-
ترجمة مركز الاعلام 218
ترجمات
(218)
ـــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
ترجمة مركز الإعلام
الشأن الفلسطيني
نشرت منظمة مفتاح على موقعها الناطق بالإنجليزية مقالا بعنوان " الفلسطينيون بحاجة إلى ممثل واحد فقط"، للكاتبة جوهارا بيكر، وتقول فيه إن دعوة إيران الأخيرة إلى رئيس الوزراء "المخلوع" إسماعيل هنية لحضور قمة دول عدم الانحياز في طهران في نهاية الشهر قد أثارت ضجة كبيرة في الأواسط السياسية، والمفاجأة برزت عندما غير هنية رأيه فجأة قائلا إنه لن يسافر إلى إيران، وكل ذلك "من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية". تعلق الكاتبة بالقول بأنه في حين يبدو هذا الأمر وكأنه تضحية نبيلة، تبين بأنه ليس كذلك؛ ذلك أن هنية لم يتلق دعوة رسمية في الأساس فقد برع في تمثيل دور الثعلب. وتضيف الكاتبة بأن الفلسطينيين ليسوا في حاجة إلى أكثر من ممثل واحد، بغض النظر عما إذا كانت السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية قد قامتا بخطوات خاطئة من حين لآخر؛ فتاريخيا كانت منظمة التحرير الفلسطينية دائما الممثل الوحيد للفلسطينيين. وتقول الكاتبة أيضا بأن الفلسطينيين ليسو بحاجة إلى "أكثر من مسمار واحد في نعش جهود المصالحة"؛ فالرئيس عباس لا يزال الرئيس الفلسطيني المعترف به من قبل معظم دول العالم ومعظم الفلسطينيين وحتى أنه سيبقى، على الأقل إلى أن يتم انتخاب زعيم جديد. وأنهت الكاتبة بالقول إنه لا يحق لحماس ولا لإسرائيل - حتى في شكلها الأكثر شرا من وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان - نزع الشرعية عن منظمة التحرير الفلسطينية أو ممثليها.
نشرت صحيفة (ذا ناشونال) الناطقة بالإنجليزية مقالا بعنوان "حياة الناشطة الأمريكية راشيل كوري التي سحقها الجيش الإسرائيلي لا تساوي دولارا واحدا في المحكمة الإسرائيلية"؛ للكاتب هيو نايلور؛ يتحدث الكاتب عن الناشطة الأمريكية راشيل كوري والتي توفيت جراء سحق مدرعة إسرائيلية لها، وينتقد بشدة ما جاء على لسان القاضي الإسرائيلي الذي قال بأنها "وضعت نفسها في موقف خطير، فوفاتها كانت مجرد حادث وضعت راشيل نفسها به". ويمضي الكاتب متحدثا عن مأساة الأسرة الفقيدة حيث لم تقابل حياة ابنتهم بدولار واحد كتعويض؛ وهذا بدوره يثبت عدالة قضية راشيل والقضية الفلسطينية، ويضيف أيضا بالقول إن ما حدث اليوم في إسرائيل سيتردد صداه في جميع أنحاء العالم. ويطرح الكاتب عددا من الأسئلة المتعلقة بقضية راشيل مثل لماذا لم يتم استجواب شهود عيان فلسطينيين؟ ولماذا لم تتم مراجعة الجيش حيال لقطات الفيديو أثناء وقوع الحادث؟ ومن جهة أخرى ألقى الكاتب بالضوء على الإحصاءات التي تشير إلى التمييز في النظام القانوني الإسرائيلي؛ فمن بين 304 من الحالات التي قتل فيها جنود إسرائيليين فلسطينيين، صدرت لوائح اتهام بتسعة منهم فقط، ويضيف الكاتب بأن قضية راشيل تمثل الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون كل يوم وبخاصة الجرافات الإسرائيلية التي تهرع لهدم منازل الفلسطينيين وإقامة المستوطنات. وأنهى الكاتب بالقول أنه على الرغم من الحكم غير العادل إلا أن الغضب من الحكم لا يزال يدوي صداه؛ فمسرحية العنصرية تلك تظهر السخرية من النظام القضائي الإسرائيلي.
نشرت صحيفة يدعوت أحرنوت مقالا بعنوان "الاستعمار الإسرائيلي للضفة الغربية" بقلم أورين يفتشيل، ويُشير الكاتب إلى أن الاستعمار المستمر للأراضي هو أكثر خطورة على إسرائيل من إيران النووية. قرر نتنياهو مؤخرا تأجيل التقرير المقدم من قبل القاضي أدموند ليفي وقوات الأمن تستعد لإجلاء البؤرة الاستيطانية ميغرون. تقرير ليفي قد تم رفضه رسميا ولكن ذلك مجرد خدعة وسيتم نقل ميغرون إلى موقع بديل على بعد أمتار قليلة. التقرير صدم الكثيرين بأن إسرائيل ليست قوة محتلة للضفة الغربية بالإضافة إلى اعتراف التقرير بمركز أرئيل كجامعة. وفقا لوجهة نظر الكاتب فإن الاحتلال تحول إلى استعمار منذ فترة طويلة بما في ذلك الطرد والاستيطان وتأميم مستمر للأراضي ومواردها وهذا كله مع الحفاظ على الحالة الدنيا للسكان المحليين الفلسطينيين، أما الاحتلال فهو مؤقت وغير ذي طبيعة عسكرية كما في الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان. تقرير ليفي مليء بالتزوير بما في ذلك الإدعاء بأن وعد بلفور منح السيادة الكاملة لليهود على حساب فلسطين. الفلسطينيون الذين يحق لهم وفقا للقانون الدولي السيادة على الضفة الغربية يرضخون لنظام عسكري عنيف حيث يحظر عليهم توسيع مجتمعاتهم وحركتهم مقتصرة ويمنعوا من دخول إسرائيل. على مر السنين إسرائيل ستمحو الخط الأخضر وتمتد نحو الفلسطينيين ومن المعروف أن "التغيير الحقيقي يبدأ بتسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة" لذا ينبغي أن نشير إلى "استعمار" الضفة الغربية بدلا من "احتلال" كما استعمرت بريطانيا إيرلندا الشمالية واستعمر الصرب كوسوفو.
