركا واوروبا بحاجة الى الشعب الفلسطيني كما الشعب الفلسطيني بحاجة لهم؟ أم ان الفلسطينيين مرهونون لاموال الدعم؟ أليس ما يقدمه العالم رشوة للشعب الفلسطيني مقابل ما تعرض له على مدار ستة عقود ونصف العقد من المعاناة والنكبة؟ أليس ما يقدمه العالم للشعب الفلسطيني من دعم مقابل قبوله التسوية السياسية؟ أليست قضية الشعب العربي الفلسطيني اهم حلقة من حلقات السياسة في المنطقة؟ وهل يمكن للعالم ان يضمن الهدوء في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية حلا مشرفا يأخذ بعين الاعتبار الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية؟ والى متى يمكن رهن المصالح الوطنية للمنطق الاميركي - الاسرائيلي؟ ولماذا لا تفكر القيادة في التفكير الجدي في خيارات سياسية جديدة مستفيدة من مجمل العوامل الوطنية والعربية والاقليمية والدولية؟ والى متى سيبقى التنسيق الأمني مع اسرائيل؟ وسؤال أساسي لا بد من طرحه على الذات هل كان خيار التسوية بما قام على أساسه (اتفاقيات اوسلو) صحيحا؟

وهل العلاقة مع النظام السياسي العربي، صحيحة؟ ألا تشعر القيادة ان أهل النظام العربي خذلوا القضية والشعب طيلة العقود الماضية، ليس هذا فحسب بل انهم تطاولوا على القيادة والمصالح الوطنية ولم يقدموا الحد الادنى المطلوب منهم؟ وهل المطلوب من القيادة البقاء في دائرة المجاملة للانظمة العربية؟ ولماذا ؟ وعلى أي أساس؟ وألا يمكن إعادة النظر في العلاقة من موقع الندية واحترام الذات؟ ألا يمكن فرض الرؤية الوطنية وفرض الدعم الذي يستحقه الشعب من الانظمة العربية رغما عنها كما كان في زمن الثورة والكفاح المسلح حين كانت الثوة تملي ولا يملى عليها؟ ومتى يمكن للعرب ان يستخدموا الاوراق المتوفرة بيدهم للضغط على اسرائيل وأميركا وأوروبا للتراجع عن منطقه البائس الممتهن للعرب عموما والفلسطينيين ومصالحهم الوطنية والقومية؟

في مناسبة انطلاقة الثورة المعاصرة وحركة فتح القيادة مطالبة بفتح ابواب الحوار الداخلي والوطني العام لمراجعة كل الاليات والسياسات المتبعة في النطاق التنظيمي والوطني. تغنوا بالانجازات ولكن الأهم ان تطرح القيادة اسئلة التحدي لتبقى قادرة على الامساك بزمام الامور وإخراج الذات من حالة الارباك والخشية. لم يعد هناك ما تخشاه القيادة والارض والمصالح الوطنية تتآكل وتلتهم يوما تلو الآخر وهي تراوح في ذات المكان. آن أوان الخروج من شرنقة الازمة والانطلاق نحو آفاق جديدة ونوعية.

فتح ضرورة وطنية

بقلم: يحيى رباح عن جريدة الحياة

نحن الآن، في أجواء الذكرى السابعة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، على يد حركة فتح، وتحت لواء قوات العاصفة وهو الحدث الأكبر الذي شكل انقلابا كبيرا في المنطقة وفي حياة الشعب الفلسطيني، الذي استفاق من صدمة النكبة

التي حلت به في عام 48، ليجد نفسه ولم يبق له شيء على الإطلاق، وأنه تمت تصفيته سياسيا كما لو أنه مجرد مشروع فاشل !!! ووجد نفسه ممزقا في أوضاع جيوسياسية وقانونية وحياتية شديدة التباعد والتناقض والتعقيد.

