اقلام واراء
ملف رقم (16 )
الإنقسام الأسود في الوطن الأبيض معا بهاء رحال
15 آذار.. يوم الشباب فلسطين برس هاني عوكل
لقد ولى زمن السكوت: لن تبقى سورية مملكة الصمت القدس العربي رياض الترك
قراءة في الموقف الإسرائيلي من الثورة المصرية عرب 48 ماجد عزام
مفاعل ديمونا والزلزال القادم عرب 48 زكريا محمد
الشمس لاتغطى بغربال وحياة المواطنين أقدس من تجارة الدم معا النائب د.ابوبكر
الإنقسام الأسود في الوطن الأبيض
معا
الكاتب: بهاء رحال
الإنقسام الحدث الأسود المستمر في تاريخ الشعب الفلسطينين منذ أن سيطرت حماس على الحكم في غزة بقوة السلاح حين إنقلبت ميليشياتها العسكرية على السلطة الشرعية وأطاحت بها في مشهد جنوني فاجئ العالم وفاجئنا نحن الفلسطينيين الذين لم نكن يوماً نتوقع أن يحدث ما جرى خاصة وقد شهدت الثورة الفلسطينية الكثير من المنعطفات التي شهدت خلافات حادة وجادة وصارخة لكنها لم تصل لمستوى الجنون الكافر ، و كانت كل الفصائل الفلسطينية مؤمنة ايماناً عميقاً بحرمة الدم الفلسطيني وعدم الاقتراب منه تحت أي ظرف من الظروف ، وكانوا يسيرون على هدي الشهيد الراحل الذي صنع ديمقراطية غابة البنادق وفلفسفة الخلاف الذي يخدم القضية .
الانقسام الحدث المزلزل الذي أصاب كل فلسطيني وفلسطينية في نفسه وقلبة وعقله وهدد ولا يزال يهدد كيانه ومستقبل تطلعاته طالما ظل الانقسام قائماً ، وقد شكل هذا الانقسام إنعطافة خطيرة خدشت النسيج الاجتماعي والوطني وقد شكل حالة منفرده لم يعرفها الشعب الفلسطيني من قبل ، والقى بظلاله على معظم نواحى الحالة الفلسطينية وكأنه كابوس طويل الأمد زوراً ورجساً لا تاريخ انتهاء له .
الانقسام ليس شكلاً من أشكال النضال ، ولا عملاً بطولياً صوب المنتهى ، ولا نهاية الطريق الى القدس والعودة والاستقلال الوطني ، ولا يخدم بناء الوطن المسبي وتطهيره من الدنس ، ولن يكون لهذا الانقسام وجهاً مشرقاً مهما تبدلت المعاني ومهما تجملت الصور ، ولن يحتزل إلا في صورة واحده هي صورة الإنكسار أمام الذات والآخرين الذين يتفقون معك أو يختلفون في الشكل والمسميات .
الانقسام لا كرامة له واستمراره لا يعني لنا كفلسطينيين إلا الضياع والغربة والإنكسار والثأر لأسطورتهم المنهارة في زمن إنكسارهم الطويل على حدود غزة الجريحة والذبيحة بين مطرقة الانقسام ومطرقة الإحتلال الجاثم على صدرها الأبيض ، فالانقسام والاحتلال والوجوه الغربية والذئاب في شوارع القطاع وحكامها الجدد الطارئين في الزمن الفلسطينيي المنكسر والمنهار أمام أسطورة قداسة الجهاد المزيف وحقيقة التسوية المنهارة .
العديد من الدعوات التي خرجت تدعوا لانهاء الانقسام ، من كل الجهات والفئات ، أحزاب وتنظيمات وفصائل ، سياسين واقتصاديين وأكاديميين وتكنوقراط ، ليبراليين واشتراكيين ورجال دين وفقهاء ، فنانين ومثقفين ومبدعين وكتّاب ، دعوات خرجت من كل الفئات والجهات والاتجاهات في المجتمع الفلسطيني منها من كان صادقاً ونابعاً من الحرص الوطني على الوطن والحلم والقضية ومنها من كان يجاهر بمبادراته من أجل التسويق لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة ، فأما من صدقت نواياه فقد ذهبت مبادراته في مهب الريح حتى الآن ولم يتحقق الوعد ، وأما من تقوقع في حزبيته الضيقه فلا زال يقسم الوطن الى شطرين ويحاول أن يغذي الانقسام والفرقة ببعض الدسائس من هنا وهناك وبشتى السبل ، ولا يتوانى عن تكريس الانقسام كحقيقة لا يمكن تجاوزها ويفرض رؤيته بين الحين والآخر ولا يتوانا عن ايجاد الاعذار التي يتعذر بها للهروب من كل الاستحقاقات وللهروب من صندوق الاقتراع والديمقراطية يظهر بزي المقاتل الذي لا يؤمن بالديمقراطية حتى ينتصر وحتى يفرض بقوة سطوته كل ما يريد ولا يعترف بأي شرعيه سوى شرعية الانقلاب .