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا بعنوان "بالنسبة لكثير من الإسرائيليين، راشيل كوري كانت مصدر إزعاج" بقلم عامي كوفمان. يقول الكاتب بأن دولة إسرائيل ليست هي المسؤولة عن مقتل راشيل كوري حسب وجهة النظر الإسرائيلية - وهذا هو الحكم الذي أصدرته المحكمة الإسرائيلية البارحة. كانت كوري، التي جرفت حتى الموت في آذار عام 2003، جزء من مجموعة من الناشطين في حركة التضامن الدولية. إنها مجموعة من الناشطين الدوليين الذين يؤيدون المظاهرات السلمية في الضفة الغربية تضامنا مع الفلسطينيين المعارضين للاحتلال. يتساءل الكاتب أليست الحركة سلمية؟ هي ما يريده الإسرائيليون ويبحثون عنها دائما؟ فهم يريدون من أعدائهم أن يتخلوا عن الإرهاب والتفجيرات الانتحارية وإطلاق الصواريخ والسير على طريقة غاندي؟ إلا أن، واقع الأمر هو أن حركة التضامن الدولية هي أكثر المنظمات المكروهة التي تجوب طرق (يهودا والسامرة) هذه الأيام. تعتبر إسرائيل هؤلاء الأجانب بأنهم جاءوا من بعيد للتدخل في الشؤون المحلية، وتتهمهم بأنهم معادون للسامية وأنصار للإرهابيين وحلفاء لحماس. بالنسبة لمعظم الإسرائيليين، هؤلاء الناس لا علاقة لها بالسلام، إنهم فقط مصدر إزعاج. أصبحت المؤسسة الإسرائيلية تفقد صبرها بشكل أقل وأقل مع أي نوع من الناشطين في الآونة الأخيرة. كجزء من حملة الحكومة الأخيرة على حقوق الإنسان في إسرائيل، تعرضت حرية التعبير لضربة قوية. الحكم الذي صدر في قضية كوري يعتبر ضربة فظيعة لعائلتها، التي تحاول وضع الجيش الإسرائيلية في موضع المساءلة. لكن يختتم الكاتب مقاله قائلا، في البلد الذي يعتبر فيه الجيش مقدسا، وفي البلد الذي مكن فيه النظام القضائي الاحتلال لأكثر من 45 عاما، هل يمكن للمرء أن يتوقع وبكل جدية نتيجة مختلفة؟
نشر موقع منظمة مفتاح مقالا بعنوان "الحقيقة أغرب من الخيال"؛ للكاتب مالكيم ليديت، ويقول فيه بأنه ذهب يوم السبت الماضي وأصدقائه إلى قرية جيوس؛ وهي قرية زراعية تقع في الجزء الشمالي الغربي من الضفة الغربية، على مقربة من جدار الفصل الإسرائيلي؛ وهي واحدة من القرى الفلسطينية التي فازت في معركة سلمية ضد بناء الجدار من الجهة الخلفية في عام 2005، مما أدى إلى صدور أمر من المحكمة لتغيير مسار الجدار. ففي حين تم تحويل مسار الجدار عادت بعض دونمات الأراضي إلى القرية، وبقيت 75٪ من الأراضي الزراعية في 'منطقة التماس'؛ أي محتجزة بين الخط الأخضر والجدار العازل؛ ونتيجة لذلك، يضطر المزارعون الآن للحصول على تصاريح للذهاب من خلال الحاجز للوصول إلى أراضيهم؛ وهنا تكمن المشكلة. ويضيف الكاتب بالقول بأنه في الماضي صدرت الكثير من التصاريح للجميع تقريبا في القرية: الأطفال والشباب وكبار السن، وحتى المتوفين؛ ومنذ فترة ليست ببعيدة بدأت السلطات الإسرائيلية ترفض تجديد التصاريح وتعرقل وصول المزارعين إلى أراضيهم إذ تبين أنها الفئة المستهدفة. ويضيف الكاتب بأن السياسة الإسرائيلية غريبة وعجيبة ولا يمكن التنبؤ بها؛ فهذا النوع من العبث لا يبدو مقبولا حتى في ظل معايير وقواعد الاحتلال، فلا بد أن يكون شيئا أكثر من مجرد مهمة لإحباط الناس اي بما معناه فرض السيطرة. وأنهى الكاتب بالقول بأن السياسة الإسرائيلية تجر معها المزيد من الإحباط، والتقسيم، والسجن، وإفقار الفلسطينيين أو نفيهم أو قتلهم، ولكن تبقى الحقيقة أغرب بكثير من الخيال في فلسطين.
الشأن الإسرائيلي
نشر موقع (والله) الإسرائيلي الناطق بالعبرية تقريرا بعنوان "رئيس أمان: قد تحدث مواجهات غير مخطط لها"، أعده أمير بوحبوط وهيئة تحرير والله الإخباري، جاء فيه أن تقييمات استخباراتية لمدير أمان، عرضت لهيئة الأركان، تشير بشكل رئيسي إلى تهديدات من قبل إيران وحزب الله، ويقول: "سنواجه في العام القريب بيئة غير مستقرة وإسلامية أكثر من ذي قبل". رئيس الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، يقول في تقييمه إن "إسرائيل ستواجه في العام القريب حالة إقليمية غير مستقرة، ومتوترة، وإسلامية أكثر من ذي قبل، حالة تتعلق بسلسلة من الأزمات الإقليمية والداخلية، والتي ستزيد من مستوى الحساسية لدى كل الأطراف وقد تؤدي إلى مواجهات غير مخطط لها مسبقا". عُرضت التقييمات السنوية للاستخبارات لرئيس هيئة الأركان بني غانتس، ولمنتدى هيئة الأركان العامة، وركزت على التطورات في الشرق الأوسط ومحيط إسرائيل، وأشار رئيس أمان في استطلاعه إلى التهديدات الرئيسية والوضع الذي سينتج عن التغييرات، وركز في أقواله بشكل أساسي على محور الشر الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله وحماس. وقال في بداية استعراضه: "إن تقديرات الاستخبارات السنوية التي تعرض أمامكم اليوم هي حصيلة مسيرة طويلة من جمع المعلومات الدقيقة والشاملة، وتجهيزات وأبحاث أجرتها شعبة البحوث، اعتمدت على جميع أنظمة وقدرات جمع المعلومات الموجودة لدى الاستخبارات والتي تطورت خلال العام المنصرم"، من المهم أن نلاحظ أن الاستعراض شمل كل الاتجاهات في تركيا، ومصر والمحيط القريب مثل الأردن، وتقييم الاستخبارات هو أساس صنع القرار على المستوى الوطني والعسكري، وعلى مستوى البنية التحتية لصياغة خطط عمليات الجيش الإسرائيلي.
تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن التهديدات التي توجهها إسرائيل لإيران واعتزامها ضرب طهران في وقت قريب، وقالت إنه من الصعب الآن معرفة ما إن كان نتنياهو جادا في تهديداته أم أنة يطلق هذه التهديدات لخوض حرب نفسية مع إيران. وتشير الصحيفة إلى احتمالية أن تكون هذه التهديدات مجرد ترويع للدولة بدليل وجود معارضة من قبل الكثير من الشخصيات السياسية لضرب إيران، ومن ضمن هذه الشخصيات الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز"، والعديد من الشخصيات الأمنية، والعسكرية ومن ضمنها رئيس الأركان الإسرائيلي "بيني غانتز". وتقول الصحيفة إن المشكلة الكبرى التي تواجه إسرائيل هي عدم قدرتها على منع إيران من إنتاج قنبلة نووية. وتقول الصحيفة أيضا إن نتنياهو بصدد أن يواجه مشكلة كبيرة، وهى فقدان مصداقيته، إذا كانت هذه التهديدات هي من باب الترويع فقط. وإذا كان نتنياهو جاد فإن احتمال توقيت الضربة قبل الانتخابات الأمريكية قد يكون منطلقا من أن إسرائيل لا تملك قنابل قادرة على الوصول إلى منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، وبالتالي سوف تحتاج إلى أن تزودها بها الولايات المتحدة. و قد يضطر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مساندة إسرائيل في ضربتها قبيل حملته الانتخابية، حتى ولو لم يكن مقتنعا بذلك.
نشرت صحيفة يدعوت أحرنوت مقالا بعنوان "هزيمة أوباما على رأس أولوياتنا" في إسرائيل، بقلم شئولا رومانو أورنغ، وتقول إن استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية هو الخيار الوحيد المتبقي لإسرائيل ولكن ليس من مصلحتها ضرب إيران قبل الانتخابات الأمريكية. الآن ما هو أكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل هو هزيمة باراك أوباما. هجوم إسرائيلي في الشهرين المقبلين سيساعد بشكل كبير احتمالات إعادة انتخابه كرئيس عن طريق تزويده بأكبر قدر ممكن من التسريب من الاقتصاد الأمريكي الفاشل. سياسيا لن يكون أمامه أي خيار سوى دعم إسرائيل وسوف يحتشد الشعب الأمريكي حول رئيسه كما هو الحال دائما خلال الأزمات الخارجية. لا تستطيع إسرائيل تحمل أربع سنوات أخرى من سياسات أوباما. إذا أعيد انتخابه، سيقوم الرئيس أوباما بإعادة اعتماد "سياسة الاحتواء"، التي ستؤدي في النهاية إلى تسلح إيران نوويا. وبحلول ذلك الوقت، فإن الشرق الأوسط يكون برميل بارود متفجر، في انتظار المشغل الإيراني. الأمل الوحيد المتبقي لدى إسرائيل هو أن يخسر أوباما الانتخابات وأن يصبح رومني، صديق نتنياهو القديم، الرئيس. كانت المرة الوحيدة التي قررت فيها القيادة الإيرانية المتطرفة تعليق برنامجها النووي هي في عام 2003، بعد أن غزت الولايات المتحدة العراق، لأنها كانت صدقت بالفعل تحذير الرئيس الجمهوري بأنها ستتعرض للهجوم لاحقا.
نشرت صحيفة يدعوت أحرنوت مقالا بعنوان "الثقة بقادتنا بشأن إيران" بقلم ديفيد ألتمان، يُشير الكاتب إلى أن هناك فيضانات في الرسائل العامة بأن الحكومة غير مسؤولة بما يكفي لاتخاذ قرارات استراتيجية. في إسرائيل. إنه عصر الصحافة الحرة بحيث يتم استهلاك الصحف من خلال مقالات للرأي وعدد قليل منها مكتوب من قبل خبراء يهدفون لتقديم مستوى من الموضوعية. لقد أصبحت الصحيفة أداة لإقناع الناس لقبول جانب معين بأي قضية على جدول الأعمال العام. هل لدى الكتاب والمتحدثين أي مستوى من ذكاء جمهورهم؟ ما يُقصد هو لخدمة أجندة سياسية معينة لا علاقة لها بمفهوم تقديم الحقائق وتحليل الخبراء. شهدت دولة إسرائيل صدمة كبيرة خلال فك الارتباط عن غزة مع أن جزء كبير من الجمهور كان يعارض ذلك. نحن أمة نهضت من رماد المحرقة واليوم نواجه على الملأ الدول التي تحاول محو إسرائيل من على الخارطة. إيران تكتسب القوة من خلال الدعم الضمني من دول كثيرة أخرى وفي مثل هذه اللحظة الحرجة يجب على الشعب الإسرائيلي منح الدعم لاتخاذ قرارات قادتنا ومنحهم القدرة على تحديد أفضل السبل للتعامل مع التهديد.
الشأن العربي
نشر موقع (ديبكا فايل) الإسرائيلي الاستخباري تقريرا حصريا بعنوان "روسيا تفك ارتباطها عن سوريا وتوقف شحنات الأسلحة والسفن الحربية تخرج من طرطوس". السفن الحربية الروسية غادرت فجأة الميناء السوري وشحنات الأسلحة إلى سوريا توقفت. هذه الخطوات وغيرها تشير إلى أن الروس يرسمون للتحرك بعيدا عن الساحة السورية لتجنب وقوع الأعمال العدائية التي من المتوقع أن تنشأ عن التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة وأوروبا وعدد من الدول العربية. المخابرات الروسية قررت أن التدخل العسكري بات وشيكا وموسكو تبدو حريصة على الحفاظ على مسافتها في الوقت الراهن. في 22 أغسطس، قال قائد الجيش الروسي في طرطوس إنه في حال وصول القتال إلى طرطوس فإن موسكو ستقرر إخلاء قاعدتها وشدد على أن هذا القرار يجب أن يُؤخذ من قبل الرئيس بوتين. الروس قاموا بخمس خطوات عسكرية فيما يتعلق بسوريا في الأسبوعين الماضيين حيث قاموا بإلغاء عملية بحرية واسعة النطاق يطلق عليها "القوقاز 2012" وهناك ثلاث سفن حربية قبالة السواحل السورية عادت إلى قواعدها الرئيسية وتم إخطار بشار الأسد أن موسكو ستوقف المساعدات لجيشه وموسكو لم تعلن بشكل رسمي توقيف المساعدات وأخيرا بقيت سفينة روسية واحدة (العائمة البحرية الروسية PM138) في ميناء طرطوس وستغادر في سبتمبر إلى البحر الأسود.