ووجد هذا الشعب الفلسطيني الجميع يتحدثون باسمه ويتحدثون عنه، مرة في شكل قميص عثمان، ومرة بصفته المذنب الوحيد، ومرة بصفته حالة إنسانية جديدة وشاذة اسمها اللاجئون الفلسطينيون ومخيماتهم الفلسطينية، الجميع يتحدثون نيابة عنه، يتحدثون باسمه إلا هو الممنوع من التعبير عن نفسه، فكان أن أطلق حركته الوطنية في وسط الخمسينيات، تحت سقف الممكن، لتصنع دورا للشعب الفلسطيني وسط هذه الحالة العجيبة البائسة، وكان لهذه الحركة الوطنية الفلسطينية إنجازها الكبير الذي سمي باسمها وهو إسقاط مشروع الإسكان والتوطين للاجئين الفلسطينيين في صحراء سيناء باتجاه الجنوب، وفي دلتا الفرات في أقصى الشمال السوري !!! وكان ذلك الإنجاز للحركة الوطنية الفلسطينية مطلع عام 55 بداية تحول في التوجه السياسي للمنطقة بأسرها، وكانت تكوينات فتح الأولى في العديد من الأقطار العربية جزءا عضويا مهما جدا في صناعة ذلك الإنجاز، ولكن تكوينات فتح الأولى كانت عينها على شيء أكبر من ذلك، فقد اكتشفت في وقت مبكر أن الشعب الفلسطيني في كفاحه السياسي لقيامة كيانه من جديد، لا يمكن أن يستمر ويحقق إنجازا حقيقيا إذا بقيت حركته الوطنية امتدادا أو فروعا لأحزاب رئيسية في الساحة العربية مثل القوميين والبعثيين والناصريين وحزب التحرير والشيوعيين والإخوان المسلمين، فظهرت هذه الفكرة نفسها منذ البداية في شكل حركة وطنية فلسطينية، أكبر من مجرد فصيل، وأكبر من مجرد فرع لحزب، بل تكوين سياسي وطني من ألفه إلى يائه، شكله المؤسسون الأوائل الذين لديهم خلفيات عميقة لكل تلك الأيديولوجيات، وكان معظمهم ناشطين مميزين في كل تلك الأحزاب بدون استثناء، احتشدوا واتخذوا قرارا في غاية الصعوبة بتشكيل وإعلان حركة وطنية فلسطينية لها عمق عربي وإسلامي وليبرالي، ولكنها تدور حول محور أصلي وحيد وهو إعادة إحياء الكيانية الفلسطينية بكل أبعادها السياسية والقانونية والثقافية والاجتماعية، ألا وهي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، التي رأيناها منذ الإعلان عن نفسها في عام 1958، من خلال منبرها الإعلامي الخاص بها الذي يحمل اسم مجلة فلسطيننا، وصولا إلى إطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في مطلع عام 1965، ثم قيادة منظمة التحرير إلى دور الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في عام 1974، صعودا إلى إعلان الاستقلال عام 1988، وصعودا إلى تأسيس أول سلطة وطنية فلسطينية فوق الأرض الفلسطينية عام 1994 .

خلال هذه المسيرة منذ الإعلان عن ميلاد فتح قبل أربع وخمسين سنة، وانطلاقة الثورة قبل سبع وأربعين سنة، فإن حركة فتح التي حافظت على نسقها أكبر من مجرد فصيل أو حزب، وأقرب في تكوينها إلى الجهة الوطنية، لكي لا تتفتت تحت مطارق الأعداء والخصوم، قدمت للشعب الفلسطيني، وللأمة العربية، نماذج من الإبداع النضالي، والسياسي، والعسكري، والتنظيمي، ساهمت بشكل مفصلي في تصور الشعب الفلسطيني إلى ميدان المشاركة الندية المتساوية.

تولته من طور اللاجئين إلى طور المناضلين، من انتظار الربيع العربي إلى صنع الربيع العربي، من الاستسلام للحد الأدنى إلى الخروج للحد الأقصى، من انزواء الذات الفلسطينية تحت عباءة التبعية طلبا للحماية، إلى فرض الأمن الذاتي عبر المجازفة المحسوبة بالذهاب إلى أقصى حالات الخطر .

ربما بعض أجيالنا لا يعرفون اليوم معنى أن تعلن حركة فتح الكفاح المسلح في منطقة تعتبره جريمة كبرى تعاقب عليها كل القوانين وخاصة في مطلع عام 1965، وربما لا تعرف أجيالنا اليوم معنى أن تجدد حركة فتح انطلاقة الثورة المسلحة بعد قرابة شهرين على هزيمة الخامس من حزيران عام 1967، حين كان الجنرال ديان ينتظر على التلفون، فردت حركة فتح بخوض معركة الكرامة ضد أرتال الجيش الإسرائيلي المدرع، والمدعم بقطع مدفعية ثقيلة والطائرات الحربية، بعد قرابة تسعة شهور فقط على هزيمة الخامس من حزيران الساحقة، بقرار غير عادي، قرار ضد ما اتفق عليه من قوانين حرب العصابات، وضد ما كان سائدا في المنطقة من نعي جماعي للذات وضد توقعات إسرائيل الفائزة في تلك الحرب بأراض جديدة تزيد عن مساحتها التي كانت فيها عشر مرات.

وربما لا تعرف أجيالنا أن فتح هي فعليا صاحبة نظرية حرب الاستنزاف العربية، وهي نواتها الأولى، وأن الجيش المصري الباسل في عهد جمال عبد الناصر وأنور السادات، وهو يستعد للرد الكبير على الهزيمة، اعتمد هذه النظرية الفتحوية، واستفاد من جميع تطبيقاتها الميدانية على امتداد أغوار الأردن وجنوب لبنان وجنوب سوريا وحتى في سيناء نفسها، وأن حرب الاستنزاف التي بدأتها حركة فتح هي القاعدة الرئيسية التي انطلق منها الانتصار العربي الخارق في تشرين الأول عام 1973 .