لا زالت صورة الانقسام تلقي بظلالها على مجمل الحالة الفلسطينية ولا زالت عقبات المصالحه وشروط واشتراطات التصالح تعترض طريق الوحدة الوطنية ، ولا زال المشهد الفلسطيني على نفس الصورة التي تسود منذ أعوام ، صورة الانقسام والاختلاف والشروط رغم كل الدعوات التي خرجت في الآونة الأخيرة ورغم عمليات التقليد التي تقوم بها المجموعات الفلسطينية على الفيس بوك لأحداث ثورة الوحدة الوطنية في فلسطين ، إلا أن هذه الدعوات حتى الآن لم يستمع اليها أي من أطراف الخلاف ولم تجد طريق النجاح لأن هذه الدعوات في معظمها دعوات حزبية لها أجندتها الخاصة وأهدافها الحزبية وليست دعوات شعبية باجندة وطنية وحدوية .
حتى الان لا زال الوضع الفلسطيني على حالة ولا زالت المصالحة والوحدة الوطنية أمنية بعيدة المنال في واقع سياسي معقد تشهده الساحة الفلسطينية بما تتأثر به سلباً أو إيجاباً مما يحدث في المنطقة من ثورات شعبية وتغيرات ، وحتى الآن لا تزال صورة الانقسام وحدها هي التي تسيطر على كامل المشهد الفلسطيني رغم كل دعوات المصالحة والوحدة الوطنية والتصالح لإعادة لحمة الوطن وانهاء الانقسام الذي يشوه وجه القضية .
15 آذار.. يوم الشباب
فلسطين برس
بقلم: هاني عوكل
يواجه العالم العربي في أيامنا هذه، حرب استقلال داخلية ضد أنظمته التي ظلت لعقود طويلة، المسيطر والمحتكر والمصادر الأساسي لإرادة الشعب في تقرير المصير، ولعل هذه الثورات الحاصلة الآن في عدد من الدول العربية، تسجل نماذج قابلة للاستنساخ في دول أخرى تحاصرها ديكتاتورية الزعامة الفردية وقبضة القوى الأمنية.
في مصر وتونس سقطت معادلة الرئيس المطلق، وسقطت معها قبضة القوى الأمنية، التي شكلت طوال ثلاثة عقود مضت، الهاجس المخيف لكل مواطن يطمح بالتعبير عن رأيه والأخذ في وجهات نظره، وفي ليبيا أيضاً لم يعد الثوريون وعموم الشعب، قادرين على التعايش مع زعامة كاذبة تصادر حرياتهم وأموالهم.
الآن في تونس ومصر نسمع عن رئيس مؤقت وعن حكومة جديدة، وعن محاولات ومساعٍ حثيثة لإسقاط رؤوس الفساد، بما في ذلك إزالة الأجهزة التي ارتبط اسمها بقتل وترويع المواطنين، حتى أن الأحزاب الحاكمة والمرتبطة برأس النظام مهددة بالإزالة والتفكيك.
أكثر شيء كنا أحوج إليه منذ الصحوة وبداية الثورات، هو تحرك فلسطيني داخلي ينهي مهزلة الانقسام ولا يطالب في ذات الوقت برأس الفصائل المتخاصمة، بقدر ما أن يخلق هذا التحرك حراكاً سياسياً يؤدي إلى رسم الخارطة السياسية الفلسطينية على أساس توافقي وطني.
هناك دول عربية هي إما حصلت فيها ثورات أدت إلى الإطاحة بأنظمتها، أو دول تسعى أنظمتها إلى التصالح مع الشعب والمعارضة من أجل استيعاب الاحتجاجات عبر تقديم المزيد من الإصلاحات، فضلاً عن دول تضخ المليارات من موازناتها وصناديقها السيادية، لتهدئة أي تحركات احتجاجية.
العراق الذي يخضع للاحتلال الأميركي حالياً، تأثر هو الآخر بالثورة الشعبية في تونس ومصر، والاحتجاجات في هذا البلد تأخذ الطابع الإصلاحي، بما يضمن رحيل الاحتلال وتغيير الدستور، مع وضع حد للفساد الشمولي في الدولة، والتوجه بإصلاحات حقيقية ملموسة.
ربما هناك حقيقة مهمة يجب أخذها في عين الاعتبار عند الحديث عن الثورات الحاصلة في الدول العربية، وهي أن الشعوب تقر بالتعايش السلمي بين كافة الطوائف والأديان السماوية، ويبدو أن الأنظمة الحاكمة وأذرعها من الأجهزة المختلفة، هي التي تخلق التمايز الطائفي بحثاً عن مصالحها الخاصة.
أيضاً هناك حقيقة تتصل بغياب الأحزاب التقليدية، التي لم تعد قادرة على تحريك وتثوير الشعوب، سواء بإطارها اليساري والوسطي أو حتى في اتجاهاتها اليمينية، فهي ركبت موجة التظاهر الشعبي، وبدأت تتفاعل في خضم رؤيتها لانتصار الثورات الشعبية، وبالتالي تقاسم الكعكة السياسية.
نعود إلى الوضع الداخلي الفلسطيني، إذ يمكن القول إن هذا الوضع كان بحاجة إلى حركة شعبية تستهدف إسقاط الانقسام، خصوصاً وأن الفلسطينيين قابعين تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأن انقسامهم يكشف عورة الفصائل صاحبة الانقسام، التي تتحدث ليل نهار عن المقاومة ومقارعة الاحتلال.