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا للكاتب الصحفي الشهير روبرت فيسك، تحت عنوان "رهائن داريا تحت أيدي المعارضة"، ويعلق فيه على زيارته لمدينة داريا السورية التي شهدت آخر مجازر النظام السوري، حيث ذكر بعض الروايات عن المجزرة كما ذكر بعض الروايات عن احتجاز بعض الرهائن من قبل الجيش السوري الحر. وعلى الرغم من أنه كانت هناك محاولات لتبادل الأسرى بين المعارضة السورية والجيش السوري النظامي إلا أنها باءت بالفشل، قبل مداهمة قوات الأسد للبلدة. ويقول فيسك إنها المرة الأولى التي يكشف فيها عن هذه المحادثات الخاصة بتبادل الأسرى بشكل رسمي، ثم نقل عن مسؤولين سوريين أنهم "استنفدوا جميع الوسائل للتوصل لمصالحة" مع المعارضة السورية التي تسيطر على داريا، كما قال سكان المنطقة إنه كانت هناك محاولة من الجانبين لترتيب اتفاق لتبادل مدنيين وجنود خارج الخدمة على ما يبدو تم اختطافهم من قبل عناصر الجيش السوري الحر بسبب قرابتهم العائلية بعناصر من الجيش النظامي السوري. وعندما فشلت المحاولات تم اقتحام البلدة من قبل قوات الرئيس السوري بشار الأسد. ثم انتقل فيسك إلى وصف مشاهداته خلال زيارته للبلدة القريبة من دمشق، وقال إنه أول صحفي غربي يشهد هذه الأحداث، فقال إن الأمر كان محبطا وخطيرا في نفس الوقت. ويقول أيضا إن جثث الرجال والنساء والأطفال نقلت من المقبرة التي كانت مدفونة بها، وإنه لدى وصوله برفقة عناصر من الجيش السوري إلى المقبرة الخاصة بالسنة، فتح قناصة النار على الجنود وأطلقوا النار على الجزء الخلفي من المدرعة المصفحة القديمة التي "هربنا فيها". وقال فيسك إنه على الرغم من وجود العديد من المخاطر الجسيمة، إلا أنه تمكن من إجراء مقابلات مع مدنيين واستمع لحديثهم الحقيقي بعيدا عن أحاديث المسؤولين السوريين الزائفة. وأفادت رواياتهم بأن المجزرة التي وقعت يوم السبت الماضي والتي أودت بحياة 245 سوريا من الرجال والنساء والأطفال أشارت إلى أن الأعمال الوحشية التي وقعت كانت أكبر بكثير مما كان يتخيله. وأضاف فيسك أن إجراء تحقيق واسع في مأساة بهذا الحجم وفي هذه الظروف كانت مستحيلة كليا، ويقول اضطررت في بعض الأحيان للركض على طول شوارع خاوية في ظل وجود قناصة معارضين للحكومة عند التقاطعات في ظل رفقة قوات سورية مسلحة، في ظل أن العديد من العائلات تحصنت داخل منازلها خشية تعرضها لرصاص القناصة. ويشير فيسك إلى إن الرواية الأكثر إثارة للحزن كانت لشخص يدعى حمدي قريطم ويبلغ من العمر 27 عاما تحدث فيها عن مقتل والده وإصابة والدته ويقول "لقد شاهدنا بالفعل صورا على شاشات التلفاز عن المجزرة، وقالت القنوات الغربية إنها من عمل الجيش السوري، وقال التلفزيون الرسمي إن "الجيش الحر" هو المسؤول عما جرى، لكن لم يكن لدينا طعام وخرج والدي ووالدتي إلى البلدة، ثم تلقينا مكالمة من هاتفها المحمول تقول فيها "لقد قتلنا"، لكنها لم تمت.
الشأن الدولي
نشرت صحيفة سباه التركية خبرا بعنوان "أربعة انقلابيين عساكر كانوا يستهدفون أوباما"، وقد جاء في الخبر أن أربعة ضباط يعملون بالجيش الأمريكي قاموا بالتخطيط لعملية انقلاب كانت تستهدف الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وذكرت الصحيفة أن هؤلاء الضباط يخدمون في ولاية جورجيا الأمريكية. وقد كانت الخطة تهدف إلى اغتيال أوباما ومن ثم الانقلاب على النظام. وأضافت الصحيفة أنه تم التخطيط لهذه العملية في شهر ديسمبر؛ ولكن تم الكشف عن إشارات للعملية بعد إلقاء القبض على الجنود الأربعة بعد قتلهم جندي أمريكي سابق يدعى مايكل رورك مع صديقته تيفاني. اتهمت النيابة الجنود بالشروع في إقامة منظمة فوضوية. قام الجنود بقتل الجندي وصديقته خوفا من انكشاف مخطط الانقلاب، وقد اعترفوا أمام المحكمة أنهم كانوا يخططون لعملية انقلاب ضد الرئيس باراك أوباما.
نشرت صحيفة (يني مساج) التركية مقالا بعنوان "متى تم التخطيط للتدخل في سوريا؟" للكاتب د.أحمد كيبيكتشي، يقول الكاتب في مقاله أنه تم التخطيط منذ سنوات عدة للتدخل بسوريا، فدعونا ننظر إلى الأعمال المنجزة قبل 4-5 سنوات الماضية، لقد تم إنشاء طرق بين مدينتين غازي أنتب وكيليس من أجل تنشيط عملية التجارة، ولكنه في الواقع هي عبارة عن طرق لتسهيل عملية انطلاق وهبوط الطائرات الحربية، وتم إنشاء مستشفيات عريقة تقع على الحدود التركية السورية، وتبين أن هذه المستشفيات قد تم إنشائها من أجل اللاجئين السوريين الذين سوف يلجئون إلى تركيا كما هو حاصل الآن، وأيضا تبين أن عملية رفع تأشيرة الدخول بين البلدين ما هي إلا تمويه قام بها أردوغان، تم من خلالها المناقشة والتخطيط مع أعضاء المعارضة. جميع هذه الأمور تشير إلى أن أردوغان رئيس مشارك في مشروع الشرق الأوسط الكبير.