على الصعيد الفلسطيني: فإن حركة فتح عندما قادت منظمة التحرير في عام 1969، وأصبح ياسر عرفات رئيسا للمنظمة، فإن حركة فتح قدمت نموذجا خارقا، حين أعطت للمنظمة كل شيء من أجل تقويتها وتصليبها وفرضها رقما أساسيا في معادلة الشرق الأوسط لا يمكن القفز عنه، لقد أعطت حركة فتح لمنظمة التحرير كل مكاتبها الدبلوماسية التي كانت موجودة في العالم، وأعطت لمنظمة التحرير كل مؤسساتها الإعلامية وإذاعاتها التي كانت تعمل تحت اسم فتح أو العاصفة، وأصبحت تعمل تحت اسم فلسطين، وأعطت لمنظمة التحرير قواتها العسكرية، قوات العاصفة، التي أصبح اسمها جيش التحرير الوطني الفلسطيني، بكل ما استطاعت أن تحصل عليه من كميات متنوعة وهائلة من السلاح .

منذ دخول فتح إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فإنها التزمت بمهمتين في غاية الصعوبة .

المهمة الأولى: تقوية وتصليب الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بحيث لا تتداخل هذه الصفة التمثيلية مع أي أجسام أخرى !!! ويطول بنا المقام لو سردنا بالتفصيل المحاولات التي قامت بها إسرائيل لضرب القوة التمثيلية للمنظمة، ناهيكم عن الممارسات التي قامت بها جهات عربية وإقليمية أخرى .

المهمة الثانية: حماية واحتضان جميع الفصائل الفلسطينية بدون استثناء، وخاصة حين كانت تلك الفصائل تقع ضحية لعلاقاتها مع دول عربية أو إقليمية بعينها، فيتصادف أن تجري خصومات حادة بين هذه الدول، فينعكس ذلك سلبا على هذه الفصائل التي يصبح رأسها مطلوبا !!! ولكن حركة فتح لم تكن تقبل أو تسمح أن تتعرض هذه الفصائل الوطنية للأذى، وكانت حركة فتح بصفتها العمود الفقري للثورة والمنظمة والحركة الوطنية، تفرض عليها مسؤوليتها الكبرى حماية الفصائل، والإعلاء من قيمة الحوار الوطني، واستيعاب الخلافات مهما بلغت، وإعطاء نموذج ساطع للمشاركة في صنع القرار الوطني .

على امتداد هذه العقود، ورغم الهزات العنيفة التي واجهتها حركة فتح في هذا المشوار الطويل، فإن حركة فتح تؤكد في كل لحظة أنها ضرورة وطنية ملحة، وأنها العمود الرئيسي في بيت الكيانية الفلسطينية التي يعتبر انبثاقها الكامل في دولة عاصمتها القدس، هو مشروع الإجماع الوطني، ويمكن أن نتحدث مرات عديدة عن حركة فتح الضرورة الوطنية، من زوايا وأبعاد أخرى ولكن في مقالات ومناسبات لاحقة.