أي هذا الذي نسميه مقاومة وهناك انقسام لا يعطي مؤشراً حقيقياً على مقاومة الاحتلال، وإنما يعطي أكثر، فصلاً جغرافياً يقدم تجربة للحكم المنفرد، وأي حديث عن تحركات فصائلية تستهدف إعادة اللحمة الوطنية، ونحن لم نلمس سوى تكريساً للانقسام نفسه.
في خضم الثورات المتلاحقة، نلاحظ تغييراً في أنظمة الحكم الفلسطينية، على أساس تأكيد شرعية الانقسام، وفي نفس الوقت تأكيد 'التغيير والإصلاح'، دون أن يراعي ذلك إرادة الشعب في التصدي لكل أشكال الانقسام وخلق نموذج وطني يقوم على أساس انتخابات نزيهة أو شراكة حكم بالمحاصصة.
في قطاع غزة، جرى تعديل في حكومة إسماعيل هنية عبر تغيير وزاري استهدف وجوهاً جديدة، ونالت الحكومة ثقة المجلس التشريعي 'الحمساوي'، وأما في الضفة الغربية فقد أعطى الرئيس عباس مهلة أسبوعين لرئيس الوزراء الدكتور فياض، من أجل الإتيان بحكومة تلبي أكبر تمثيلاً لفصائل العمل الوطني.
مثل هذه التغييرات لا ضرورة لها وغير مناسبة في الوقت الحالي، ذلك أن من يؤمن بضرورة إنهاء الانقسام، إنما عليه أن يقف مع الشعب ويدفع بقوة تجاه كل ما يضمن إزالة هذا الانقسام، وأما تجديد الحكومات الحالية فهو ليس أكثر من ذر للرماد في العيون.
الخطوة التي سيقوم بها شباب فلسطين في المدن الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام، هي أكثر من مهمة وبحاجة إلى دعم جماهيري واسع من كل طبقات المجتمع الفلسطيني، فضلاً عن الفصائل الناشطة في العمل الأهلي ومؤسسات المجتمع المدني بكل أشكالها.
هذه الخطوة مهمة، لأن مطالبها مشروعة، ثم إن شعبنا صبر على فاجعة الانقسام لأكثر من ثلاث سنوات، ولا يرضى على نفسه أن يبقى في ظل رحمة هذا الوضع الصعب، خصوصاً مع التوجهات الصادرة من دول لاتينية وأوروبية أيضاً، لرفع مستوى التعامل مع الفلسطينيين والاعتراف بدولة مستقلة.
في هذا الإطار، من المهم أن تتلاحم ثلاثية (الشعب، الفصائل، مؤسسات المجتمع المدني) لإطلاق تظاهرات قوية وحاشدة تطالب بإنهاء الانقسام، مع تأكيد ووضوح المطالب الشعبية الهادفة وعدم الالتفاف على هذه المطالب بأي نوع من أنواع الحوار الذي لا يضمن في الأساس إنهاء الانقسام.
مع الأخذ بعين الاعتبار، أن من يقود الاحتجاجات هم شباب مستقل لا ينتمي لفصائل العمل الوطني، وأن من نادى بهذه الاحتجاجات هم الشباب، وبالتالي لا يمكن المزاحمة على النشاط الشبابي المرموق، ويبقى على الفصائل والمؤسسات الأخرى تقديم الدعم لهؤلاء، لا أن تستغل هذه التحركات من أجل مصالح معينة.
إن من أكبر الرهانات على نجاح التظاهرات الشبابية الشعبية التي ستنطلق في الخامس عشر من الشهر الجاري، هو الموقف الذي ستتحرك عليه الفصائل صاحبة الانقسام، فإذا أعاقت حركة التظاهرات فهذا يعني أنها مع الانقسام، وإذا وقفت إلى جانب مطالب الشعب ويسرت من حركته، فإنها بهذا تقصر طريق الانقسام.
وفي كل الأحوال، فإن الوعي الشعبي أكبر من أن يخرج في تظاهرات غير سلمية، ولذلك لا يجوز بأي شكل من الأشكال قمع أي تظاهرة شعبية تتمسك بمطالب شرعية، فهذا الذي يقف في طريق إرادة الشعب ولا يحترم رأيه، لا يستحق أن يكون فصيلاً يتغنى بحكم هو في الأساس باطل.
هل ستشهد الفصائل المتخاصمة وعياً يرتقي إلى مستوى التفكير في إدارة المرحلة المقبلة، وبالتالي التقدم بخطوات استباقية ملموسة من أجل المصالحة، استجابة لدعوات الشباب بإطلاق مظاهرات واسعة في الخامس عشر من آذار، أم أن الجواب من عند الشباب؟؟
لقد ولى زمن السكوت: لن تبقى سورية مملكة الصمت
رياض الترك
القدس العربي
في سورية اليوم طيف اسمه الحرية يهيمن على كل أرجاء الوطن، ورياح التغيير التي هبت في الاشهر الثلاثة الأخيرة على كل العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، لا يمكن لها في النهاية إلا أن تطرق باب السجن السوري الكبير. فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة، والتاريخ لن يتوقف عند أعتاب دولتنا العتيدة.