تساءلت صحيفة مليت التركية في مقال "إذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بضرب إيران فماذا سوف نعمل؟" للكاتب ميتين مونير، يقول الكاتب في مقاله إن وزير الخارجية التركي صرح بأنه لا يتمنى أن يقع أي هجوم على دول المنطقة، ولكنه لم يدل بأي تصريحات بخصوص موقف تركيا في حال وقوع أي هجوم على إيران. ويشير الكاتب في مقاله إلى أن تركيا على مدى السنوات الماضية استفادت من دول الشرق الأوسط ومن الدول العربية، ولكن في موازنة ذلك قامت بالتخلي عن سياستها المتمثلة في تحسين العلاقات مع إيران، حيث قامت باتخاذ قرارات ضد إيران لإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية. إذا تم النظر إلى السياسة التركية سنجد أنها قريبة من السعودية وقطر؛ الأمر الذي يشير إلى أنها تعمل على تعزيز علاقاتها مع الدول السنية، لهذا سوف تقوم الدول الداعمة لنظام الأسد العمل بما لديها من قوة لزعزعت الاستقرار داخل تركيا. ويشير الكاتب في نهاية المقال إلى أنه في حال قامت تركيا بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فسوف يزداد الوضع سوءا، وسوف يتم دفننا في مستنقع الشرق الأوسط.
قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية إن الحكومة الروسية تواصل إحكام قبضتها على معارضيها من خلال سن قوانين جديدة تقوض عملهم، وإنزال أشد العقوبات على النشطاء السياسيين والمتظاهرين، ولا سيما عقب موجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في البلاد خلال العام الماضي. وأضافت الصحيفة أن قرار القضاء الروسي بحبس الناشطة "لينا أوسيبوفا" (8) أعوام، على خلفية اتهامات تتعلق بالاتجار في المخدرات، أثبت في الحقيقة تجاهل قصر الرئاسة الروسي (الكرملين) لموجة الانتقادات الدولية التي توجه إليه بسبب قمعه للمعارضين. وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف قد عزز مع ذلك الآمال في إمكانية حصول أوسيبوفا على عقوبة سجن مخففة من خلال أمر أصدره يقضى بإعادة محاكمتها، إلا أن رئيس حزب "روسيا الأخرى" المعارض، والذي تدعمه أوسيبوفا اعتبر أن الحكم الصادر ضدها لا يعد حكما سياسيا فقط بل يدل أيضا على الرغبة في الانتقام منها. وأشارت إلى أن المؤيدين لأوسيبوفا أكدوا أن السلطات المحلية بمدينة سمولينسك أرادوا أن تكون بمثابة عبرة للآخرين، بعدما علا شأنها في المدينة عام 2003 بسبب قيامها بالتهجم على الحاكم العام للمدينة، وهو الأمر الذي دفع النيابة العامة إلى الحكم عليها بالسجن لمدة أربعة أعوام. ونوهت الصحيفة بأن مؤيدي أوسيبوفا أعلنوا أن الشرطة استندت على شهادة الشهود الذين لم تتضح هويتهم بعد، إلا أن بعض النشطاء السياسيين رجحوا أن يكون هؤلاء الشهود تابعين للكرملين الذي استهدف إصدار أحكام ضدها بعدما قام بوضع هيروين بداخل منزلها بحسب روايتها.
نشرت صحيفة ستار التركية مقالا بعنوان "العلاقات التركية-السورية والإرهاب" للكاتب سيدات لاتشينار، يشير الكاتب في مقاله إلى أنه لا يوجد أي شك بأن زيادة الهجمات الإرهابية على تركيا سببه الدعم السوري إلى هذه المنظمات، حيث يأتي ذلك من خلال العلاقات المتوترة بين تركيا وسوريا. وأيضا ينظر إلى دعم إيران وسوريا لحزب العمال الكردستاني مقابل الدعم الذي توجهه الحكومة التركية إلى المعارضة السورية. ويشير الكاتب في مقاله إلى أنه يحق لتركيا دعم المعارضة السورية، ومعارضة السياسة السورية؛ لأنه طالما قامت سوريا على مدى زمن طويل بدعم حزب العمال الكردستاني الذي قام بقتل العديد من المواطنين الأتراك، وبالطبع لا يمكن إنكار وجود بعض التقصير في سياسة تركيا، فجيب علينا أن نكون أكثر حذرا وأكثر مهارة في تعاملنا مع الدول الصديقة والدول العدوة أيضا.
نشر موقع "الأخبار الإنجليزية" مقالا بعنوان "تركيا وإيران: المنافسة والمواجهة" بقلم فادي الأحمر. هنالك حالات الاختطاف في لبنان تزامنت مع تزايد التوتر بين تركيا وإيران بسبب التحولات في الصراع السوري وخطف 48 من المتمردين الإيرانيين هناك. أصدرت إيران تحذيرات إلى أنقرة بأن الوضع ذاهب إلى التدهور مما يهدد بمواجهة مفتوحة وسيناريو كل من إيران وتركيا ينبغي تجنبه. لقد قررت تركيا ركوب موجة التغيير الكاسحة في المنطقة لغرض توسيع نفوذها والربيع العربي أحبط جميع الحسابات وقلب جميع الموازين. تركيا تدعم الثورات العربية بحجة إقامة علاقات داخل النظام الجديد وفي الوقت نفسه تنزلق في عمق الصراعات الإقليمية. في ليبيا قامت تركيا بدعم الثوار تحت مظلة مجلس الأمن الدولي حيث سقط نظام القذافي بعد بضعة أشهر من القتال العنيف. في سوريا الوضع مختلف تماما حيث أعلن رئيس الوزراء التركي بأن ما يجري في سوريا يؤثر على الأمن القومي التركي وهو مبرر لموقف أنقرة الجيوسياسي حيث سوريا لديها حدود مع تركيا على مسافة 822 كيلو متر والشاحنات التي تحمل البضائع التركية تسافر عن طريق سوريا ثم إلى الأردن والعراق ودول عربية أخرى. لهذه الأسباب حاول الدبلوماسيون الأتراك دعم الإصلاحات الجذرية منذ البداية التي من شأنها أن تشمل المعارضة في العملية السياسية. إيران ليس من مسؤوليتها الدخول في صراع مباشر مع تركيا لأنها مشغولة ببرنامجها النووي مما قد يدفع أنقرة إلى تحالف سني عربي ضد الشيعة.