كم اسرائيلاً في اسرائيل؟

بقلم: حسن البطل عن جريدة الايام

عبر "الفيسبوك" تعرف صديقي الى فتاة اسرائيلية، كانت مجندة 2002 وشاركت في احتلال رام الله.. وتريد ان ترى أحوالها الآن. قال لها: ستدخلين رام الله معي.. ولكن، بعد أن أراك في مظاهرة يوم الجمعة في بلعين.. وهكذا كان. هي، على الأرجح، لم تركب سيارات "السرفيس" الداخلية، حيث يقوم الرجال من مقاعدهم الأمامية للنساء.. ولكنها، على الأرجح، لاحظت ان النساء والرجال يمشون مختلطين على أرصفة الشوارع.. حتى في غزة. الحال، ليس هكذا في بعض القدس وبعض بيت شيمش، حيث على النساء ركوب المقاعد الخلفية.. وأحياناً، كما في بيت شيمش، غربي القدس، عليهن السير على رصيف آخر. يعيرنا الاسرائيليون بانقسام غزة عن رام الله. هناك فلسطينان ونظامان وحكومتان.. وشعبان في أراضي السلطة الفلسطينية. أوائل حقبة السلطة زارنا في البيرة رئيس "بيت الكرمة-بيت هافيفن" السيد موطي (مردخاي) وأخبرنا بما لا يفاجؤنا: أتحدث معكم بحرية.. لكن في "بيت يام" لا أجد لغة حوار مع اليهود المتزمتين هناك. قلنا له: قد يصعب علينا دخول نقاش مع بعض المثقفين العرب خارج فلسطين. "الربيع العربي" هو "شتاء إسلامي" لدى بعض الاسرائيليين الذين بدأوا يعانون، ربما، من خريف "اسرائيل الديمقراطية اليهودية". دبيب هذا الخريف يشمل: الجيش الذي كان بوتقة صهر الشتات شعباً اسرائيلياً، منذ فرض الحاخامات كلام الذكرى في يوم إحياء "قتلى حروب اسرائيل". بدلاً من: "يتذكر شعب اسرائيل.." صارت بعض القطع العسكرية تقول: "يتذكر الله..".. الى أن وصل الأمر الى مقاطعة الجنود المتدينين غناء المجندات.. ربما "لأن صوت المرأة عورة" كما يقول بعض غلاة الأصوليين الاسلاميين. بعد الجيش، هناك "المستوطنة" التي كانت البوتقة الثانية قبل إقامة اسرائيل، وبعد احتلال الضفة والقطاع، صارت هناك مستوطنات أصولية وأخرى علمانية، وثالثة للانتجاع. يهرب العلمانيون اليهود من قلب القدس الى المستوطنات والكتل العلمانية في ضواحيها. الانقسام وصل الى البوتقة الأهم، وهي اليهودية. ليس كل الاسرائيليين يهوداً. هناك عرب هناك اسرائيليون روس. هناك اسرائيليون أفارقة.. وهناك يهود متزمتون ينغصون حياة باقي الاسرائيليين. ما هي المشكلة الأساس؟ في العالم يتناقص يهود الشتات، وفي اسرائيل يتزايدون، وأكثر ما يزدادون في طائفة المستوطنين والاصوليين، بما سيجعل اسرائيل ذات غالبية اصولية-قومية-دينية قبل منتصف هذا القرن. شهدت اسرائيل ثلاث حركات شعبية كبيرة، الأولى في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث تحرك الشرقيون "الفهود السود" وتحرك اليمين الصهيوني على أكتافهم وصعد للحكم الثانية. الثانية: صيف هذا العام مع أوسع احتجاج اجتماعي على الأسعار وأسعار المساكن.. و"الرأسمالية الخنزيرية" والثالثة؟ ما تزال في بدايتها، وهي "صراع هوية" لدولة اسرائيل، أو "صراع ثقافي" حيث لا يريد الأصوليون العيش مع العلمانيين، أو حتى المتدينين المعتدلين، ويفرضون قوانينهم في أحيائهم ومدنهم مثل بيت يام، وقسم من مدينة بيت شيمش (حيث هناك مصانع حربية اسرائيلية). اعتادت الصحف الاسرائيلية الحديث عن "اسرائيل-تل أبيبية"، أي نيويورك-اسرائيل، أي اسرائيل العلمانية-الاشكنازية (للعلم هي من عواصم المثلية الجنسية في العالم) ومؤخراً اعتادوا الكلام عن "اسرائيل-المقدسية" المحافظة والمتزمتة.. والآن، عن بيت شيمش الأصولية، حيث تفكر الحكومة جدياً في تقسيم المدينة مدينتين، وحتى في إقامة بلديتين، وربما كما يطرحون إقامة سور بين أحياء المتزمتين وباقي الأحياء التي خرجت تصرخ: "هنا ليس طهران". البنية العلمانية الاسرائيلية تبقى أقوى من البنية العلمانية العربية، لكن في المقابل فإن المتزمتين اليهود أكثر تزمتاً من المتزمتين الاسلامويين. اسرائيل صارت دولة أسوار وأسلاك حتى في حدودها مع مصر، فإذا أقاموا سوراً يفصل اسرائيليي بيت شيمش عن يهود المدينة، فإن اسرائيل تغدو "غيتو" عن محيطها العربي الاسلامي، وربما عن بحرها الدولي.. والآن، قد تعود الى "غيتو" الطائفة اليهودية، ليس في الشتات، لكن في "دولة اسرائيل اليهودية الديمقراطية". منذ همس نتنياهو في أذن الحاخام قدوري في ولايته الأولى:

"اليساريون ينسون معنى أن تكون يهودياً" واسرائيل في مسار تهويد متسارع. هناك ثلاث اسرائيليات: اسرائيل الصهيونية.. اسرائيل الاسرائيلية.. واسرائيل اليهودية!

2011.. عام الاستيطان والإرهاب

بقلم: عبد الناصر النجار عن جريدة الايام

العام 2011 يلفظ أنفاسه الأخيرة، له الكثير... وعليه الكثير أيضاً... له الربيع العربي الذي لم تُقطَف أزهاره بعد، وما زالت كثير من الشعوب العربية تعيش شتاءً قاسياً من جراء أنظمتها الملتصقة بالكراسي، وبأيّ ثمن، حتى لو قُتِل الآلاف... فهذا لا يهم؛ إذا كان ذلك في سبيل بقاء سعادة الحاكم.

... وله رياح الديمقراطية التي هبّت على صناديق الاقتراع، وإنْ كانت النتائج ليست كما يتمنى الكثيرون، ولكن لن تكون هناك ردّة ديكتاتورية تحت أيّ شكل من الأشكال؛ لأن حاجز الخوف تحطّم، وساحات الحرية أصبحت مفتوحةً للجميع.

فلسطينياً، العام 2011 يُسجّل له الحراك الشبابي، الذي بدأ غرسَ البذار.. ولكن كما هو الحال في فلسطين: زراعة بعلية بانتظار أمطار الحراك الشعبي التي لم تهطل... فلم يثمر الزرع، وأصبح الحراك الشبابي في خبر كان أو أضعف كثيراً من الربيع العربي!!.

الحراك الشبابي الفلسطيني لم يسهم كثيراً في ما طرحه من شعارات؛ وهي إنهاء الانقسام والاحتلال... الانقسام ما زال قائماً، ولعلّ لقاءات المصالحة ستتمكّن من تحقيق الحد الأدنى من تطلعات الشعب... ولكن، حتى الآن، ما هو على الأرض مخالف لتصريحات السياسيين.

