-
لماذا اشك بنتنياهو
المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية
لماذا اشك بنتنياهو؟
جلعاد شير
ترجمة دائرة الإعلام
الوقت ينفذ بالنسبة للغالبية الإسرائيلية، مثلي أنا، الذين يؤمنون بحل الدولتين
قبل إحدى عشرة عاما، بتاريخ 4 سبتمبر 1999، قامت الحكومة الإسرائيلية بقيادة أيهود باراك ومنظمة التحريري الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بالتوقيع على اتفاق أُطلق عليه مذكرة شرم الشيخ، ونصت المذكرة على أن تبدأ مفاوضات الوضع النهائي قريبا، وان هدفهم هو التوصل إلى اتفاق إطار حول الوضع النهائي في غضون خمسة اشهر والتوصل إلى اتفاق شامل خلال عام واحد.
هذا هو آخر اتفاق رسمي وقع بين الطرفين، وحماس هي التي تحكم الآن في غزة على حساب منظمة التحرير الفلسطينية، وكما أدى الانشقاق إلى مزيد من الضعف للقيادة الفلسطينية، علاوة على ذلك، أدت تطورات الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير إلى مزيد من التعقيد في إعداد المفاوضات المعقدة أصلا والمرجو منها قرار الدولتين لشعبين لإنهاء الصراع.
ولكن كل الإطراف تعرف جيدا كيف سيبدو الاتفاق النهائي لو كان من اجل حل القضايا الجوهرية المتشابكة مثل الأرض والقدس واللاجئين والترتيبات الأمنية، ومنذ أن وُضعت معايير الرئيس كلينتون في ديسمبر عام 2000، فان كل مبادرة سياسية أُطلقت لإنهاء الصراع نصت على الحلول السياسية نفسها، ومع ذلك، فان جميع الأطراف تعرف أيضا انه طوال هذا المشوار المعقد للسلام نجد مخربين ومتشددين يبذلون قصارى جهدهم لتجنب الوصول إلى تسوية، فالذكريات وروح الجماعة والأصولية الدينية والتعصب تقوى على العقل بالنسبة إليهم.
ومن اجل التغلب على هذه الصعوبات، يجب على البيت الأبيض أن يجري عملية واضحة وملزمة ومستمرة لتمهيد الطريق إلى السلام لان حلو الدولتين ليس في مصلحة إسرائيل فحسب، بل في مصلحة الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة أيضا.
ولم يكن من المستغرب أن تشكل مسالة تجميد الاستيطان أول حجر عثرة في طريق محادثات السلام، فكلما اقترب القمة، يقدم المتحدثون الفلسطينيون وجهة نظر متصلبة "الكل أو لا شيء" حول قضية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وفي إسرائيل كانت هناك محادثات واسعة لتهدئة كلا من مجتمع المستوطنين وأحزاب اليمين في ائتلاف بنيامين نتنياهو.
وكان اوباما نتنياهو قد رحبوا مؤخرا بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية باعتبارها " روابط غير كاسرة للسكر"، أما الآن فتدخل العلاقات فترة صعبة مليئة بالتحديات.
ويعي محمود عباس نتنياهو جيدا للاختلافات الجوهرية في مواقفهم، فكل طرف يواجه صعوبات كبيرة إما من نظيره الآخر أو من جبهته الداخلية، ولكن الوقت ينفذ الآن بالنسبة لهؤولاء، مثلي أنا، الذين يريدون إقامة دولة يهودية ديمقراطية داخل حدود معترف بها جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح. صحيحا أن استطلاعات الرأي تظهر أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين، ولكن أصوات هذه الأغلبية لا تسمع سياسيا، وقد بدأ الإسرائيليون يدركون ذلك، فهناك مجموعات قليلة تعمل معا لتغيير المسار وهم يقولون دائما: نحن إسرائيليون، يهود وصهيونيين.
وأخيرا، فان مفاوضات السلام ليست مجرد سلسلة من الاجتماعات والمحادثات والصور ومؤتمرات قمة، هناك حاجة ملحة للتعايش السلمي، ومن الضروري أن نبدأ في استعادة الثقة بين المجتمعين، وعلى المدى الطويل فان المصالحة بين العالم العربي وإسرائيل بحاجة إلى شفاء الجروح المشتركة وتحسين العلاقات وبناء جسور من التسامح، ويمكن للمبادرة العربية للسلام أن توفر الإطار الأساسي لذلك.<hr>