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا بعنوان "حركة عدم الانحياز: قمة ذو حدين في طهران". وتشير الافتتاحية إلى أن قمة حركة عدم الانحياز تستضيفها إيران المفلسة بتكاليف باهظة لإثبات نقطة هامة وهي: بأن العقوبات متفشية فيها ولكنها غير معزولة. يعتبر هذا الاجتماع أكبر تجمع دولي في العاصمة طهران منذ عقود. بعض المدعوون- السعوديون والبحرينيون والقطريون- وهم جيران إيران، يعد حضورهم غير مفاجئ لأنهم من النادر أن يفوتوا فرصة للاحتفال بالدبلوماسية مع إيران. ولكن تشير الافتتاحية إلى أن الصيف الأكثر تميزا في القمة سيكون الصبي الجديد في الحي وهو الرئيس المصري محمد مرسي. سيكون لوصوله تفسيران، من جهة، هو أول زعيم مصري يزور طهران منذ الثورة ال"إيرانية. من جهة أخرى، وجوده سيملأ الفراغ الذي تملؤه إيران في لبنان والأراضي الفلسطينية والعراق. يقول مرسي بأن مصر عادت كلاعب إقليمي. وأن ووصوله إلى طهران بعد انتصاره السياسي المحلي الطازج على جيشه لن يغيب أيضا عن أذهان أحد. لقد انتخب بشكل ديمقراطي وبشكل قوي أيضا. سيأتي مرسي إلى طهران مع اقتراح بأن القوى الإقليمية الأربعة - إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر - يعقدون مؤتمر بشأن سوريا. يعتبر مرسي من جانب واحد مؤيد لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الوحشية والطغيان، ومن جانب آخر معارض للتدخل الأجنبي. على عكس تركيا وإيران أو المملكة العربية السعودية، مصر لن تشارك في القتال. وجميع البدائل أسوأ، عقد مؤتمر إقليمي ليست مكانا سيئا للبدء في بناء حل دبلوماسي.
الاحتلال الإسرائيلي – تسمية الأشياء باسمها
يديعوت أحرنوت – أورون يفتحال
(بروفسور في الجغرافيا والقانون بجامعة بن غوريون ببئر السبع)
تحول الاحتلال منذ فترة طويلة إلى عملية استعمارية أعمق بكثير، بما في ذلك الهيمنة والسلب، وهذا أخطر بكثير من القنبلة الإيرانية، وسيقودنا إلى نظام الفصل العنصري الزاحف في المناطق. قرر نتنياهو مؤخرا إخفاء تقرير القاضي إدموند ليفي. وتستعد قوات الأمن لإخلاء ميغرون قريبا، ولكن لا تدعو هذه التفاصيل توقعكم في الخطأ –ربما تتحرك ميغرون عدة أمتار، وربما يتم إخفاء تقرير ليفي رسميا، ولكنه يستمر بتوجيه الاستعمارية اليهودية الجارية في المناطق.
صدم تقرير القاضي ليفي الكثيرين عندما ادعى أن مناطق (يهودا والسامرة) ليست تحت الاحتلال، لذلك ينبغي إضفاء الصفة القانونية لكل البؤر الاستيطانية والمستوطنات، وكانت الموافقة على جامعة أريئيل بمثابة صب الزيت على النار وقد أعطت هذه القرارات ردودا متوقعة من الوسط واليسار، والتي أكدت مرارا وتكرار أن الضفة الغربية تقع تحت الاحتلال، وبالتالي يحظر إنشاء المجتمعات والمؤسسات. ولكن القاضي ليفي ربما صدق في أمر واحد؟ ربما أن مصطلح "الاحتلال" لم يعد مناسبا للنظام في الضفة الغربية؟ ووجهة نظري هي أن الاحتلال تحول منذ فترة طويلة إلى "استعمار"، أي أن العملية الاستعمارية هي أعمق من ذلك بكثير، وتشمل الاستيلاء والمصادرة والاستيطان الاستيلاء الدائم للمنطقة ومواردها، كل هذا مع الحفاظ على حالة السكان الفلسطينيين بأدنى منزلة، الاحتلال هو عسكري ومؤقت، مثلما جرى في جنوب لبنان دون سلب أو تجريد أو مشاريع توطين دائمة. إن تقرير ليفي يحمل تشوهات كبيرة، وخاصة حين يدعي بأن وعد بلفور يمنح حق السيادة اليهودية الحصرية على كل فلسطين، وكأن محكمة العدل الدولية تجمدت منذ عام 1917، إنها روح الاستعمار.
فصل تقرير ليفي بصراحة ما كان واضحا منذ فترة طويلة – المناطق اليهودية في الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال، في هذه المناطق، والتي تغطي تقريبا نصف الضفة الغربية، يتم تطبيق القانون الإسرائيلي منذ فترة طويلة، وكأنها كانت جزء من إسرائيل، ولكن المهم أن إخفاء التقرير لا يخفي هذا عن أعين المجتمع الإسرائيلي. يشكل استمرار استعمار الضفة الغربية خطرا أكبر على إسرائيل من التهديدات الأخرى، بما فيها القنابل الإيرانية، وهنا لا نتحدث عن تهديد عسكري خارجي لنظام آية الله المشاكس، وإنما عن تهديد داخلي عميق ومدمر يجر المجتمع الإسرائيلي لإنشاء نظام فصل عنصري زاحف على المناطق.