بالنسبة إلى الاحتلال، فإن العام 2011 عليه الكثير.. فهو عام الاستيطان بلا منازع... وعلى مدى العام الماضي لم تتوقف سلطات الاحتلال عن الإعلان يومياً عن عشرات ومئات وآلاف الوحدات السكنية الاستيطانية المقامة على الأرض الفلسطينية، بحيث لم تعد الضفة الغربية كقطعة "الجبنة السويسرية" فقط، بل تجمعات سكانية فلسطينية متناثرة، لا توجد أية إمكانية لتواصلها الجغرافي!!.

في هذا العام، برز مصطلح "يهودية الدولة" بقوّة.. والهدف منه ليس إلاّ دقّ المسمار الأخير في نعش ما كان يُسمّى مسيرة السلام والمفاوضات، التي لم تحقق، خلال العقدين الأخيرين، إلاّ مزيداً من الإشكاليات، وخلْق الأمر الواقع؛ لأن القبول بهذا المصطلح يعني التأكيد على عدم وجود شعب آخر على هذه الأرض، وهذا تكريس لمفاهيم صهيونية مازالت تعتقد بعدم وجود الشعب الفلسطيني!!.

العام 2011 يُسجَّل عليه الانفلات الاستيطاني، الذي لم يشهد مثيلاً في السابق... فاعتداءات المستوطنين وإرهابهم أصبحت يوميةً، وعلى رؤوس الأشهاد، دون رادع.. وهذه الاعتداءات تعدّت كل الخطوط الحمر، فطالت حتى المواطنين داخل منازلهم، وممتلكاتهم، ولم تَسْلَم منها المساجد، التي أُحرِق العديد منها، خاصة في منطقة نابلس.. وحتى عبارات الاستنكار التي كانت تصدر عن الإطار الرسمي للاحتلال حول هذه الاعتداءات، لم تعد موجودة.. وأصبحت عودة إرهاب الاستيطان، المدعوم بشكل مباشر من الحكومة الإسرائيلية مكشوفة، وبشكل سافر!!.

كما يُسجَّل على العام الذي يلفظ ساعاته الأخيرة، هذا التطرّف الإسرائيلي غير المسبوق، حيث انهار اليسار بشكل شبه كامل.. وأصبحت قوى اليمين المتطرف مسيطرةً على كل مفاصل الحياة في الكيان الإسرائيلي.. ولعلّ مجموعة مشاريع القوانين العنصرية التي قُدِّمَت للكنيست إحدى الأدلّة على هذا التطرف العنصري في إسرائيل.

العام 2011، هو عام الانغلاق الفلسطيني بشكل كامل.. فلا سلام حصدنا.. ولا استيطان أوقفنا.. ولا استحقاق الدولة حققنا.. ونقاتل، ليس على جبهة واحدة، ولكن على مجموعة من الجبهات؛ أولاها، جبهة الاحتلال.. ثم الجبهة الأميركية، حيث أسقط البيت الأبيض القناع عن وجهه، فاتضح أن أوباما أخطر بكثير ممّن سبقوه، وتحت وطأة الضعف الذي يشعر به دفعنا نحن الثمن.. إضافة إلى الجبهات العربية، بطريقة أو بأخرى!!.

إذاً، فحصاد العام 2011، يباس لا غوث فيه.. ولكن؛ يبقى بصيص من الأمل في العام الجديد.. ولعلّ المتغيرات العربية والدولية المتصاعدة، تصبّ في صالحنا هذه المرّة.. كل عام وأنتم بخير.

صدمة جيو استراتيجية للوعي

بقلم: حسين حجازي عن جريدة الايام

تلقينا أخيراً في الأيام الأخيرة من العام الذي كان قدرياً في تاريخ المنطقة وربما العالم، ما يمكن اعتباره أخباراً سارة. وقد كان ذلك بعد اللقاء بين رجلين يجمع بينهما الاستعداد المشترك، ليس فقط للعمل معا بروح الشراكة، بل الأخوة الطيبة في المصير الواحد وإنما التحلي بالشجاعة الروح البروميثيوسية والقيادة. للقفز عن كل الصعاب التي تعترض إرادتهما لصنع الوحدة لشعبهما، المصالحة. فسلاماً لهما هذين الرجلين اللذين من حسن طالعنا أنهما كانا هناك معاً عند اللحظة الحاسمة، الرئيس محمود عباس والأستاذ خالد مشعل.

