تسريبات إسرائيلية حول تباينات في موقف حماس من صفقة التبادل بين الساسة والعسكر
مطالبات بتقديم مقترحات "ابتكارية" تبدأ باغتيالات قيادية في حماس وتقديم "هدايا" مجزية لها
أكدت أوساط ألمانية ما زعمه رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، عن قبول عرضها المتعلق بصفقة التبادل، وأنّ حماس رفضت العرض، في حين ادعى "روني شاكيد" الخبير الصهيوني في الشؤون الفلسطينية أنّ أسرى حماس في السجون هم من تسببوا بعرقلتها، بعد أن تبين لهم رفض "تل أبيب" إطلاق سراح 12 أسيراً شملتهم قائمة الحركة المقدمة للوسيط الألماني، حيث تضمن المقترح إطلاق سراح 970 منهم مقابل الإفراج عن الجندي، وإبعاد 12 من قادتهم إلى دول عربية.
وواصلت: في حين وافقت قيادة الحركة في غزة ودمشق على الإقتراح، إلا أن قادة الأسرى رفضوه، حيث طالب كبيرهم "يحيى السنوار"، من رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بأن يكون ملف الأسرى بيد قائد الذراع العسكرية أحمد الجعبري، وليس بيد المستوى السياسي، مؤكداً أنّ الأسرى على استعداد للمكوث وراء القضبان 5 سنوات أخرى بدون إطلاق سراح جميع من وردت أسماؤهم في القائمة.
وهو ما يفسر إقدام إدارة مصلحة السجون الصهيونية على نقله إلى العزل قبل عدة أيام، بعد أن علم أنه أجرى اتصالات مع دمشق.
وقالت الأوساط إنّ السنوار 53 عاماً، يقود أسرى حماس في السجون، وقد تجند لصفوفها ما قبل تأسيسها عام 1987، وكان من أوائل قادتها العسكريين، حيث اعتقل، وحكم بالسجن المؤبد، فيما شقيقه محمد، فقد شارك في عملية أسر الجندي "غلعاد شاليط"، ويقود الذراع العسكري للحركة في منطقة خان يونس.
جندي يساوي آلافاً!
في سياق متصل، حذر اللواء الصهيوني في صفوف الاحتياط "اليعيزر شتيرن"، من تراجع ثقة الجنود بقيادتهم السياسية والعسكرية في ضوء ما وصفه بـ"التلكؤ" الحاصل في إبرام صفقة التبادل، وهو ما يكسر القاعدة القائلة بأن كل محارب في الجيش يريد أن يكون على ثقة بأن تدفع الدولة إذا وقع في الأسر كل ثمن لإعادته إلى عائلته، لكنه في الوقت ذاته زعم أن الإفراج عن الأسرى الكبار فإن هذا سيُعرض للخطر جنوداً كثيرين للقتل، وليس الأسر فقط، وقد علمنا تاريخنا القصير هذا الدرس، بعد أن دفعنا حياة مئات كثيرين من المواطنين والجنود.
وقال: بفعل المفاوضات الحاصلة في صفقة التبادل مع حماس، تحولت "إسرائيل" على دولة متقدمة فيما وصفه "عالم الاستسلام للقوى المعادية"، وهو ما من شأنه أن يُسهم في زيادة قوتها من جهة، ومن جهة أخرى المس الشديد بما أسماها "المنعة القومية" للدولة، مستدلاً على ذلك بالسياسة الأمريكية التي لا تفاوض أعداءها حتى "ندما وضعوا سكيناً حاداً على عنق أمريكي مختطف".
وأشار إلى أن حالة الإرباك التي تعيشها القيادة السياسية الصهيونية مردها إلى أنها لا تعمل وفق تقدير بعيد الأمد، لكنها تخضع لما وصفها بـ"الحملات الدعائية" التي تضرب على أشد
الأوتار حساسية للمجتمع الصهيوني، وهي تحتاج لاتخاذ قرارات صعبة، تقتضي شجاعة عامة، وهو الامتحان الذي تواجهه تل أبيب، ولا يجوز لها أن تفشل فيه.
وأضاف: بالرغم من امتلاك الدولة لأجهزة أمن قوية جداً، لكن الحقائق التاريخية تؤكد أن الإفراج عن كبار الأسرى الفلسطينيين أفضى لوقوع عشرات كثيرة من القتلى الصهاينة، وهو ما يحظر على "إسرائيل" أن تدفع ثمناً كهذا مقابل الإفراج عن جندي واحد.
الضغط على حماس
كبير المعلقين السياسيين الصهاينة، دان مرغليت، زعم خلال تعليقه على ظاهرة التضامن مع عائلة الجندي بالقول: يجب على "إسرائيل" أن تتذكر قُبيل اتخاذ قرارات مصيرية في المستقبل، أنه في السنين الـ5 التي مضت منذ أسره، لم تستعمل جميع أدوات الضغط على حماس، ملمحاً إلى استخدام سياسة "الاغتيال المركز" ضد قادة حماس، ومضايقتهم في كل دولة يتجولون فيها.
فيما ألمح الكاتب "ايتان هابر"، مدير مكتب "إسحاق رابين" السابق إلى ما أسماها "القيمة الأخلاقية" في ضرورة الإفراج عن الجندي من أسر حماس، حتى لو كلف ذلك إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، لأن هذه القيمة التي تقف خلف الأرقام ستتعاظم على مدى السنين، وأجيال من المقاتلين الصهاينة المنطلقين للانخراط في الجيش سيستوعبونها: جندي واحد يساوي آلاف الفلسطينيين!
لكن حالة "شاليت" منذ 5 سنوات "تضعضع" القاعدة، والسلوك الرسمي في تل أبيب في قضيته تسحب من تحت أقدام القادة قدرتهم على أن يهتفوا "ورائي!" وان يتوقع من الجنود أن يركضوا وراءه.
العقيد في صفوف الاحتياط "صموئيل غوردون" أشار إلى أن مرور 5 سنوات على أسر "غلعاد" تشكل "جرحاً مفتوحاً" لدى المجتمع الصهيوني، لأنه أسير لدى "عدو لدود"، مقترحاً جملة من الحلول التي لم تعرض من قبل كأن يعرض على حماس تسلم إدارة معبر "كرم أبو سالم" جنوب قطاع غزة، مقابل إطلاقه.
قائلاً أن ما يمنع المستوى السياسي في تل أبيب عن اتخاذ مثل هذه الخطوة هو التخوف من تعزيز مكانة حماس، مما يصعّب عملية التوصل إلى اتفاق إيجابي، مع العلم أنه ليس ثمة قرار عادل بالمطلق، فكل قرار ينطوي على إيجابيات وسلبيات.
القناة الثانية
عن العبرية، ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية<hr>