الفلسطينيون يواصلون الأنين: كيف جرى هذا؟ منذ سنوات الـ 70 طبقت إسرائيل القوانين الإسرائيلية على المستوطنين جميعهم، وبسلسلة من الخدع القانونية، أنشأت إسرائيل نظام قوانين يفصل بين المستوطنين اليهود أصحاب الحقوق المدنية الكاملة وبين المحليين المحرومين من الحقوق، وفي المقابل، "سجلت" إسرائيل مئات الآلاف من الدونمات من الأراضي الفلسطينية الخاصة باسم الدولة، عن طريق تشويه القانون المحلي والدولي، ونقلتها إلى دائرة أراضي إسرائيل، وفي وقت لاحق، حصلت كل بؤرة استيطانية ومؤسسة يهودية على اعتراف – بحكم الواقع – من مؤسسات الدولة، ولإعطاء صورة دقيقة ومفصلة عن الواقع، (يمكن الرجوع إلى تقارير مفصلة وعميقة لدى منظمة "بتسيلم"). وفي المقابل، يواصل الفلسطينيون، الحاصلون وفق القانون الدولي على السيادة في الضفة الغربية، الأنين تحت ظل نظام عسكري صارم وعنيف، من خلال منع إقامة وتوسيع المناطق السكنية، وقيود شديدة على الحركة، ومنع الدخول إلى إسرائيل، وعلى مر السنين، محت إسرائيل الخط الأخضر من أجل مصلحة اليهود، ولكن زادت من قوته ضد الفلسطينيين، و"الإرهاب الفلسطيني" زاد خطورة الوضع، عندما سمح لإسرائيل بتسريع الاستيطان تحت ستار الأمن.
يتساءل الكثيرون: كيف يمكن إقامة وضع استعماري لمناطق تاريخية لشعب؟ لا خلاف على ذلك، إن اليهود لديهم علاقة تاريخية ودينية بالضفة الغربية، ولكن هذه العلاقة لا يجب أن تؤدي بالضرورة إلى السيادة، فكروا، على سبيل المثال، ماذا سيحدث إذا كان الشعب العربي السوري يسيطر على إسرائيل ويستوطن على أساس أنه وريث الأنظمة العربية التي كانت هنا سابقا؟ هذا من شأنه يشكل عملية استعمارية ممنوعة بسبب حقق الإسرائيليين في تقرير مصيرهم، على الرغم من أن العرب كانت لهم السيادة على البلاد في الماضي. الحجة الفلسفية المعروفة تقول "إن التغيير الحقيقي يبدأ بتسمية الأشياء باسمها الدقيق"، لذلك، من الأفضل أن نشير إلى الضفة الغربية كمنطقة تخضع للاستعمار، وليس للاحتلال، تماما كما كانت أيرلندا الشمالية بأيدي البريطانيين، أو كوسوفو بأيدي الصربيين، هذه ليست دلالات، وإنما بداية تحول في الوعي والسياسة، التحدي لعشاق السلام هو الانتقال من هذا الوضع إلى مستقبل ما بعد مصالحة الاستعمار، والذي يتضمن مسؤولية الدولة لسكان المستوطنات التي أقامتها في المناطق، وكذلك أيضا لحقوق السكان الفلسطينيين، إذا كانت النقاشات الدائرة حول تقرير ليفي ستحفز عشاق السلام لاحتضان مفاهيم أكثر دقة وأكثر أهمية – ربما الجرأة تنتج شيئا جميلا.
إيران تسعى دوما لكسب النفوذ في آسيا الوسطى
موقع المعهد الأمريكي للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط
نيكولاي كوزهانوف
"على هامش قمة "حركة عدم الانحياز" في طهران سيتشاور المسؤولون الإيرانيون مع جمهوريات آسيا الوسطى في محاولة فاشلة أخرى لتقوية وضع الجمهورية الإسلامية ومواجهة ما يرونه نفوذاً أمريكياً خطراً في المنطقة." في الأشهر الأخيرة كانت مساعي طهران الدبلوماسية في آسيا الوسطى قد تخطت مستواها التقليدي على نحو بعيد. ففي مناسبات عديدة التقى مسؤولون إيرانيون مع ممثلي الجمهوريات السوفيتية السابقة في المنطقة، وكذلك على هامش قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" التي عُقدت في 6 حزيران/يونيو، وفي العديد من الفعاليات التي نظمتها "منظمة التعاون الاقتصادي" التي تخضع لنفوذ طهران، وفي اجتماعات لجنة التجارة الثنائية مع كازاخستان (حزيران/يونيو) وتركمنستان (15 تموز/يوليو) عبر تبادل الوفود، وفي منتديات أخرى ثنائية ومتعددة الأطراف. غير أن التأثير الفعلي لهذا النشاط المحموم ما يزال ضبابياَ. يشكل الانسحاب العسكري الأمريكي المزمع من أفغانستان أحد الأسباب الرئيسية وراء الدبلوماسية الإيرانية المكثفة في المنطقة. وتتفق النخب الحاكمة في إيران في اعتقادها بأن الرحيل المعلن للقوات الأمريكية هو ليس سوى غطاء للعودة إلى تعبئة استراتيجية. وحسب هذه الرؤية ربما تقرر الولايات المتحدة ليس البقاء في أفغانستان فحسب بل أيضاً زيادة وجودها العسكري في دول أخرى في آسيا الوسطى. وقد تعاظمت مخاوف طهران في الفترة من حزيران/يونيو إلى تموز/يوليو عندما بدأت مصادر إعلامية في آسيا الوسطى وروسيا تتداول شائعات عن المساعدة الأمريكية لحكومة طاجيكستان لقمع المتمردين المحليين وعن احتمال عودة التقارب بين واشنطن وأوزبكستان.