هل استمعنا لنبرة صوت خالد مشعل، نبرة الصوت التي تشي، تفصح بما هو أكثر من طبقة الصوت نفسها عن مكنونات القلب، عن الدلالة بالشيء. هذا رجل يمارس سياسة كبيرة، يحدث نقلة كبرى بهدوء ولكن بسعة أفق وفكر نير. فهل ألقي بالنرد أخيراً في قصة عدم الرجوع بعد الآن، عن الهدف ؟ وهل يعني بعد الآن، انه لم يعد هناك مجال للشك او الريب في ان المصالحة بين "فتح" و"حماس"، أصبحت حقيقة، وفي أمر اليوم، بحيث يتوجب الكف بعد لقاء يوم 22 كانون الأول في القاهرة عن الثرثرة من لدن هذه الجوقة، التي تردد أصوات التشاؤم. كل من يتحدثون بنبرة التشكيك، لا يريدون المصالحة ان تنجح ويخشون من هذه المصالحة، وكأن لسان حالهم يقول، امسكونا، فهل كان قدرنا الانقسام ؟ او كنا لنجترح المعجزة؟

هذا بفضل الربيع العربي حسناً. هذا بفضل انسداد الطريق في الاتجاهين، المتعاكسين ؟ ممكن ولكن شيئاً ما يجب التأكيد عليه وعدم تجاهله ونسيانه او التقليل منه، الروح الداخلية الباطنية للفلسطينيين، روحنا والوحدوية التي تأبى مواصلة الانقسام، روحنا المستمدة من ضعفنا، كما من وحدتنا، حيث لم تكن مرة أماً رؤوماً ترعى شقاءنا، هي التي عبر عنها محمود درويش يا وحدنا، وأطلقها المسيح صرخة موحشة في البرية "إلهي لماذا تركتني وحدي؟". وقت سيأتي، لكي نعود معاً سوياً الى البيت، تحت سقف واحد. لأن هذا كان قدرنا. وحيث نجد اليوم حركتين كبيرتين تاريخيتين ترمزان لقاطرتين متعاكستين في التاريخ. انه ليس أمامهما من حل لهذا التناقض، التعارض، سوى العناق والصراع معاً، وامتطاء ذات المركبة الواحدة، الحصان نفسه. ليس ثمة خيار يقوم على الكسر، القطع، رغم ان هذا حدث قبل الآن ولكن ليس في حالة مشابهة، لما هو الوضع بين "فتح" و"حماس" في غياب صدمة جيواستراتيجية في الوعي. هزيمة العام 1948 النكبة التي قضت على زعامة المفتي الحاج أمين الحسيني، وهزيمة 1967 التي قضت على زعامة احمد الشقيري. وحيث "فتح" لم تواجه هذه الصدمة لم تفقد قوة اندفاعها التاريخية بعد. او القطع التاريخي الذي يحدث الانزياح.

هل نفهم إذن الآن طبيعة التسوية، روح التسوية، التي توصل إليها الطرفان باعتبارها تعكس هذا القدر الواضح من الملاءمات. التوافقات، التكييفات المتبادلة، على طريقة الائتلافات الانتخابية، والحزبية كما التحالفات، بأكثر منها إحداث تغييرات جذرية في الخطاب. وبهذا المعنى في الواقع يمكن مقاربة ما يبدو انه انقلاب راديكالي في ايدولوجيا "حماس". وهو ليس كذلك سوى في الشكل، إعادة تنسيق الأبعاد، دون الوصول الى إحداث فك الاشتباك، او القطع. دعونا نرَ ان مراجعة صامتة وذكية تحدث على مدى الخطاب الإسلامي السياسي من حزب النهضة في تونس، إلى الإخوان المسلمين في مصر، وحتى السلفيين، وهو تعديل تغيير قد يبدو من زاوية انتقادية كأنه يبالغ في إرسال إشارات رسائل لطمأنة الغرب، أميركا وأوروبا وحتى اسرائيل. فهل نرى الى تعديلات الخطاب الحمساوي ضمن هذا السياق؟ التركيز على المقاومة الشعبية مثالاً، والمرونة السياسية إعطاء الرئيس ابو مازن المجال الكافي للمناورة السياسية. في الواقع هذا تعبير عن قدرة واستعداد سياسي لإحداث التكييفات الصائبة في الوقت الصحيح. قال خالد مشعل كان هذا جزءاً من تقاليدنا الثورية، راجعوا التاريخ، ثورة 1936 كانت مقاومة سلمية شعبية. والانتفاضة الاولى وكذا الثانية الى حد ما ولكننا لا نتخلى عن المقاومة المسلحة ولكن كل شيء في ظروفه. "فتح" حتى في ذروة المفاوضات، لم تسقط الكفاح المسلح من برنامجها.

لعل أفضل وصف نطلقه على العام الأخير، انه كان عام التحولات الكبرى، وعلى عامكم الجديد عام التنين، الباعث على التفاؤل العام الذي يدشن، يؤسس لحقبة، مرحلة الانتثارات الكبرى، في الشرق وفي فلسطين. الشرق الذي يصارع منذ زمن كليوباترا في مصر وزنوبيا في تدمر الشام، ويتوسطهما السيد المسيح عيسى بن مريم، الذي نحتفل هذه الأيام بذكرى ميلاده. فكل عام وانتم بخير. هذه المحاولات المتواصلة لاستقلال الشرق، في مواجهة الغرب، على ضفتي البحر المتوسط. وهي المحاولة التي ستبلغ مع الرسول محمد فقط، إنجاز مشروعها، هدفها العظيم.

بين البوعزيزي والسيد المسيح

هل يجدر بنا في عيد ميلاده ان نلقي بالسلام عليه، يسوع المخلص ابن فلسطين، وقد ولد وصارع في الظروف، تقريباً. حيث ولد في زمن انشقاقات الامبراطورية، وبداية تصدعها، تفشي عوامل اضمحلالها وسقوطها، حين خشي رفاقه، يوليوس قيصر ان يتحول الى طاغية وينحرف عن تقاليد الجمهورية، لتبدأ أولى الحروب الداخلية، في محاولة الجزء الشرقي الاستقلال عن الامبراطورية، الجزء الغربي. وسوف يعكس انقسام الكنيسة اللاحق، هذا الصراع. وكانت ثورة المسيح عن انحراف آخر في الدين، اكتناز المال، الذي ركله بقدمه في المعبد، ليكون الصلب لأنه اراد ان يطهر النفس الإنسانية من داخلها، وقد فشل قيصر في تغيير الظروف الانسانية من الخارج. وهكذا كان إحراق محمد بوعزيزي لنفسه، بمثابة الدعوة الى التخلص من الخطيئة، على غرار المسيح. وكلا الحدثين غير وجه التاريخ والعالم.

هل نقول ان روحاً جديدة تحلق في سماء العالم والمنطقة وهي فقط التي تحت تأثيرها ليس في الإدراك العقلي الخالص وانما في العقل الباطن تدفع الآن الى حدوث المعجزات الصدمة الجيو استراتيجية للوعي، لا في فلسطين فقط وانما على المستوى العالمي.

القدس ما بعد «الضوء الأحمر» خدمة مدنية....... مخدرات.....لجان إصلاح وعشائر..؟؟

بقلم:راسم عبيدات عن جريدة القدس

ليس بخاف على أحد حجم الضغوط والمضايقات التي يتعرض لها أهلنا في القدس،حيث أن الاحتلال يسعى لتدمير الإنسان الفلسطيني، وسلخه عن واقعه وتفريغه من محتواه وأية مضامين وطنية،ناهيك عن تحويله إلى كتلة من الحطام البشري،الذي يشكل عبئاً على أسرته وعائلته ومجتمعه،وهو لا يترك أي فرصة او وسيلة الا ويستخدمها تجاه تنفيذ مخططاته في هذا الجانب،مستغلاً حالة الفراغ السياسي وتراجع وانكفاء الحركة الوطنية بفعل شدة الهجمة الاحتلالية عليها،ووجود قرار عند بعض الجهات النافذة فلسطينياً بإضعافها وتبهيت دورها.

ونتيجة لوجود الفراغ السياسي وضعف وترهل الحركة الوطنية وعدم وجود عنوان ومرجعية مقدسية موحدة شعبية قادرة على الإحاطة بالوضع والهم المقدسي ومبادرة ومبدعة.

كل هذا دفع بالخفافيش والطحالب لكي تظهر وتنمو وتتسلق وتتفرعن، وتحاول ان تحل محل الحركة الوطنية وتطرح نفسها كعنوان وبديل، بل ويتمادى البعض الى ما هو ابعد وليتجاوز كل الخطوط الحمراء، ويكشف عن نفسه بكل سفور ووقاحة، ويطرح مشاريع وأفكارا على درجة عالية من الخطورة، من طراز ان المقدسيين يريدون بقاء الاحتلال، أو دعوة الشباب المقدسي للخدمة في شرطة الاحتلال (الخدمة المدنية)، وتصوير الأمر على انه خدمة للقدس وسكانها، مستغلين بذلك بعض الشباب والاهالي غير الواعين، أو الذين يعانون من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبه، ويقومون بطرح مشاريعهم وأفكارهم عليهم، والعراب في هذه القضية هم من رجال عشائر الذين لهم ارتباطاتهم وعلاقاتهم مع الاحتلال.

ويقول ويزعم عراب هذا المشروع الخطير «ن. خ» (31 ) عاما من قرية برطعة بأنه نجح في تجنيد (150 ) شابا وفتاة مقدسية للخدمة المدنية، وخطورة المسألة ليست هنا فقط إذا ما كان صحة في حديثه،بل القول بأن الكثير من رجال الأعمال العرب المقدسيين يدعمون مشروعه،وهنا يجب علينا أن نكون حذرين فهؤلاء الأشخاص والمرسوم لهم دور في إطار سياسة الاحتلال ومشاريعها لتهويد واسرلة المدينة،يبثون الإشاعات والأكاذيب ويضخمون الأمور من أجل إظهار الواقع على غير حقيقته،فهذه معركة تستهدف السيطرة على العقل الفلسطيني، وبالتالي قد يكون هناك بعض رجال الأعمال المرتبطة مصالحهم بوجود الاحتلال او من الذين يستثمرون في إسرائيل او المستوطنات كما قال وذكر عيسى سميرات في رسالته للماجستير يناصرون ويدعمون هذه الفكرة، فمصالحهم ومصالح المنظرين لفكرة التجنيد للخدمة المدنية ملتقية بالحفاظ على مصالحهم وخدمة الاحتلال.

ومن هنا يتوجب على الحركة الوطنية بمختلف تلاوينها السياسية ومعها مؤسسات المجتمع المدني والأهلي المقدسي،أن تأخذ دورها في هذا الجانب، وتتصدى لمثل هذه الظواهر الخطيرة التي تمس بوطنية وانتماء شباب شعبنا، فلا يعقل أن يصبح أبناء مدينتنا أداة ورأس حربة للاحتلال، يستغلهم لخدمة أهدافه ومشاريعه في المدينة.

وهنا يتوجب علينا كمقدسيين القيام بعمليات التوعية والتحريض وحتى فرض المقاطعة على كل من يمارس او يشارك او يدعو لمثل هذه الأفكار ويروج لها.

والهجمة على الشباب المقدسي ليست مقتصرة على هذا الجانب، فالاحتلال ينقل تجاربه ونجاحاته التي حققها في المدن الفلسطينية (المختلطة) في الداخل (اللد والرمله وعكا ويافا) الى مدينة القدس،من حيث نشر الأمراض والافات الاجتماعية من مخدرات ومشاكل اجتماعية في أوساط الشباب تحديدا والمجتمع الفلسطيني عموماً، حيث أضحت تلك المدن بؤر ومراكز بيع وتوزيع للمخدرات، وما تركه ذلك من نتائج وخيمة على شعبنا هناك،من تدمير وضياع للشباب، بل أصبحت هناك "مافيات" تتحكم بمصير تلك المدن، وما تبع ذلك من خلق لنزاعات وخلافات عائلية وعشائرية وعمليات قتل وثأر.

وما حدث في بعض مناطق الداخل الفلسطيني جرى نقله للقدس، حيث أصبحت المخدرات منتشرة في القدس بكل تجمعاتها وزقاقها وحواريها وشوارعها، فالشباب الفلسطيني محبط ويعاني من ضغوط اقتصادية واجتماعية ونفسية كبيرة جداً،

والمؤسسات التي تعنى بالشباب محدودة،والبرامج الموضوعة لا تفي بالغرض،والمعطيات التي تنقلها المؤسسات العاملة في حقل الوقاية من آفة المخدرات تشير إلى وجود رقم مرعب عن عدد المتعاطين والمدمنين في مدينة القدس، فهي تتحدث عن (12- 15 ) ألف مدمن ومتعاطي في محافظة القدس،منهم على الأقل 1500- 2300 متعاطي ومدمن حشيش وكحول تعاطوا لمرة واحدة خلال السنوات الثلاثة الماضية من الفئة العمرية 12- 25 سنة.

وبرامج التوعية والوقاية من هذه الآفة محدودة وهي لا تصل الى 1000 طالب وشاب سنويا حسب ما ذكره تقرير مركز البلدة القديمة للإرشاد- طاقم الكاريتاس- ولا تنفذ أية برامج وقائية في الأندية والمؤسسات الشبابية والنسوية والاجتماعية.

وليس هذا فحسب فالتمويل لمثل هذه البرامج محدود، والمسألة هنا بحاجة إلى جهد جماعي وبقيادة لجان مهنية ومختصة في هذا الجانب، ومن الضروري استغلال وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والتعليمية في عمليات التوعية،مثل صفحات التواصل الاجتماعي ،الراديو والتلفزيون، بث مقاطع حول مخاطر المخدرات وطرق الوقاية منها،وإذا ما تضافرت الجهود وتوحدت الطاقات فنحن أمام وضع كارثي في المدينة يتصاعد ويتفاقم،وبما ينذر بتدمير شامل للنسيج المجتمعي المقدسي،ونحن لسنا نقف عند الخطوط الحمراء،بل ما بعد ذلك،والتجاوز لتلك الخطوط،لن يقف وينتهي عند تلك الحدود،فحالة الضعف والإنهاك والفراغ التي يعاني منها المجتمع المقدسي،فصائل واحزاب ومؤسسات وغيرها،بدعم مباشر من الاحتلال فتح المجال والباب على مصرعيه،للبعض لكي يجاهر ويتباهى بالخروج عن الثوابت والخطوط الحمراء،حيث جرى تشكيل لجان إصلاح عشائري مرتبطة بشرطة الاحتلال،يناط بها التدخل في قضايا الخلافات والمشاكل الاجتماعية،وهذا يجعل الوضع الاجتماعي المقدسي أمام خطر داهم،وعرضه للاختراق من قبل الاحتلال وأجهزته المختلفة،تنفذ منها وتعمل على تخريب المبنى الاجتماعي المقدسي،وتبقيه في حالة من الصراع الدائم،وتحرف الصراع عن جهته واتجاه،فبدلا من أن يتفرغ الشباب لمواجهة الاحتلال ومقاومته توظف طاقاته وإمكانياته في الاحتراب والاقتتال العشائري والجهوي.

نحن في القدس ما بعد الضوء الأحمر،والخطر جد داهم،والاحتلال يجهز على المدينة بشرا وحجرا وشجرا،والمطلوب خطوات جدية وعملية على الأرض لدعم صمود وبقاء المقدسيين في وعلى أرضهم،مطلوب خطوات وبرامج تتجاوز الشعارات والتنظيرات و"الهوبرات" الإعلامية والل