لقد سقط حاجز الخوف، الذي جثم على كاهل الشعوب العربية لعقود طويلة، وانطوى معه نصف قرن طويل ومديد من الانقلابات العسكرية وتسلط الجيش على السياسة، ومصادرة الحريات العامة، وممارسة الوصاية على الناس، تارة باسم التقدم والاشتراكية، وتارة باسم الدين، وتارة أخرى باسم الاستقرار ومحاربة التطرف الإسلامي.
التغيير آت لا محالة، وسورية لم ولن تكون أبداً الاستثناء. أما التخويف من الفوضى والحرب الأهلية، والتخويف من وصول الإسلاميين إلى الحكم، والتخويف من أن شعبنا غير مؤهل بعد لممارسة تجربته الديمقراطية، فهذه كلها ادعاءات لن تجدي نفعاً عندما تدق ساعة الحقيقة ويستعيد الناس زمام المبادرة. إن الشعب السوري بلغ سن الرشد، وعلى سلطته أن تعي ذلك قبل فوات الأوان. فالمطلوب اليوم ليس خطوات تجميلية على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، بقدر ما أن المطلوب خطوات جدية وواضحة المعالم لنقل سورية بشكل سلمي من الاستبداد إلى الديمقراطية.
خطوات قلناها وكررناها مراراً، مثل الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإلغاء حالة الطوارئ، وشرعنة التعددية الحزبية، وترسيخ مبدأ فصل السلطات، واستقلالية القضاء، وطي صفحة الحزب القائد، وتحقيق المساواة بين المواطنين، من دون أي إقصاء أو تمييز. فبمثل هذه الخطوات، لا بالمزيد من القمع وكم الأفواه ومسرحيات التأييد الجوفاء، يمكن للسلطة السورية، إن هي أرادت ووعت، أن تستبق التغيير وتتحضر له.
لقد غيّر الخوف من وجهته، وانتقل من طرف الشعب إلى طرف السلطة. أما من يحذّر من القلاقل والفوضى، ويهوّل بتفكك الدولة وتفسخ النسيج الوطني، ويجهد للمحافظة على هذا الاستقرار الاستبدادي الكاذب بأي ثمن، فإننا نذكّره بأن الشعب السوري منذ بداية تاريخه الحديث، استطاع أن يتجاوز، بوحدة أبنائه ونضالهم المشترك، الانقسامات المذهبية والدويلات المصطنعة التي فرضها عليه المستعمر الفرنسي، وتمكن في النهاية من أن ينال استقلاله الكامل بضريبة الدم التي دفعها من خيرة أبنائه، لا بل أن هذا الشعب تمكن بوعيه وحكمته أن يبعد مخاطر الحرب الأهلية التي كاد يجره إليها عنف السلطة وتهور بعض الجماعات الإسلامية المسلحة.
لقد قالوا بالاشتراكية فجلبوا الجوع والفقر. ووعدونا بتحرير فلسطين، فأتوا بالذل والهوان. وتغنوا بالحرية والعدالة، فشيدوا السجون والمعتقلات. واليوم، إذا كان تفشي الظلم والعوز والفساد ووطأة الاستبداد لا تستثني أحداً من أبناء الشعب السوري، على تعدد مشاربهم وانتماءاتهم، فإن هذا الشعب قادر وعازم على استعادة حريته المسلوبة، وصون وحدته الوطنية، وحماية كيان دولته السورية.
إن الملايين التي تواجه اليوم بصمتها عسف الاستبداد وجبروته، في دمشق وحلب، في اللاذقية وطرطوس، في حمص وحماه، في القامشلي ودير الزور، في حوران وجبل العرب، لن تلبث أن تخرج عن صمتها وتواجه هذا الاستبداد بوقفاتها الاحتجاجية وتحركاتها السلمية، مستندة إلى تضامن أبناء المجتمع السوري وتكاتف الجيش مع الشعب. ومخطئ من يراهن على أن الناس ستنزلق إلى العنف، أو أن الجيش سيوجه فوهات بنادقه إلى صدر الشعب السوري. لقد ولى زمن 'معادلة مدينة حماه'، فلا الشعب ولا الجيش سيسمحان لأحد أن يسجنهما فيها من جديد. وليع كل من يحاول أن يصطاد في الماء العكر، أن الجيش من الشعب والشعب من الجيش، فداخل كل دبابة هناك حفيد من أحفاد يوسف العظمة، وعلى زناد كل بندقية يقبض ابن من أبناء وحدات الإنزال على مرصد جبل الشيخ.
لست أنا، اليوم، في موقع من يقترح الحلول ويضع السيناريوهات المستقبلية. فالتغيير آت بعزيمة الشباب وهمتهم، ليس فقط لأنهم يشكلون أغلبية المجتمع السوري، ولكن لأنهم أثبتوا أنهم أكثر وعياً لمتطلبات العصر من أحزاب المعارضة ورجال السياسة، الذين لا يزال الكثيرون منهم مكبلين بخطابهم التقليدي وممارساتهم البالية، يكاد الرقيب الأمني لا يغادر أدمغتهم أبداً. كل ما اعرفه اليوم أن سورية لن تبقى مملكة الصمت، ولن يبقى الخوف مطبقا على الصدور، ولن يبقى الوطن سجنا كبيراً.
نعم 'الشعب السوري ما بينذل'، كما هتف متظاهرون في قلب دمشق قبل أيام، وهو يريد الحياة الكريمة، ومن إرادته سينبثق فجر الحرية وستولد سورية الجديدة.
نعم 'سورية الله حاميها' لأنها باقية بشعبها وجيشها ودولتها. أما الاستبداد فإلى زوال، قصر الزمن أو طال، وإن غداً لناظره قريب.
' سياسي سوري وعضو قيادة
حزب الشعب الديمقراطي وإعلان دمشق
قراءة في الموقف الإسرائيلي من الثورة المصرية..
ماجد عزام** مدير مركز شرق المتوسط للإعلام
12/03/2011
عرب 48
قدم التعاطى الإسرائيلي مع الثورة المصرية وتداعياتها صورة واضحة عن حقيقة الدولة العبرية حيث الغطرسة والعنجهية والتعالي والانفصام عن المحيط كما الواقع المتردي والآفاق الاستراتيجية القاتمة.
مع انطلاق الشرارة الأولى لانطلاق الثورة تعاطت اسرائيل معها على المستوى الرسمى- وحتى الإعلامي- باستخفاف، وبدت التوقعات أقرب في الحقيقة إلى الأمنيات وطمأنة النفس بنظام مبارك المستقر والقوى والمتمرس في قمع الشعب والقادر حتما على مواجهة تحدي الثورة دون أي إلتفات إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان ورغبة الشعب المصري في الانعتاق من نظام ظالم مستبد فاسد وقمعي حتى باعتراف الاسرائيليين انفسهم.
مع الأسبوع الثاني للثورة، وبعد اتضاح عجز مبارك وزعرانه عن التصدى للثورة وملايينها خاضت إسرائيل حملة سياسية وإعلامية واسعة للدفاع عنه تحت شعار الاستقرار أهم من الديمقراطية، ومصالح إسرائيل والغرب لها الأولوية على أي أمر آخر مع التباهي بأن إسرائيل ليست فقط واحة الديمقراطية، وإنما أيضا واحة الاستقرار فى إقليم مضطرب، حسب تعبير نتن ياهو، وهذا الموقف تحديدا أثار المعلق الشهير توماس فريدمان الذى انتقد تناقض اسرائيل وانقطاعها عن محيطها، فهي من جهة تتباهى بالديمقراطية التي توفر الاستقرار، ومن جهة أخرى تتنكر لثورة شعبية وجماهيرية تطالب بالديمقراطية والحرية وحق الشعوب فى تقرير مصيرها. فريدمان أشار كذلك إلى أن مواقف إسرائيل المتناقضة أثارت الغثيان فى البيت الأبيض من جهة، كما أنها أظهرت حالة الانفصام التي تعيشها من جهة أخرى، والتي تمنعها عن رؤية المحيط ومستجداته. وببساطة -والكلام ما زال لفريدمان- فإن أسرائيل أقامت سلاماً مع شخص واحد أو فرعون واحد، وعليها الآن أن تجد السبل لإقامة سلام مع ثمانين مليون مصري.
في الأسبوع الثالث للثورة، ومع اتضاح تحول مبارك إلى جثة سياسية، وخروجه من المشهد السياسي، واستحالة بلورة أي حل بوجوده سعت إسرائيل بنجاح لدى الإدارة الأمريكية إلى تسويق فكرة انتقال سلمي ومنظم للسلطة -بدون فوري- وكان هدفها الرئيس تسليم السلطة للجنرال عمر سليمان بصفته مرشحها المفضل والموثوق والمجرب للحلول محل مبارك، ولإفراغ الثورة من محتواها عبر الحفاظ على النظام وسياساته مع تغيير الرأس فقط.
صورة عن الموقف الإسرائيلي المتناقض والمتغطرس نجدها أيضا في كيفية مقاربة شيمون بيريز للثورة المصرية، وهو بداية كال المديح للرئيس المخلوع مبارك الذي رغم أخطائه حافظ لعقود على السلام والاستقرار فى المنطقة، والعبارة ليست سوى استعارة أو تعبير حركي عن المساهمة في أمن إسرائيل وحفظ مصالحها غير أننا نجد مزيدا من التناقض والغطرسة والانفصام فى خطاب بيريز الذي ألقاه في افتتاح مؤتمر هرتسيليا لهذا العام، حيث دعا الغرب إلى عدم الصدام مع أنظمة الاستبداد التي ترفض إدخال الإصلاحات الديمقراطية إليها، وطالبه بدلا من ذلك بإدخال التكنولوجيا المتقدمة وتشجيع شركاتها الكبرى على الاستثمار في هذا المجال الذي لا ترفضه تلك الأنظمة. والنتيجة برأي بيريز أن الشباب العربي سيحمل الـ"آيفون" بدلا من الحجارة. والحقيقة أن هذا التصريح يحمل مضمون الموقف الإسرائيلي المتغطرس والمنفصم عن المحيط العربي غير الجاهز أو غير المؤهل للديموقراطية، وحتى التكنولوجيا المتقدمة تهدف أساسا إلى حماية الأنظمة التي تحمي إسرائيل وإلهاء أو إشغال الشباب عن قضاياهم في تجاهل لحقيقة أن ثورة مصر وأخواتها هي ثورة الهاي تيك بامتياز، ثورة الفيسبوك واخواته تويتر ويوتوب.. ثورة يقودها الشباب المتعلم والمثقف الباحث عن حقوقه الإنسانية الأساسية التي لا تقيم لها اسرائيل وزنا او بالاً.
العجوز الفيلسوف والخرف غير أقواله بمجرد نجاح الثورة المصرية وانتقالها إلى دول عربية أخرى، وقبل توجهه إلى إسبانيا لإجراء حوار ذي طابع استراتيجي مع مسؤوليها، وتحت وطاة العزلة الشديدة التي تعانيها إسرائيل في الفترة الأخيرة، حيث قال للإذاعة الإسرائيلية إن "الأنظمة الاستبدادية ستذهب بينما الفيسبوك باق"، في تناقض مع نظريته أمام مؤتمر"هرتسيليا" عن إمكانية المزاوجة بين تلك الأنظمة والتكنولوجيا العالية، وِأن من يحمل الـ "آيفون" لن يحمل الحجارة أو حتى لن يخرج مطالبا بحقوقه، ولو بشكل سلمي وحضاري، كما رأينا في القاهرة والمدن المصرية والعربية الأخرى.
إثر انهيار نظام الرئيس المخلوع في مصر تعاطت إسرائيل مع الأمر بهلع، وكما دائما، كان المدخل الأمني حاضرا، وقررت على الفور زيادة ميزانيتها الأمنية بمبلغ مائتى مليون دولار، وأرسلت إيهود باراك وعوزي أراد وآخرين إلى واشنطن، واستقبلت الجنرال مايكل مولن فى تل أبيب، وتركزت الحوارات ذات الطابع الاستراتيجي على استخلاص العبر من الثورة المصرية، وبلورة قناعات مشتركة تجاهها كما تجاه تداعياتها الهائلة على المنطقة. وكما العادة كان الابتزاز الإسرائيلي حاضرا عبر مطالبة الولايات المتحدة بمزيد من الدعم المالي والعسكري لمواجهة الواقع الجديد في المنطقة. حيث ترى إسرائيل آثارا سلبية هائلة وذات بعد استراتيجي للثورة المصرية عليها، كما على مصالحها في المنطقة. وهي تفهم ما جرى على النحو التالي:
* انهيار نظام مبارك يعني انهيار النظام الوحيد والأخير الحليف لها في المنطقة بعد انهيار نظام الشاه فى إيران منذ ثلاثة عقود، وانهيار التحالف مع تركيا منذ ثلاثة أعوام تقريبا. وهذا الأمر ستكون له عواقب استراتيجية حيث سيعمق من عزلة إسرائيل، ويزيد الضغوط عليها ناهيك عن مواجهتها وحدها لحزمة كبيرة من التحديات الداخلية والخارجية دون شريك أو حليف قوى ومصداق لديها.
انهيار نظام مبارك قد يؤدي ولو على المدى المتوسط والطويل إلى انهيار معاهدة "كامب ديفيد"، كما يعني وضع حد للمكاسب الاقتصادية والاستراتيجية الهائلة التي جنتها إسرائيل من المعاهدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر نهاية حقبة الحروب الكبرى مع العرب، وتكريس حقبة طويلة من الهدوء التى استفاد منها الاقتصاد الإسرائيلي بجوانبه المختلفة، ومنها تغيير تركيبة الجيش وتقليص عديد الجيش البري لصالح التركيز على الأذرع الأخرى، وإدخال التكنولوجيا العليا إليها وفق مصطلح الجيش الصغير والذكي، إضافة إلى إطلاق يده فى شن حملات وعمليات عسكرية موسعة ضد لبنان وغزة.
وببساطة فإن انهيار المعاهدة يعني حدوث العكس تماما، وعلى سبيل المثال أيضا وليس الحصر، فإن إسرائيل قد تواجه احتمال عودة الخطر إلى الجبهة الجنوبية الشاسعة والمترامية الأطراف ما يعني ليس فقط تخفيف ضغطها واستنفارها على الجبهات الأخرى والشمالية تحديدا، وإنما إعادة نشر الجيش وتوسيع الذراع البرية وتخصيص مبالغ مالية هائلة، والأمران غير متوفرين حيث لا ميزانيات ولا حتى جنود لنشرهم بعدما تحول "جيش الشعب" إلى "جيش نصف الشعب"، حسب التعبير الساخر لإيهود باراك، وربما يتحول إلى جيش ربع الشعب فى العقود القريبة القادمة.
انهيار نظام مبارك ستكون له عواقب سياسية ونفسية كبيرة على الساحة الفلسطينية حيث ستفقد سلطة رام الله حليفا وداعما أساسيا، بينما ستفقد سلطة غزة خصما عنيدا وشرسا، والنتيجة قد تكون موتاً رسمياً لعملية التسوية برمتها، وربما انهيار سلطة رام الله نفسها، وبالمقابل تصاعد قوة ونفوذ حركة حماس ومعسكر المقاومة بشكل عام وزيادة ثقته بنفسه وبخياراته وقدرته على خوض معركة الاستنزاف بوجه إسرائيل وصولا إلى النيل منها بشكل نهائي وحاسم.
انهيار نظام مبارك ستكون له برأي إسرائيل تداعيات إقليمية واسعة، وقد يؤدي على المدى القريب والمتوسط إلى انهيار انظمة حليفة لأمريكا في العلن -ولإسرائيل فى السر- وفي المقابل إلى تقوية الأنظمة والحركات المعادية لها. والنتيجة إقليم جديد مختلف غير خاضع للهيمنة الأمريكية التي تصب في مصلحة إسرائيل وأمنها أيضا.
رأت إسرائيل دائما في نظام مبارك حليفاً مهماً وأساسياً في الحرب على" الإرهاب "وحائطاً وسداً أمام ما تصفه بتوسيع وتأثير النفوذ الإيرانى في المنطقة، علما أنها نظرت إلى خطاب السيد حسن نصر الله الأخير وعبور السفن الإيرانية لقناة السويس إلى المتوسط كتعبير دقيق عن مرحلة ما بعد مبارك، ليس مصريا فقط، وإنما إقليميا أيضا.
ثمة أمر مهم ولافت أيضا حيث نظرت إسرائيل إلى انهيار نظام مبارك كتعبير عن تآكل الهيبة الأمريكية، وتراجع نفوذ واشنطن في المنطقة، وهو ما يؤثر سلبا وبشكل مباشر على إسرائيل وصورتها وهيبتها أيضا.
* في السياق السياسي الفكري ثمة جدل حول طريقة التعاطى السياسي مع ثورة مصر وتداعيات، وهناك معسكر يميني كبير ومتنفذ يرى أن الثورة المصرية أكدت صحة وجهة نظره عن أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية، وليست السبب في عدم الاستقرار في المنطقة، ولذلك لابد من الانتظار إلى حين جلاء الموقف واتضاح المشهد الإقليمي برمته ومعسكر صغير وغير مؤثر يرى أن الأحداث يجب أن تدفع إسرائيل لاستئناف عملية التسوية، ليس على المسار الفلسطيني، وإنما السوري أيضا لإخراج دول أخرى من دائرة الصراع، وزيادة الأصول الاستراتيجية لإسرائيل-حسب تعبير رئيس الأركان المنصرف- وبالتالي قطع الطريق على أي آثار سلبية لتغيرات أخرى قد تعصف بالمنطقة.
ببساطة انهيار نظام مبارك كشف إسرائيل على حقيقتها متغطرسة متعالية متناقضة هلعة منفصلة عن محيطها ومستجداته، وهي رأت سقوط نظام مبارك كنذير شؤم وكارثة على المصالح الإسرائيلية الاستراتجية، والعكس صحيح طبعا بالنسبة لنا الدولة العبرية عاشت أصلا لستين سنة بسبب وجود أنظمة كهذه وزوالها يعني أنها لن تستطيع بالتأكيد الاستمرار لستين سنة أخرى، وربما أقل من ذلك الأمر يعتمد طبعا على طريقة تصرفنا كعرب، ولكن النهاية حتمية في كل الأحوال وهي برأيي مسألة وقت ليس إلا.
مفاعل ديمونا والزلزال القادم..
زكريا محمد
عرب 48
الآن، وبعد أن أدخل زلزال اليابان العالم، في ما يبدو، في مأساة نووية، فإن علينا أن نتساءل نحن أيضا: متى سيدخلنا الزلزال القادم في فلسطين في مأساة نووية
منذ سنتين أو ثلاث، والكل يتوقع، وخاصة الإسرائيليون، زلزلا كبيرا في فلسطين. ذلك أن دورة الزلازل في فلسطين تنبئ أن أوان انفجار الزلزال قد حان
ما دام الأمر كذلك، فما الذي سيحصل لنا مع مفاعل ديمونا في صحراء النقب؟
هذا المفاعل بني في الخمسينيات، أي إنه قديم جديدا. مقارنة بالمفاعل الياباني الحديث. وهذا يعني أن خطر انفجاره في حال حدوث زلزال أكبر بكثير. يؤيد هذا أنه قد سرت شائعات خلال السنوات الماضية عن تسرب إشعاعات منه، لكن جرى محاصرتها.
لا نريد تكرار تجربة تشرنوبل الروسي، ولا تجربة المفاعل الياباني، ولا حتى تجربة Three Miles Island الأميركية هنا في فلسطين.
إذن؟
علينا أن نقف جميعا في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان والأردن كي نقول: يجب وقف هذا المفاعل... يجب نزع فتيل القنبلة التي نسمع تكاتها المخيفة تنذر بالرعب.
آن الأوان لعمل جماعي لتفكيك هذه القنبلة الموقوتة.
ليس تاريخ فلسطين ببعيد عن الزلازل الكبرى، ولا عن الزلازل التي تنتج تسوناميهات. فقد خبرتها من قبل، وقد تخبرها أيضا في المستقبل. وإن حصلت لا سمح الله، فلن يكون هناك زلزال وحوائط أمواج، بل أيضا انفجارات نووية أيضا.
لنرفع الصوت لتفكيك مفاعل ديمونا فورا.
الشمس لاتغطى بغربال وحياة المواطنين أقدس من تجارة الدم
الكاتب: النائب د.ابوبكر
معا
ان ما قالة الدكتور وادعاه في مقالتة هو كذب وشائعات وبعيد عن الحقائق والمبادئ ومحض افتراء
وفي البداية نقول له ان الكل في فلسطين كان وما زال وسيبقى يفتخر ويقدر ويقدس الكفاءات العلمية وخاصة الطبية منها التي أغنت العالم بعلمها ،وان مسؤولية حماية المواطن الفلسطيني وحقة في الصحة والسلامة هي مسؤولية جماعية وفردية وكل إنسان مهما كان علمه يستطيع إن يقدر الأمور ويعرف أماكن الخطأ والصواب, وما حدث من مصائب كبيرة في مستشفى نابلس التخصصي وغيرة من المستشفيات هو تقصير وإهمال وأخطاء طبية واستهتار واضحة
للعيان ولجان التحقيق اكدتها في المرحلة الأولى فما بالك في المرحلة اللاحقة والذي قلتة يا دكتور عن الولائم والحفلات هو كلام عيب لا يخرج عن طبيب اخصائي و مثقف( و الذي بيته من زجاج لايلقي على الناس الحجارة) وانت تعلم ما اقصد !!! والإعلام ليس ساحة لإعلان كل الحقائق التي يعلمها القاصي والداني حول الذي يحدث في نابلس التخصصي وغيرة من المستشفيات والعيادات والقضايا المعروضة امام القضاء والموجودة في مكاتب رجال القانون وفي جعبتك تؤكد صدق ما قيل ناهيك عن الأخطاء الطبية التي حدثت داخل المستشفى وتم إثباتها من قبل المستشفى و دفع الاخير عشرات الآلاف من الدنانير نقدا الى أهالي الضحايا مقابل عدم رفع قضايا امام القضاء حفاظا على سمعة المستشفى اليس كذلك ؟؟ .
وأيضا التغييرات الكثيرة والمتكررة لإدارة المستشفى وطواقمها تؤكد ان السبب وراء ذلك الخلل والمشاكل والأخطاء داخل المستشفى التى لم يكن بالامكان التستر عليها .
وكنا وما زلنا وسنبقى نحمل هموم المواطن الفلسطيني على كاهلنا سواء في مواجهة الاحتلال والمستوطنين والفاسدين وتجار الدم وساحات العمل تشهد لنا ولكل المناضلين بذلك ونحن من اوائل الناس الذين وقفوا في "قصرة"وغيرها ضد المستوطنين ويبدو انك لا ترى الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية ولم نشاهدك يوما في هذه الأماكن!! ونحن نقف دائما في خندق المواجهة وفي الصف الاول لتحمل مسؤولياتنا القانونية والأخلاقية والنضالية التي يمليها علينا ضميرنا الحي من اجل مصلحة الوطن العليا وليس من اجل الشهرة والمال والرقص على دماء الناس كما ادعيت لاننا نحمل في طياتنا هموم الوطن وضميره وايضا هموم الجرحى والاسرى والشهداء وانت تعلم ذلك .
وإننا من اوائل من وقفوا ضد الفلتان الامني وقانون الغاب ودفعنا ثمنا باهظا مقابل ذلك ولم نحرض ولم نجمع الأموال مقابل التضحية بإنسانيتنا واخلاقنا التي نحميها بأرواحنا .
وأخيرا وليس أخرا نؤكد ان مستشفى نابلس التخصصي رفض السماح للصحفيين بالتحقيق الفعلي بهذه القضية ولم يسمح للطوا قم العاملة بالتعاون مع الصحافة ولدينا أسماء الصحفيين الذين تم منعهم من تغطية الفاجعة التي حدثت في المستشفى, واهالي الضحايا الذين التقينا هم واستمعنا لهم يؤكدون ما حدث مع الضحايا بالوقائع والبراهين الملموسه ولو انك يا دكتور كونك طبيب واخصائي ,جلست واستمعت لهم لتاكد لك حجم المصيبة والكارثة التي حدثت و الاخطاء الطبية والتقصير والاهمال الذي افقدهم ابناءهم ولن تلجئ الى كتابة مقالتك هذه البعيدة كل البعد عن الحقيقة التي انت بداخلك تعلمها,ولكن لانعلم ما هو السبب وراء دفاعك عن هذه الاخطاءالقاتلة والقاتلة والتي نتيجتها فقدان حياةالامهات وتدمير اسر باكملها ؟؟
ونحن كنا وما زلنا وسنبقى الداعمين للعلاج في فلسطين ودعم وتطوير مؤسساتنا الصحية وحمايتها من الخارجين عن القيم والاخلاق الانسانية ،ولكن في نفس الوقت مع المحاسبة والعقاب الشديد لكل من سولت و تسول له نفسه ان يتلاعب بحياة المواطنين و يتعامل مع الطب على انه تجارة ويستهين ويستخف بمشاعر الناس وسنستمر وبقوة القانون في فتح ملف الأخطاء الطبية على جميع الاصعده ولن نتراجع ولن نبيع ضمائرنا لأحد ولن نتستر على احد كان من كان وفي نفس الوقت لن نظلم احد ...., والذي يريد المزيد من الحقائق والادلة التي تقشعر لها الأبدان سنطلعه عليها فورا دون تردد اوخوف .
وعليك يادكتور أن تفهم الدرس جيدا وتعلم ان الشمس كما قلنا لن تغطى بغربال ولن يستطيع احد مهما كان نفوذه إخفاء الحقيقة ولا تلجئ إلى الكذب والتضليل والافتراء على الناس الشرفاء الذين يحملون هموم المواطن الفلسطيني منذ نعومة أظافرهم


رد مع اقتباس