إن إيران محبطة أيضاً بسبب إقصائها التام من الخطط الأمريكية الحديثة الخاصة بالتكامل الاقتصادي الإقليمي لأفغانستان حيث إن طهران قلقة بوجه خاص من محاولات الغرب وضع أفغانستان كطريق بري بديل يربط باكستان والهند بأسواق آسيا الوسطى وروسيا والصين. وعلى الرغم من أن ممر نقل في أفغانستان لا يبدو ممكناً على المدى القريب والمتوسط إلا أن مجرد قيام هذه الفكرة يبدو أنها قد أرعبت طهران. وبالإضافة إلى ذلك، ضعف الموقف الإقليمي الروسي بشكل خطير في 2012 - وهو المؤشر الذي تراه طهران مقلقاً بالنظر إلى رؤيتها طويلة المدى لموسكو باعتبارها جبهة مضادة للولايات المتحدة في آسيا الوسطى. على سبيل المثال في 28 حزيران/يونيو علقت أوزباكستان عضويتها في "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" التي تدعمها موسكو والتي تمثل العصب العسكري لما يُعتقد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمل تحقيقه بين الجمهوريات السوفيتية السابقة التي تؤلف "رابطة الدول المستقلة" ألا وهو إقامة ما يسمى بــ "الاتحاد الأوراسي". وفي تموز/يوليو عرضت طاجيكستان التي هي عضو آخر في "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" شروطاً غير مقبولة مبدئياً لإطالة وجود القاعدة العسكرية الروسية 201 على أرضها بما يضع مستقبل الوجود العسكري لموسكو في تلك البلاد موضع تساؤل. وقد كانت علاقات روسيا مع تركمانستان وكازاخستان متوترة أيضاً. ولذا فإن طهران قلقلة من أن يؤدي هذا التضاؤل في نفوذ موسكو إلى تقوية وضع واشنطن هناك، وهو ما دعاها إلى السعي لزيادة وجودها في المنطقة.
وطهران قلقة أيضاً إزاء ما تعتبره نفوذ تركيا المتزايد في آسيا الوسطى. على سبيل المثال أصبحت المنطقة سوقاً مهمة للبضائع التركية حيث بلغ إجمالي التجارة التركية مع كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان تركمانستان في عام 2011 ما مجموعه 6.8 مليار دولار، أي أعلى بـ 50 بالمائة من إجمالي تجارة إيران البالغة 4.1 مليار دولار مع هذه البلدان نفسها. في ظل هذه الظروف تأمل إيران أن يؤدي الحوار النشط مع جمهوريات آسيا الوسطى إلى إقناعها بأن الصداقة مع إيران أجدى من المصادمة. وقد استُخدِمت وسائل الإقناع بأسلوب رقيق حتى الآن حيث عرضت طهران العديد من الجَزر لا العِصيِّ.
على سبيل المثال في منتصف تموز/يوليو وافقت تركمانستان على زيادة صادراتها المستقبلية من الكهرباء والغاز للجمهورية الإسلامية. وفي حزيران/يونيو توصلت طهران إلى عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المهمة مع كازاخستان والتي تشمل خططاً لإنهاء بناء طريق السكك الحديدية "أوزين - إتريك - جرجان" يربط كازاخستان تركمانستان وإيران بحلول عام 2013. وفي أواخر تموز/يوليو حصلت قيرغيزستان على عرض مبدئي للانضمام إلى مشروع السكك الحديدية "إيران - أفغانستان - طاجيكستان - الصين" حيث عبَّرت طهران عن استعدادها لتمويل حصة بيشكيك [عاصمة قيرغيزستان] من مشروع البناء. بل لقد حصلت طاجيكستان على اهتمام أكبر هذا العام. ففي آذار/مارس وافقت طهران على المشاركة في بناء طريق سريع يربط الجمهورية الإسلامية بأفغانستان وطاجيكستان. وأثناء اجتماع اللجنة الاقتصادية الإيرانية الطاجيكية في 27-28 أيار/مايو توصل البدلان إلى اتفاقيات مبدئية لبناء خطوط نفط وغاز ومياه مشتركة. كما ناقشا تصدير الكهرباء الطاجيكية إلى إيران وكذلك مشاركة إيران في بناء مصفاة لتكرير النفط في طاجيكستان. وفي حزيران/يونيو قررت طهران زيادة استثماراتها في إنشاء محطة توليد الطاقة الكهرومائية "سانغتودا-2" في طاجيكستان.
وعلى نطاق أوسع، لا تدّخر إيران وسعاً في إثبات أهميتها كمحور نقل إقليمي تعتبره ضرورياً لتأمين المكاسب الاقتصادية والجيوسياسية. ولأجل هذه الغاية تعزز طهران بقوة ما يسمى بـ "قطارات حاويات «منظمة التعاون الاقتصادي»" على خطوط السكك الحديدية "إسلام أباد - طهران - اسطنبول" و "اسطنبول - طهران - طشقند - ألماتي" و "بندر عباس - ألماتي". وعلى مدار العامين الماضيين سعت إيران أيضاً إلى تحسين سعة القدرة الاستيعابية لكل من المسافرين وحمولات السفن على أطرافها الحدودية مع تركيا والعراق تركمانستان وأفغانستان. ستواصل إيران التشاور مع دول آسيا الوسطى حول العديد من القضايا وخاصة في مجال أمن الحدود والاستقرار في أفغانستان وسهولة النقل إلى أسواق روسيا والصين. وسيكون تطوير أسواق الطاقة الإقليمية على الأرجح هو الدافع الرئيسي لدبلوماسية طهران في المنطقة على المدى القريب. وسوف تستغل طهران أيضاً اتصالاتها مع هذه الدول لإقناع الشعب الإيراني أن المحاولات الأمريكية لعزل الجمهورية الإسلامية عديمة الجدوى.
ومع ذلك فإن هذه الجهود في النهاية لن تغير بشكل كبير من الاتجاهات الحالية في آسيا الوسطى ما بعد المرحلة السوفيتية. فقدرة طهران على التأثير على الوضع الإقليمي محدودة بشكل كبير. ورغم أن هذا الموقف قد جاء جزئياً نتيجة للمشاكل التي تعانيها إيران بسبب العقوبات والرغبة في تفادي توترات صريحة مع لاعبين معينين غير إقليميين (مثل روسيا وتركيا) إلا إنه يمثل دلالة على تحولات في السياسة الخارجية لحكومات آسيا الوسطى نفسها. وكما أوضح بعض المحللين فإن تلك الدول قد مرت بتغيرات هائلة في تصوراتها الذاتية خلال العقد الماضي، حيث لم تعد ترى نفسها على أنها تعيش في منطقة محصورة ومعزولة تعتمد كلية في علاقاتها مع العالم الخارجي على روسيا أو إيران. كما أن الوجود الأمريكي والصيني والتركي والعربي المتزايد هناك قد أعطى هذه الدول إحساساً بأهميتها وخيارات أوسع بكثير لانتقاء الشركاء والفرص التي لا تبدو أن إيران هي الأكثر جاذبية من بينها.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً